صنعاء نيوزبقلم/عبدالملك الفهيدي -
-
قبل بداية الأزمة السياسية الراهنة وخلال تصاعد أو تراجع وتيرة الخلافات بين القوى السياسية كان الكثيرون ينبرون للقول إن هناك من يسيء إلى النظام وإلى شخص الرئيس من خلال التصريحات أو الكتابات أو الممارسات الفاسدة، بل ولا يزال الكثير من الزملاء في صحف المعارضة يتحدثون بذات الطريقة إلى درجة أنهم كانوا ولا يزالون يحمّلون الرئيس مسئوولية كل صغيرة وكبيرة حتى لو صدرت من أدنى موظف بالدولة.
لكن في المقابل فإن بعض الزملاء في المعارضة يتناسون وهم يكيلون التهم للآخرين أنهم اليوم يمارسون صورة أبشع من صور كيل التهم للآخرين، بل وصل الحد ببعض المحسوبين على المعارضة إلى حد شتائم وسباب يتعفّف المرء عن ذكرها.
وبعيداً عن تصريحات بعض قيادات المشترك التي باتت اليوم لا تراعي حتى أخلاقيات وتقاليد اليمنيين، دعونا ننظر إلى ما يمارسه بعضٌ من الشباب المعتصمين ضد كل ماله علاقة بالحزب الحاكم والحكومة والسلطة.
في ساحة الاعتصام أمام جامعة صنعاء ثمة لوحة عليها شعارات المؤسسات الصحفية الرسمية والحزبية في المؤتمر الشعبي العام وصور مسؤوليها وعبارة تحتها “لن نغفر لكم”، وقائمة أخرى تسمى بـ “العار” عليها صور مسئولي المؤسسات الإعلامية الرسمية والحزبية للمؤتمر, وهي نموذج بسيط لعقليات البعض من الذين تمتلئ قلوبهم بالحقد تجاه الآخر، ولا نجد في أذهانهم سوى مفردات الإقصاء والانتقام والكره لكل من يخالفهم الرأي.
ولكن مع ذلك فإن قائمة العار لا تساوي شيئاً أمام سيل ورسائل الشتم والسب التي تصلك عبر بريدك الإلكتروني أو عبر صفحتك على الفيس بوك.
سيل من رسائل البريد الإلكتروني التي تصل إلينا في إعلام المؤتمر فيها من لغة البذاءة والشتائم اللاأخلاقية واللاأدبية ما لا يمكن لوصفٍ في قاموس العربية أن ينطبق عليها.
وإذا كان صحيحاً أن لغة تلك الرسائل تعكس حقيقة أصحابها فكل إناء بما فيه ينضح, إلا أن المشكلة في الموضوع أن مرسليها - ومعظمهم بأسماء مستعارة - يقرنون تلك الرسائل بعدم مساندتك لثورة الشباب أو وقوفك مع الطرف الآخر.
بل إن بعضهم يتوعدك ويهددك بالانتقام باعتباره أحد قادة الشباب المعتصمين وهذا ما يثير الكثير من التساؤلات فإذا كانت مثل هذه الرسائل العفنة صادرة ممن يقودون الشباب المعتصمين فإنها كارثة، وإن كانت من أشخاص يحاولون أن يعبروا عن الشباب وهم لا علاقة لهم بهم فالكارثة أعظم.
مثل هؤلاء الشتامين والحاقدين والإقصائيين لا يشوهون نقاء الشباب فحسب، بل يثيرون العداء لدى الآخر ضدهم وهو أمر يشابه إلى حد كبير ما تعرض له الشباب من اختطاف سياسي وقبلي لأحلامهم التي اعتصموا من أجلها إلى حد أنهم باتوا مجرد أرقام تهتف بما يريد الآخرون، فيما أولاد الذوات من قيادات القبائل والأحزاب إما في الخارج أو يمارسون حياتهم الطبيعية بعيداً عن ما يحدث في الشارع.
فهل يعي الشباب أن ثمة من لا يكتفي بسرقة ثورتهم في الساحة بل ويؤجج ضدهم العداوة حين يتحدث ويهدد ويسب ويشتم الآخرين باسمهم