صنعاء نيوز - الايرانية وزعامة القمة العربية ؟؟
من المفترض والعراق يتوجه لاستضافة القمة العربية في ايار المقبل ،ان يتمكن من اقناع العرب انه يستحق موقع زعامة هذه القمة ، من خلال اظهار توجه عروبي ولو على السطح ، او برسمية باردة ، ان صح التعبير ، وهو في موقع لا يحسد عليه من هذه الناحية ، فوزير خارجيته ورئيس الدولة ما هما بعربيان !! واذا تجاوزنا هذا الامر فثمة مواقف اخرى لم يبرز فيها العراق وجها عروبيا كما يفترض به كبلد عربي او كبلد يريد لعب دور عربي مهم من خلال ترؤسه قمة بغداد المفترض عقدها في ايار المقبل ، فالعراق الحكومي والسياسي والبرلماني ، ابان الحرب السادسة بين الحوثيين وحكومة الجمهورية العربية اليمنية ، ابرز وجها طائفيا صريحا ، بل وعدائيا ضد دولة اليمن وليس الحكومة اليمنية وحسب ، على خلفية قبول اليمن استضافة اعداد من مسؤولي النظام العراقي السابق والبعثيين من منطلق عروبي ، واجهته منظومة السلطات في النظام العراقي القائم ، مواجهة طائفية ، حيث دعت الى فتح مكتب للحوثيين في العراق وتقديم الدعم لهم ، فاصطفت الى جانب النظام الفاشي الطائفي الايراني الذي يحمل عداءا تاريخيا لكل توجه عروبي، ويعمل بلا هوادة على خلق الازمات في الوطن العربي ، وهذا الموقف كان الموقف المخالف الوحيد لدولة عربية في النظام العربي كله ، اذ لم تجرؤ دولة اخرى غير العراق على ابرازه ، وحين تفجرت ازمة تصريحات اقطاب النظام الايراني حول عائدية البحرين اذ ادعت ايران انها محافظة ايرانية ، بينما يعترف العرب والمجتمع الدولي بكونها دولة عربية مستقلة عضوا في الامم المتحدة !! وبخاصة مع المملكة العربية المغربية ، لم نسمع من العراق ما يوحي انه يستنكر مثل هذه التصريحات في حين وقفت كل الدول العربية موقفا
مضادا ومستنكرا لها ومؤكدا عروبة البحرين ، الامر الذي اجبر النظام الايراني الذي لا يعرف التزام التعامل باحترام الا امام العين الحمرا ، على التراجع عن تلك التصريحات ، والإعلان على لسان حسن قشقواني، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، أن ايران تحترم سيادة البحرين وأن الذين أطلقوا هذه التصريحات لا يمثلون الجانب الرسمي الإيراني ثم قيام الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ببعث رسالة إلى عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة أكد فيها احترام بلاده سيادة البحرين.
والعراق لم يبرز موقفه العروبي ولو بالتضامن او التفهم الشكلي لا مع المغرب ولا مع البحرين في حينها ومن المعلوم إن إيران افتعلت أزمة دبلوماسية مع المغرب بسبب إعلان المغرب رفضه واستنكاره للتصريحات الإيرانية، حيث استدعت وزارة الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال بالوكالة في سفارة المغرب في طهران للاستفسار عن الموقف المغربي بتعبيرات غير مناسبة وبطريقة رأت فيها الرباط تجاوزا للأعراف الدبلوماسية، الأمر الذي أدى إلى قيام وزير الخارجية المغربي باستدعاء سفير إيران في الرباط وعبر له عن استغراب الحكومة المغربية موقف الخارجية الإيرانية وسلوكها الذي ترفضه الرباط بقوة، كما استدعت الرباط القائم بالأعمال في سفارتها في طهران (للتشاور لمدة أسبوع) وكان التصرف الايراني اعلانا فظا عن رفض موقف المغرب العربي العروبي ، انطلاقا من مثابات عدائها التاريخي المعروف ، ورفضها منطق التعاطف والتضامن بين العرب ، وتدخل المغرب في شان المشرق الذي يعده النظام الايراني مجاله الحيوي ويعد له ما يسميه المشرق الجديد ، وبخاصة المجال القريب ( دول الخليج والعراق ) وبدا انحياز العراق موقفا بعيدا عن العروبة والعرب .
وفي ما يخص البحرين .. فلم يعلق العراق حول ما صرح به في حينها وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة (إننا سمعنا من الجانب الإيراني تطمينات بعدم تكرار مثل هذه التصريحات، ولكنهم لم يتعهدوا لنا بعدم تكرارها، لأن المسألة ليست سهلة، لكنهم وعدوا ببذل جهد أكبر لوقفها وعدم تكرارها) ولم تكن الحكومة الايرانية كالعادة صادقة في وعودها ، وهي المعروفة بانعدام المصداقية في كل ما تعد به ، ومن المعروف ايضا ان النظام الايراني خصص جملة مقاعد للبحرين في برلمانه وتركها شاغرة الى حين استعادة البحرين كما صرح مرارا وتكرارا مسؤولون كبار في نظام ولاية الفقيه ، وهو استفزاز قومي ووطني واضح ، يكشف اية خطط يعد النظام الايراني للملكة العربية البحرينية ، واية مصداقية يحملها تصريح نجاد الذي اشرنا اليه باحترام استقلال وعروبة المملكة ؟؟ ولم نسمع للعراق حتى ولا همسا تعليقا على هذا الموقف ، وهو بالتاكيد سلوك نابع من توجه طائفي وليس فيه رائحة انتماء للعروبة ؟؟
كما انه ليس للعراق اي موقف من قضية احتلال ايران للجزر العربية الاماراتية الثلاث ، طنب الصغرى وطنب الكبرى وابو موسى ، ومن المفترض ان يتوجه العراق توجها عروبيا نحو هذه القضية التي يعدها الخليجيون معيارا لتبني قضاياهم وانتماءهم ، كما ان الموقف الاخير من احداث البحرين رسميا على لسان رئيس الوزراء ، وعلى لسان العديد من الساسة والنواب، بدعم التظاهرات الطائفية التي تعد ايران هي المحرك الاساس لها ، وشجب موقف الحكومة البحرينية واجراءاتها لتثبيت الامن في البلد ، وتدخل منظومة السلطات العراقية والساسة الطائفيين في الشان البحريني ، بالدعوة لجمع التبرعات والتطوع لتقديم الخدمات لصالح المتظاهرين ضد الدولة البحرينية ونظامها وليس ضد الحكومة فقط ، من خلال شجب اجراءات تلك الدولة في الاستعانة بشقيقاتها في مجلس التعاون الخليجي حيث تربطها بها اتفاقات امنية موثقة ، تسمح بالاستعانة بقوات درع الجزيرة التي اسست من قبل المجلس الذي تعد البحرين واحدة من ركائزه الست ، واعتبار دخول قوات درع الجزيرة احتلالا سعوديا اماراتيا دون وجه حق ، وتفعيل الازمة طائفيا في المنطقة ، بل والاعلان عن عقد مؤتمر لتغيير دستور البحرين ؟؟؟ كما صرح انتفاض قنبر علنا !! ..لم يكن هذا ايضا توجها ينبيء باحترام المشاعر العربية والعروبة وانما كان اصطفافا طائفيا بكل وضوح حتى على حساب العراقيين ، فقد تناست الحكومة الجالية العراقية في ليبيا المحترقة والتي تتركز في مدينة مصراته التي تطرقها الان مطارق العقيد ومطارق الناتو ما اضطر اكثر من خمسمائة عائلة عراقية الى التوجه نحو تونس سيرا على الاقدام بينما بذلت دول العالم جهودا مضنية لتتبع احوال رعاياها ، ويجري هذا في الوقت الذي يدعو فيه البعض للتبرع للتظاهرات الايرانية في البحرين بمبلغ خمسة ملايين دولار ؟؟ فاين التوجه العروبي في هذا ؟؟ بل اين التوجه الوطني ؟؟
وكما يرى بعض الوطنيين العراقيين الواعين فان مطالبة بعض الجهات السياسية بدعم المعارضة البحرينية محاولة “لتأزيم الطائفية في المنطقة وتمهيدا لتدخل الدول الإقليمية في البلاد”، كما صرح بذلك الناطق باسم العراقية حيدر الملا ، مؤكدا أن تلك المطالب ستعقد علاقة العراق بمحيطه الإقليمي، فيما رفض إقحام العراق في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
وقال ، إن “موقف القائمة العراقية ثابت قي مساندة الشعوب للحصول على الحرية والديمقراطية”، مؤكدا في الوقت ذاته “رفضها إقحام السياسية الخارجية للعراق في الشؤون الداخلية للدول الأخرى”.
وكان زعيم المؤتمر الوطني العراقي أحمد الجلبي التقى، الأحد من هذا الاسبوع الأمين العام لحركة خلاص البحرينية المعارضة عبد الرؤوف الشايب في بغداد، وبحث معه المستجدات على الساحة البحرينية والأحداث التي تشهدها المنطقة.
وأضاف الملا أن “العراق عانى خلال السنوات الماضية من تدخل دول الجوار في شؤونه وليس من المنطق أن يقحم سياسته الخارجية في دول المنطقة”، معتبرا مطالبة بعض الجهات السياسية بدعم المعارضة البحرينية “محاولة لتأزيم الطائفية في المنطقة وتمهيدا لشرعية تدخل الدول الإقليمية في الشؤون الداخلية للعراق”.
ولفت المتحدث باسم القائمة العراقية الى أن “تلك المطالبات ستسهم بتعقيد علاقة العراق مع محيطه الإقليمي”، بحسب قوله.
وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد حذر، السبت الماضي، من حدوث توتر طائفي في المنطقة إثر دخول قوة من درع الجزيرة إلى البحرين، مؤكدا أن القضية أصبحت قضية سنة وشيعة !!!؟؟؟، داعيا إلى منع التدخل في شؤون المملكة الصغيرة،
ولاقت تصريحات المالكي ردود افعال متباينة حيث وصفت القائمة العراقية على لسان المتحدث باسمها حيدر الملا، تصريحات المالكي بـ”غير الموفقة”، داعية إلى قطع العلاقات مع طهران بسبب تدخلاتها “السلبية” في شؤون البلاد، فيما اتهمت الأحزاب التي جاءت من الخارج بـ”الطائفية، وانتقد زعيم حركة تجديد المنضوية في القائمة العراقية طارق الهاشمي ، تصريحات بعض المسؤولين بشأن أحداث البحرين وليبيا”، مؤكدا إن “من الأولى أن يتقدم العراق كوسيط للمصالحة في البحرين وليبيا بدلا من التدخل في شؤونهما الداخلية، في حين أكد التحالف الكردستاني أن تصريحات بعض المسؤولين بشأن البحرين أثرت بـ”شكل سلبي” على علاقة العراق بدول الخليج، مطالبا بضرورة التنسيق بين نواب البرلمان والحكومة للخروج بموقف موحد، فيما دعا إلى التوسط بين الحكومة البحرينية والمعارضة لإيجاد الحلول الناجعة للأزمة.
وكانت القائمة العراقية انتقدت في الـ20 من آذار الحالي، مطالبات بعض النواب بإغلاق سفارتي الإمارات والبحرين في العراق، مستدركا أن من الأولى أن يتم إغلاق السفارة الإيرانية في العراق لأن حكومتها لعبت دورا سيئا طوال السنوات الماضية في البلاد ، من كل ما تقدم يبدو واضحا ان توجه العراق في قراءة احداث الوطن العربي ، والموقف منها ، لم يكن الا توجها طائفيا يثبت اتهامات الدول العربية له بالاصطفاف في خندق النظام الايراني الطائفي ضد قضايا الامه ، وبالتالي لا ندري باي وجه سيقابل العرب ويطلب زعامة قمتهم ، اذ لا يمكن التوفيق بين ازدواجية التوجهين .
|