صنعاء نيوز/ الدكتورة سبأ جرار -
محوران في حياتنا لا نختارهما وهما العائلة والوطن،فنحن بهما مسيرين،وبعدان في حياتنا نختارهما،وهما كيف نتعامل مع هذين المحورين لأننا بذلك مخيرين، فينمو هذا الاختيار في النضج الزمني للعمر، والنضج الحياتي للخبرات والمهارات في فن ممارسة الحياة وأحداث التوازنات،وتكون أهم مؤشرات بدء الامتيازات بان نبلغ عمر يحق لنا التصويت، ويجوز فيه أن نجرم ونسجن ، فكل ما يسعى له الطفل جاهدا يريد ان يكبر لينال شرف المحاولة والامتلاك ، يرافقه نضج الخبرة وتحديد القرارات،و يبقى في حالة متغيرة تجنح للاكتمال وتحديد معالم الشخصية كلما اخفقنا اونجحنا في قراراتنا التي تنتج دائما عن مخاضات عسيرة مهما تيسر أمرها،فهي مخاض لولادة تحيطها التهديدات حتى آخر لحظة ….
ولنعود للنضج الزمني،… حين نكون في بدايات العمر نتوق لاختيارات شجاعة تواجه الحواجز وتسعى للتغيير لكن ضعفنا وقلة ما نمتلك من قوة يجعلنا عاجزين عن بلوغ ما نطمح إليه،وحين يتقدم بنا النضج الزمني( العمر) ونتحول لأصحاب قوة وسلطة وجرأة في القرارات لبلوغ غاياتنا،توقفنا الحكمة وتحمل المسؤولية اتجاه الاخرين ….وتكون الغلبة لحكمة الكهولة حيث ولى عنفوان الشباب فنقرر فقدان ما نمتلك لأجل من نمتلك … .فلسفة غريبة نعايشها باختيارنا وبتسيير الحياة لنا …،فنجتهد لنكون أقل الخاسرين وأفضل المجتازين للاختبارات ..
لاشك ان ما تحمله كلماتي اليوم تخفي غضبا من الحياة فقط ، كيف توحي لنا بأننا أحرارا ونمارس بأيدينا تأطير وتحجيم هذه الحرية لكي نحافظ على البقاء؟؟ … هي لحظة من الصفاء في التفكير أعبر فيها عن لحظة يمر بها الجميع أو كما تريدون ، ويبقى الاختلاف كيف يستيقظون تبعا للبيئة الحاضنة او النافرة التي يعيشون بها باختيارهم او بواقعهم لا فرق …..لان النضج الزمني مستمر
وعودة للوطن والعائلة الاختياران …. أشعر انني اريد ان اصفه ولا ادري حقيقة كم سيدوم هذا الوصف والإحساس ام تره سيتغير اَم يُغَيَّرُ قصراً . عموما أرى الوطن الان سلالات من القيم والدلالات التي التصقت بتكويننا والتي تطورت بعد هذا التسارع في الحضارة لتمنحنا حق معايشة أيِّ من ألسلالات وأينما نشاء،فنحن مخيرين أن نحمل اوطاننا معنا ،وان نجملها،وان نضفي عليها معانٍ جديدة من منطلق الحب والانتماء …….وان نمنحها شكلاً وأدوات نريدها في وطننا …كذلك العائلة تبعا للتمدن والتطور اكتسبت صورا وإحجاما في القيم0فهي كبيرة ممتدة للحصول على الكنية والتعريف،وهي صغيرة مغلقة لتحقيق الذات والثقة والسكون،وأين كان حجمها نحن مخيرين في معايشتنا لتفاصيلها بما لا يتعارض مع نوع الوطن الذي نحياه في تلك المعايشة .
ويبقى الوطن و العائلة ملتصقان بنا وبخياراتنا ( الحرة ) في جواز السفر .
كاتبة فلسطينية |