صنعاء نيوز -
بعض الأسر هجرت مساكنها وأخرى مسجونة في المنازل ومحلات تجارية أغلقت
أهالي حي جامعة صنعاء: المعتصمون يخططون لاحتلال منازلنا
أصحاب المحلات التجارية: تجارتنا راكدة ونطالبهم بدفع ايجاراتنا
السنباني: لسنا مع أية جهة ونطالب بأمن وسلام وكرامة
الحاج ناجي: هؤلاء بلا مهرة وليس لديهم قضية
أحمد ناجي: بنينا الجدار الفاصل لنتقي شرهم
بشير النمري: تحدثنا معهم بالعقل فهددونا بالدسع
إبراهيم محمد:
نعيش معاناة مستمرة على مدار الساعة ونحذر من مذبحة
حالة من الخوف والرعب وعدم الاستقرار يعيشها أهالي حي الدائري أمام جامعة صنعاء، حيث يعتصم عشرات الأشخاص المطالبين بالتغيير.
فمنذ أكثر من شهر وأهالي الحي لم يذوقوا طعم النوم -بحسب تعبير أحدهم- بسبب مكبرات الصوت والمايكروفونات التي تصدح منها أناشيد وأغاني وزوامل المعتصمين حتى ساعات الفجر الأولى.. بالإضافة إلى عمليات التفتيش المستمرة للأهالي من قبل ما تسمى باللجان الأمنية التي يؤكد الأهالي انهم من أفراد حزب الإصلاح، وأكثر ما يعاني منه الساكنون المجاورون لساحة الاعتصام هو تعرض منازلهم لعمليات اعتداء وكسر أقفال ومحاولة سطو من قبل من يسمون أنفسهم “شباب التغيير”.
ولم يجد الأهالي سوى بناء جدران تفصل بعض الحارات عن ساحة الاعتصام ليمنعوا تسلل المعتصمين إلى حاراتهم وتعطيل حياتهم ومصالحهم.
بلا مِهْرِة
“هؤلاء هم شوية فرغ ما بش معاهم مهرة”.. بهذه العبارة بدأ الحاج ناجي (60 عاماً) حديثه لصحيفة التي زارت ساحة الاعتصام بشارع الدائري الخميس الماضي "2011/3/17".
وواصل الحاج ناجي – وهو أحد الساكنين في الحي- حديثه وقد بدت ملامح الضيق والغضب على وجهه قائلاً: “أنا نزلت إلى عندهم من أول يوم وسألتهم ما معاكم ما تشتوا فأبسرت انهم كلهم بلا مهرة وما بش معاهم قضية.. هم شوية عمال جمعوهم من الجولات وحصلوا لهم من يأكلهم ويشربهم ويخزن لهم، وما عليهم إلا يجلسون يزوملون إلى الصبح”.
ويضيف الحاج ناجي: “أنا قلت لهم إذا انتم أصحاب قضية كما تقولون فما معاكم من الجلسة هانا، سيروا كلكم إلى بوابة الرئاسة وصيحوا هاناك.. خلوا الرئيس يقتل منكم (الفين) شخص.. سهل.. المهم هو با يعرف انكم أصحاب قضية.. لكن ذلحين ما هوش معبر لهم لأنهم ما بش معاهم قضية.. وهذا رأيي”.
وحول مدى انزعاج أهالي الحي من المعتصمين بحي الجامعة قال الحاج ناجي: “يا أخي من يوم جاءوا كرهونا في معيشتنا لا عاد احنا نرقد ولا نهجع ليل ونهار والمايكروفونات فوق رؤوسنا.. ضايقوا الأطفال والنساء.. أولادنا بطلوا يسيرون المدرسة.. ما عاد نقدر ندخل إلى البيوت ولا نقدر نمارس حريتنا بشكل طبيعي”.
جدار حاجز
أما المواطن احمد ناجي – وهو من أهالي الحي- فقد أخذنا إلى جوار الجدار الذي بناه الأهالي لمنع المعتصمين من التمدد والوصول إلى هذا الجزء من الشارع.. وقال لنا احمد ناجي وهو يشير بيده إلى الجدار: “هذا الجدار بنيناه احنا أهالي الحي.. جمعنا من خمسة إلى عشرة آلاف ريال من كل واحد واشترينا (بلك) واسمنت وبنيناه من اجل نكف شرهم عنا”.
وأضاف: “هم – أي المعتصمين- حاولوا أكثر من مرة تكسير الجدار.. وعادهم يهددوننا غدوة (الجمعة) بتكسيره واحتلال حارتنا”.
وأشار احمد ناجي في حديثه مع إلى ان المعتصمين في الجهة الأخرى من السور يوجهون مكبرات الصوت نحو منازل المواطنين، الذين منعوهم من الاعتصام في حاراتهم بغرض إزعاجهم بالصياح والأناشيد.
يرحلون
أما الشاب بشير النمري – من أهالي الحي- فقد أشار إلى انهم لم يلجأوا إلى بناء الجدار إلا بعد ان هددهم بعض المعتصمين بـ”الدسع” حيث قال: “احنا بداية الأمر التقينا بمجموعة من المعتصمين.. وتحدثنا معهم بالعقل والمنطق، وقلنا لهم يا خبرة سيروا مكان ثاني اعتصموا فيه.. أما تجوا أمام بيوتنا و(تفتشونا) على الدخلة والخرجة فهذا شيء نرفضه”.. فقالوا لنا: “والله لا نجي ندسعكم دسع”.
بعد هذا التهديد اضطر المواطنون إلى بناء الجدار ولكنهم لم يطمئنوا بأنهم بعيدون عن الخطر، فتبرع بعض الشباب بالسهر على هذا الجدار وحماية حارتهم من تسلل أي “سارق أو بلطجي أو أي شخص من المعتصمين على مقربة منهم” حسب قولهم.
مذبحة
أما المواطن ابراهيم محمد فقد بدا أكثر الأهالي الذين التقيناهم انفعالاً، وحذر أكثر من مرة من حدوث مذبحة في الحارة.. وقال ابراهيم بعد ان سألناه عن سبب هذا التحذير والانفعال الكبير الذي يظهر عليه فأجاب: “يا أخي ضع نفسك مكاننا.. أنت وأسرتك نساءً وأطفالاً، وستعرف مقدار المعاناة التي نعيشها على مدار 24 ساعة”.. وأضاف: “نحن لا نقول لهم لا تطالبوا بحقوقكم القانونية ولسنا ضدهم ولا مع علي عبدالله صالح.. ولكن قبل ان يطالبوا بحقوقهم عليهم ان يراعوا حقوق الآخرين.. هم الآن اعتدوا على أرضنا وحينا وشارعنا وانتهكوا حقوقنا.. الطفل يخاف من الخروج وحتى الذهاب إلى المدرسة، والنساء أيضاً لا يستطعن أخذ حريتهن في الدخول والخروج والذهاب إلى أعمالهن أو إلى المدرسة أو إلى السوق.. حياتنا أصبحت لا تطاق ولا مجال هنا لوصفها، ومن يقول أننا كذابون يجي ويجرب بنفسه”.
ويوضح الأخ إبراهيم في حديثه التي زارت ساحة الاعتصام بشارع الدائري الخميس الماضي "2011/3/17"ان الكثير من أهالي الحي تركوا منازلهم ورحلوا إلى قراهم، ومن لديه أقارب في صنعاء القديمة أو أي شارع بعيد من الاعتصام نقلوا مع أسرهم إلى عندهم بعد ان أصبحوا في حالة قلق على حياتهم وحياة أسرهم”.
واختتم إبراهيم حديثه قائلاً: “نحن لا نطلب منهم سوى الرحيل من الحارة والشارع ويسيرون يعتصمون في مكان ثاني بعيد عنا.. وإذا حصل وكسروا الجدار كما يقولون واعتدوا علينا فستحدث مذبحة، لأننا لن نسكت وهذا الجدار هو بمثابة بوابة البيت.. فإذا اعتدى أحد على باب بيتك فأنت ستقاتله ونتمنى ألا يحصل هذا”.
رسالة للجميع
كان الحي الذي زرناه شبه فارغ من الحركة سوى بعض الفتيان الذين وجدوها فرصة لممارسة لعبة كرة القدم دون ان يضايقهم أحد من أصحاب المحلات التجارية الذين أغلقوها، ودون ان تعترضهم سيارة مسرعة كون جميع السيارات حولت مسارها من هذا الشارع.. وفي هذا يقول الأخ عبدالعزيز السنباني وهو يشير إلى مباراة كرة القدم وسط الشارع قائلاً: “فريق كرة القدم هذا يمثل الحارة بأكملها فتيان من سن 12 – 16 سنة، وهذه رسالة للجميع المعتصمين أو غيرهم.. أننا لسنا مع أية جهة، نحن نطالب بأمن وسلام وحياة وكرامة ولسنا حق مشاكل”.
تجارة راكدة
أصحاب المحلات التجارية هم الآخرون لم يكونوا بعيدين عن الضرر الناتج من المعتصمين، فأكثر المحلات أغلقت أبوابها والبعض عرضها للبيع ونادراً ما تجد أحد هذه المحلات فاتحاً أبوابه.. ومنها صيدلية قال صاحبها حين سألناه عن حركة البيع والشراء: “قد انتم (تبسروا) الوضع.. كيف با نشتغل واحنا محاصرون من جهة المعتصمين ومن جهة أهالي الحي اللي يمنعون أي واحد من دخول الشارع.. العمل توقف بنسبة مائة بالمائة”.
وأضاف صاحب الصيدلية قائلاً: “احنا مستأجرون بـ110.000 ريال في الشهر و90 ألف معاشات موظفين ونحو 150 ألف صرفيات.. كنا نغطي ذلك بعمل الصيدلية قبل الاعتصامات، ولكن ذلحين من سيدفع لنا الإيجار ورواتب الموظفين وأيضاً مصاريفنا ومصاريف أسرنا؟!!”.
ويؤكد صاحب الصيدلية الذي رفض الإفصاح عن اسمه بأن إجمالي عملية البيع لديه كانت تصل في اليوم الواحد إلى 100 ألف ريال – قبل الاعتصام- والآن تصل إلى 5 آلاف ريال.
نوعية خاصة
ويخالفه في هذا الرأي صاحب محل لبيع المستلزمات الطبية.. الذي قال ان العمل لديه لم يتأثر كثيراً كون زبائنه من النوعية الخاصة.. وأكثر تعامله معهم بالتلفون.. ولكنه أيضاً لم يخف ان العمل تراجع بنسبة 30% حالياً عما كان عليه بالسابق.
قطع رزق
أما احمد صالح -صاحب محل لبيع الزجاج - فقد أشار إلى ان سبب تراجع الحركة التجارية في الحي هو قيام الأهالي بقطع الطريق ومنع الزبائن من الوصول إليهم – حد قوله.
وأضاف: “اعتقد لو وصل المعتصمون إلى أمام محلاتنا لما تأثرنا بالقدر الذي عليه اليوم، لأنهم ربما قد يشترون منا، لكن الآن شباب الحي يمنعون دخول أي شخص ليس من الأهالي وهذا قطع رزقنا”.
المصدر الجمهور نت |