صنعاء نيوز عارف العمري - سياسة لف الحبل حول عنق الرئيس
حين يسقط الإنسان من مرتع العز إلى مستنقع الرذيلة, ومن فراديس البطولة إلى دركات الخنوع, ومن شرفات الرجولة إلى مساقط السفاهة, ومن مدائح المعالي إلى لعنات الصغائر فهو إنسان قد باع حياته في مزادات الجهل ومتاجر التفاهة , وأصبح إلى الجعلان اقرب منه البشر, والى الخنازير اقرب منه إلى الرجال.
النظر إلى الحياة بنظرة قاصرة تولد المعايير المزدوجة والتصرفات الخاطئة لدى كثيراً من البشر, وعندما تتسع نظرة الشخص نحو الأفق ويستشرف ببصيرته الثاقبة القادم البعيد, تستقيم تصرفاته وتكبر همته وتبدوا المعالي مقصده والعز طريقه, فله في الحياة اسم واحد ووجه واحد وأسلوب واحد وبذلك يكبر في عيون البشر ويحتفظ برصيد ضخم من المحبة حتى وان غادر حافلة الحياة.
هكذا هو صاحب الاسم الواحد يفضل أن يظل فرداً في جماعة الأسود خيراً من أن يكون قائدا ًفي قطيع النعاج’ ويفتخر بان يكون ذيلاً في الحق لا رأساً في الباطل, ومثل هكذا معدن أصيل هو من يجب أن يحظى بثقتنا وينال احترامنا , أما المتقلبون في طباعهم فهؤلاء شرار الخلق الذين لاهدنة لنا معهم, والأيام بيننا وبينهم وهي وحدها من ستكشف أي الفريقين خيراً مقاماً وأحسن نديا.
وزير الأوقاف الحالي, وقائد مجاميع البلاطجة في الحديدة, كان واحداً من الذين سقطوا إلى الحضيض وتغيرت نظرتهم إلى الحياة , لتصبح المادة بالنسبة لهم كل شيء, كان حراً فتحول من قائمة الأحرار إلى خانة عبيد العبيد, ومن خطيب وداعية إلى سفاح وبلطجي, يلطخ يده بدماء الأبرياء في الحديدة, ليزيدهم معاناة إلى معاناتهم التي حولتهم إلى فقراء من الطبقة المسحوقة, لم يكن لأهل الحديدة وشبابها من ذنب إلا أنهم أرادوا إسقاط نظام عبث فيه عباد طويلاً فاختلس المليارات وتاجر بالقيم, وتسلق على أموال الشعب, ليبني ناطحات السحاب في وقت يأكل فيه الفقراء من براميل الزبالة, وحدهم المخلصون يعرفون ان حمود عباد لايدافع عن " صالح " بقدر مايدافع عن مصالحه التي يخاف أن يفقدها في يوماً من الأيام.
حمود عباد الخطيب المفوه الذي طالما تشدق بالحديث عن تعاليم الإسلام الداعية إلى حقن الدماء واحترام آراء الناس ليس السياسية فحسب, بل وحتى العقدية ( لا إكراه في الدين ....), لا ادري كيف نسي عباد عقوبة التناقض بين القول والفعل ( يا أيها الذين امنوا لما تقولون ما لاتفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لاتفعلون ), لقد أصبت بالدهشة عندما جاءتني رسالة الصحوة موبايل لتقول أن عباد يقود مجاميع من البلاطجة في الحديدة, وان النتيجة المأساوية كانت أربعمائة جريح, حينها وددت لو أن عباد تذكر هذه الآية جيداً قبل أن يقدم على الجريمة ( إن الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبينا ), ماجرى في الحديدة من سفك للدماء وترويع للآمنين, وبطش بالمسالمين, شيء لايغفره التاريخ, ولا يتسامح معه اليمنيون, فدماء المسلمين أغلى عند الله من حرمة الكعبة المشرفة, وقصور الزعيم.
" عباد" و " البركاني " و" معياد" وغيرهم كثير, هؤلاء الرفاق " المخلصون " من عملوا على إيصال النظام إلى نهايته الحتمية, وهؤلاء وحدهم من يلفون الحبل حول عنق " الزعيم " وهم يبتسمون له, على إيقاع تقارير ملفقة, وخطط واهية أوهى من بيوت العنكبوت.
أخر هؤلاء المخلصون الحمقى, رجل شرد قومه, واستعبد بني عمومته, وداس على رقاب جعاشن ذو السفال برجليه, هذا الرجل الأحمق الذي يدعى – محمد احمد منصور - خرج علينا كعادته يرتجل الشعر الذي تفرد له صحيفة الثورة مساحات كبيرة في صفحتها الأخيرة, خرج ليدعو الرئيس إلى شن حرباً ضد المواطنين, خرج من بوتقته الضيقة ليحرض الناس على القتال في الشوارع, صحيفة الثورة نشرت له قصيدة تحريضية تدعوا إلى الزج بالوطن في متاهات الحرب, في ملحق يوم السبت " الملحق الخاص " العدد رقم ( 16936) تاريخ 26 مارس الموافق 21 ربيع الثاني, ومن ضمن ماقاله سفاح ذو السفال
علي أنـــت لهذا الشـــعب قائده بل أنت ماموله في الدهر والأمل
قم واجه الــشر في شر له لهب لايُحسم الشـــر إلا وهو مشــتعل
وحولك الجيش وثابٌ ومنـطلق وأنت قائده المــــغوار والبـــطل
أيهــدم الأمن أقــزام وشــرذمة ليسوا من الشــعب إلا أنهم دُخلو
وهكذا يصور حمقى الرئيس " صالح " له أن الشعب مجرد أقزام وشرذمة مقيتة, وليس لهم حق المواطنة, بل أن المنصور أراد أن يصور الشعب اليمني وكأنه شعب دخيل كالصوماليين, متناسياً انه مثلما أدمى قلوب أبناء الجعاشن بقتل أولادهم وآبائهم ونهب ممتلكاتهم وتشريدهم, قد أدمى قلوب اليمنيين وهو يصفهم بأنهم قوم دخلاء على الوطن, وهذه هي سفاهات الحمقى فلا عجب !!!
كان " صالح " إلى ماقبل أيام معدودة " صانع الوحدة" و " فارس العرب " و " حكيم اليمن" وبفضل هؤلاء خُدش تاريخه, وتغيرت صفاته, ونعت بأسواء الأوصاف, وقيل فيه مالم يقله مالك في الخمر.
لولاء هؤلاء " المخلصون" الذين تحمسوا لقلع العداد, ماخرجت المظاهرات تملا الشوارع مرددة بصوت واحد يسمعه الثقلان الشعب يريد إسقاط النظام , ولولاء هؤلاء " المخلصون " لمصالحهم الشخصية والذين أراقوا الدماء الزكية في صنعاء وعدن وتعز والحديدة ومأرب والجوف وصعده وحضرموت وغيرها من محافظات الجمهورية ماتوافد الناس إلى ساحات الاعتصام ليتضاعف العدد آلف مرة ومرة على ماكان عليه في أول أيامه.
لولاء انتم أيها " المخلصون" مازرعت لصالح في كل محافظة صيحة غضب, وصرخة احتجاج, ولولاء انتم أيها العقلانيون ما وصلت الأمور إلى ماوصلت إليه الآن, ولولاء انتم لتحاور القوم وخرجوا إلى حل وسط, ولعاد الناس إلى بيوتهم وأعمالهم وقراهم ولانتهى كل شيء.
أيها المخلصون مع كل قطرة دم تسقط على الأرض آلف صوت ينضم إلى صفوف التغيير, ومع كل زخة رصاص تتطلقونها نحو صدور المعتصمين مليون دعوة تصعد إلى السماء , ومع كل دخان يرتفع اثر انفجار قنابلكم السامة يستنشق الشباب الأبطال عبير الحرية, ويكسرون حاجز الخوف, ويتسابقون إلى الموت ليفوزون بوسام الشهادة.
أيها " المخلصون " ماذا تصنعون بجيلاً رمى بسلاحه جانباً’ ليواجهكم بحرية الكلمة, وسلاح الصبر, جيلاً عظيم ولد من رحم المعاناة, ليخرج اشد عزيمة وأعلى همة, جيلاً لا تزيده الأيام إلا إصراراً على مطالبه, ولا الجروح الغائرة إلا ثباتاً على مبدئه, أيها " المخلصون " عليكم أن تعرفوا جيداً أن جيلاً زرعته يد الله لن تحصده يد البشر, وان إرادة الشعوب من ارادة الله, وان الله غالب على أمره ولو كره الكارهون.
أيها " الخلصون " عفواً – البلاطجة – أي ارض ستقلكم وأي سماء ستظلكم, وأي قبيلة تحميكم, وأي مجيرا ً سيجيركم, خبتم وخابت مساعيكم الدموية, مشانقكم نصبت ونهاياتكم رسمت وعندها ( سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) |