صنعاء نيوز/ د. عبد الوهاب الروحاني -
الاختلاف، هو ثقافة ومنهج وأسلوب حياة .. وهو حقيقة موجودة في كل الثقافات، ومنها ثقافتنا العربية والاسلامية.. والفارق أن هناك من تعامل معه وعمل به ، وهناك من اهمله وتجاوزه ،
فنحن نقول " الاختلاف رحمة" ، ونقول بما قاله الشافعي "رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب" .. ونقول أيضا "إن الاختلاف لا يفسد للود قضية" .. !!
لكن الاختلاف (عندنا) افسد الود واضاع الاخلاق وخرب كل القضايا ، وظل "الاختلاف" الواعي مجرد مقولات في محفوظاتنا الثقافية .. استبدلناه في واقع حياة مجتمعاتنا العربية بالاستبداد والفساد، وورثنا بهما الاحقاد والعقد التاريخية، فقضينا على الحياة والتنوع ، وبنينا وهما وحصدنا الخراب والغبار ..
بينما الغرب "الكافر" استطاع بتبني الاختلاف والتنوع ان يبني دولا وحضارة، ومحتمعات معاصرة تعشق الحياة وتنتج للمستقبل .
السلام حياة:
عندما نقول كفى حربا .. نحن نقول للاخوة الأعداء وبلسان كل اليمنيين الذين انهكتهم الحرب:
- ضعوا اسلحتكم جانبا
- كفى قتلا
- كفى حصارا وتجويعا
- كفى تمزقا ، وكفى تدميرا
نقول بصريح العبارة ابحثوا عن فرص للسلام .. فالسلام هو الحياة ، واطفالنا هم حياتنا ، ومن حقهم أن يعيشوا بأمن ومحبة وسلام، كما يعيش اطفال العالم من حولهم ..
المصيبة ان قولا كهذا ازعج ويزعج كثيرين ، فكالوا الشتائم ووجهوا التهم كل بطريقته وعبر وسيلته .. فقالوا: "أنت خائن للوطن وللثورة والجمهورية"، وقالوا "أنت كاتب مضلل، ومهزوم نفسيا ...، وعميل ومرتزق"..!! وزاد آخر وجردني ببساطة من مواطنتي .. "زمن أغبر" على رأي الفنان المبدع الجميل صلاح الوافي في "غربة البن" ..
صدقوني:
وحتى أطمئن هؤلاء الطيبين، أقول لهم، صدقوني، إنه لم يسبق لي ان أستلمت لا بالريال السعودي، ولا القطري ، ولا الايراني، ولم أستلم لا بالدرهم الاماراتي ، ولا بالدولار الامريكي، ولا بالشيكل الصهيوني، ولا بالليرة اللبنانية .. ولم اتقاضى نقدا أو عينا من أحد خارج اطار وطني الذي أحب ..
رحم الله الشهيد الثلايا ، لم يخطئ عندما قال "عجبت لشعب تنشد له الحياة وينشد لك الموت" ..
صديقي المكابد الودود (علي) كان قد سبق الجميع ، وكتب لي رسالة خاصة تعليقا على مقالي (كفى حربا) ، الذي كتبته الأسبوع الماضي لمناسبة مرور ستة سنوات عجاف على الحرب في وطني الذي ينزف .. قال فيها "اعانك الله يا دكتور على ردود الفعل من عمودك اليوم" ..!! وكان معه الحق .
البعض يريدك أن فكرت أن تفكر بعقله ، وان نطقت ان تنطق بلسانه .. وان كتبت أن تكتب بقلمه ، والمشكلة أن هؤلاء ليس بهم عقول وليست لهم أقلام ، أما السنتهم فعرجاء خرساء لا تجيد الا الإساءة .. والقدح والطعن في الاخرين .
ليت قومي يقرأون ويفهمون ويعقلون ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني |