|
|
|
صنعاء نيوز/طارق الشرعبي -
العنوان من اول وهلة سيبدو غريبآ لكن القاضي مازن امين الشيباني نشر في صفحته في الفيسبوك بعد ان دار جدل كبير في احدئ المجموعات القانونية في الوتس عن هذا الموضوع و نشر المحامي و الناشط الحقوقي طارق عبدالله الشرعبي في صفحة شبكة محامون ضد الفساد في الفيسبوك باعتباره الامين العام رائي القاضي اليمني مازن الشيباني الذي افتتح منشوره باية قرانية بالتذكير بقوله تعالى((واذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله والى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه ابائنا اولو كان اباؤهم لا يهلمون شيئا ولا يهتدون)) المائدة آية 104
اليوم اقول لكم تعالوا اثبت لكم من القرآن الكريم ان الغلام الحليم المذكور في سورة الصافات هو اسحاق عليه السلام وليس اسماعيل عليه السلام.. الموضوع ليس بتلك الاهمية الكبيرة بالنسبة للمسلمين.. لكن انقله من باب الامانة العلمية فالكثير لا يعلم ان مقولة اسماعيل هو الغلام الحليم ابتنت على نقل محرف وادلة مزيفة
دار جدل كبير بيني انا وعدد من الزملاء حول تفسير قصة الذبيح ومن هو الذبيح من ابناء ابراهيم عليه السلام
هل هو اسماعيل عليه السلام ام اسحاق عليه السلام؟
وهنا اضع تصور متكامل عن الموضوع مع كل الشواهد والأدلة المتوفرة ولكن في البداية هناك اربع حقائق يجب ان ابينها وان يضعها الجميع في حسبانهم
1️⃣ الحقيقة الاولى ان الاشكالية ليست في تحديد هوية الابن الذي رأى ابراهيم عليه السلام انه يذبحه.. فلست حريص ان اثبت ان يكون اسماعيل او اسحاق.. الاشكالية تتعلق بفهم ايات القرآن فهما صحيحا من حيث معناها وتفسيرها وذلك في ضوء الايات القرآنية الاخرى ذات الصلة.. لذلك فان اللازم هو ادراك ان المسألة ليست تعصب لاسحاق ضد اسماعيل ولا تعصب لاسماعيل ضد اسحاق فكلاهما انبياء الله ونحن نؤمن بنبوتهما معا.. وانما الخلاف حول تفسير قوله تعالى ((وبشرناه بغلام حليم)) حول معناها فقط..
ومن يقول ان الغلام هو اسحاق فلا يعني ذلك انه متعصب لاسحاق ولا يعني انه يروج لافكار اسرائيلية او يمهد للتطبيع مع اسرائيل كما توهم ذلك بعض الاخوة وانما هذا يتعلق بفهمه للقرآن
2️⃣ الحقيقة الثانية:- ان هذه المسألة هي محل خلاف منذ عهد الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم.. فبعضهم قال الذبيح اسماعيل وبعضهم قال الذبيح اسحاق.. ومن نقل ان العلماء اجمعوا انه اسماعيل فقد كذب في النقل
وهذا يعني انه لا يوجد دليل قطعي يحدد من هو الابن المقصود..خصوصا اذا علمتم ان حديث((انا ابن الذبيحين))طلع حديث مكذوب ولم يرد في كتب الحديث المعروفة
ولو وجد دليل قطعي لما كانت المسألة محل خلاف.. لذلك لا يجوز لاحد ان يعتقد انه يمتلك الحقيقة وان لديه دليل قطعي على ان المقصود اسماعيل او اسحاق.. وبالتالي الادلة المتوفرة يجب ان تعطى حقها في الاستدلال ولا يجوز الاستدلال بآية في غير ما تدل عليه لأن العبرة هي بما تدل الاية عليه وليس بما يُستدل بها عليه
3️⃣ ان النقاش يجب ان يكون بتجرد وموضوعية وهذا يعني انه يشترط لمن يناقش في هذا الامر شرطين
الاول:- ان يتجرد من الاعتقاد الموجود لديه والذي تلقاه منذ نعومة اضافره وان يناقش الامر بكل حياد وموضوعية وان يتحقق اولا من نفسه ان كان متأثرا بما لديه من معتقدات ام لا؛ كما يجب عليه ان ينظر في الادلة التي بنى كل فريق من الأولين رأيه بناء عليها وسؤال نفسه هل هي ادلة مقنعة وقاطعة ام لا؟
الثاني:- ان يتجرد من يناقش الامر من التعصب لشخص النبي المقصود بالاية والعصبية العرقية كعرب ضد ابناء اسحاق سواء اكان اسماعيل ام اسحاق كونهما كلاهما انبياء الله سبحانه وتعالى وكلاهما اولاد ابراهيم عليه السلام ونحن كمسلمون نؤمن بنبوتهما الاثنين ولا فرق عندنا بين اسماعيل واسحاق عليهما السلام
4️⃣ الحقيقة الرابعة ان الاختلاف لا يترتب عليه اختلاف في العقيدة ولا يرتب اختلاف في مسالة فقهية.. بل هو احتلاف في فهم ايات القرآن والربط بينها لا غير
بعد هذه المقدمة ادخل الى صلب الموضوع
وقد رأيت ان اضع الموضوع على اربعة محاور
المحور الاول ذكر الايات التي وردت فيها القصة متكاملة
المحور الثاني بيان رأي الفريق الاول وادلته
المحور الثالث بيان رأي الفريق الثاني وادلته
المحور الرابع الرد على الشبهات وذلك
على النحو التالي
◀️1️⃣ المحور الاول
قال سبحانه وتعالى في سورة الصافات
{ وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِۦ لَإِبْرٰهِيمَ (83) إِذْ جَآءَ رَبَّهُۥ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (84) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِۦ مَاذَا تَعْبُدُونَ (85) أَئِفْكًا ءَالِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ (86) فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعٰلَمِينَ (87) فَنَظَرَ نَظْرَةً فِى النُّجُومِ (88) فَقَالَ إِنِّى سَقِيمٌ (89) فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ (90) فَرَاغَ إِلٰىٓ ءَالِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (91) مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ (92) فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًۢا بِالْيَمِينِ (93) فَأَقْبَلُوٓا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (94) قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96) قَالُوا ابْنُوا لَهُۥ بُنْيٰنًا فَأَلْقُوهُ فِى الْجَحِيمِ (97) فَأَرَادُوا بِهِۦ كَيْدًا فَجَعَلْنٰهُمُ الْأَسْفَلِينَ (98) وَقَالَ إِنِّى ذَاهِبٌ إِلٰى رَبِّى سَيَهْدِينِ (99) رَبِّ هَبْ لِى مِنَ الصّٰلِحِينَ (100) فَبَشَّرْنٰهُ بِغُلٰمٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْىَ قَالَ يٰبُنَىَّ إِنِّىٓ أَرٰى فِى الْمَنَامِ أَنِّىٓ أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرٰى ۚ قَالَ يٰٓأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِىٓ إِن شَآءَ اللَّهُ مِنَ الصّٰبِرِينَ (102) فَلَمَّآ أَسْلَمَا وَتَلَّهُۥ لِلْجَبِينِ (103) وَنٰدَيْنٰهُ أَن يٰٓإِبْرٰهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّءْيَآ ۚ إِنَّا كَذٰلِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هٰذَا لَهُوَ الْبَلٰٓؤُا الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنٰهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِى الْءَاخِرِينَ (108) سَلٰمٌ عَلٰىٓ إِبْرٰهِيمَ (109) كَذٰلِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُۥ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) وَبَشَّرْنٰهُ بِإِسْحٰقَ نَبِيًّا مِّنَ الصّٰلِحِينَ (112) وَبٰرَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلٰىٓ إِسْحٰقَ ۚ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِۦ مُبِينٌ (113) }
[ سورة الصافات : 83 إلى 113 ]
هذه الايات التي وردت فيها قصة الذبح... والهدف من هذه المناقشة هو معرفة من هو المقصود بقوله تعالى ((فبشرناه بغلام حليم))
◀️2️⃣ المحور الثاني رأي الفريق الاول:- يرى الفريق الاول ان المقصود بقوله تعالى(وبشرناه بغلام حليم) هو اسماعيل عليه السلام ويستدلون بالأدلة الاتية
⛔ الدليل الاول وهو ان قصة الذبح وردت فيها بشارتين.. البشارة الاولى هي قوله تعالى (وبشرناه بغلام حليم) والبشارة الثانية الوارد نهاية القصة قوله تعالى (وبشرناه باسحاق نبيا من الصالحين) وقالوا ان البشارة الثانية كانت مكافأة لابراهيم عليه السلام على اجتيازه الامتحان.. ومادام انه بشره باسحاق كمكافأة فذلك يستلزم ان الغلام المقصود بالبشارة الاولى ليس اسحاق بل اسماعيل عليه السلام.
⛔الدليل الثاني قوله تعالى ((وبشرناها باسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب)) قالوا ان الله تعالى بشر ابراهيم وامرأته باسحاق وان اسحاق يأتي من صلبه يعقوب عليه السلام وقالوا كيف لله تعالى ان يأمر بذبح اسحاق عليه السلام قبل ان تتحقق البشارة بولادة يعقوب عليه السلام.. كون ذبح اسحاق يعني استحالة انجاب يعقوب من صلبه.
⛔ الدليل الثالث قوله سبحانه وتعالى ((قالوا لا توجل انا نبشرك بغلام عليم)) سورة الحجر
مقارنة بقوله تعالى في سورة الصافات ((وبشرناه بغلام حليم)) فقالوا ان الغلام العليم هو اسحاق عليه السلام واما الغلام الحليم فطالما انه ورد بوصف مختلف فهو بكل تأكيد اسماعيل عليه السلام
⛔ الدليل الرابع وهو قوله تعالى ((واذكر في الكتاب اسماعيل انه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا)) وقالوا في الاستدلال بهذه الاية بأن الوعد المقصود به هو قوله((يا ابت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين)) ولذلك يكون الذبيح اسماعيل عليه السلام
⛔الدليل الخامس
قوله تعالى ((ام كنتم شهداء اذ حضر يعقوب الموت اذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد الاهك واله ابائك ابراهيم واسماعيل واسحاق)) وقالوا ان هذه الاية تبين اسماعيل هو الاكبر وباعتباره الاكبر يكون هو الذي ابتلي ابراهيم بذبحه كونه اشد ايلاما باعتباره كان ابنه الوحيد...
⛔ الدليل السادس مناسك الحج التي فرضت على المسلمين المتمثلة برمي الجمرات وذبح الاضاحي وقالوا ان رمي الجمرات تيمنا بابراهيم عليه السلام كونه كان يرجم الشيطان الذي اراد ان يثنيه عن ذبح ولده اسماعيل وان ذبح الاضاحي تيمنا بالذبح العظيم الذي افتدى الله سبحانه وتعالى به اسماعيل عليه السلام وانه لو كان الذبيح اسحاق لكانت هذه المناسك يقوم بها اليهود في بيت المقدس مون اسحاق لم يعش في مكة.
هذه جملة ادلة الفريق الاول
◀️3️⃣ المحور الثالث رأي الفريق الثاني وادلته
يرى الفريق الثاني ان الذبيح المقصود بقوله تعالى ((وبشرناه بغلام حليم)) هو اسحاق عليه السلام وليس اسماعيل عليه السلام وذلك استنادا للادلة الاتية
⛔ الدليل الاول:- ان جميع البشارات في القرآن الكريم التي بشر بها ابراهيم عليه السلام وردت باسحاق عليه السلام وذلك في الايات التالية
قال تعالى
👈🏼((وبشرناها باسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب)) سورة هود
👈🏼وقال تعالى ((ووهبنا له اسحاق ويعقوب كلا هدينا)) سورة الأنعام
👈🏼وقال تعالى ((ووهبنا له اسحاق ويعقوب نافلة)) سورة الانبياء
👈🏼وقال تعالى(( فلما اعتزلهم وما يعبدون وهبنا له اسحاق ويعقوب)) سورة مريم
👈🏼وقال تعالى ((ووهبنا له اسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة)) سورة العنكبوت
👈🏼 وقال تعالى ((قالوا لا توجل انا نبشرك بغلام عليم)) سورة الحجر مع اتفاق الفريقين ان المقصود به اسحاق عليه السلام
👈🏼 ((وبشرناه باسحاق نبيا من الصالحين)) سورة الصافات
جميع البشارات المذكورة بالقرآن انها بشرت ابراهيم بولد جاءت باسحاق عليه السلام ولم يبق الا موضع واحد قال تعالى فيه ((وبشرناه بغلام حليم)) فقالوا اذا هو اسحاق اذ ان اسماعيل لم ترد فيه اي بشارة بالقرآن
⛔ الدليل الثاني قوله تعالى نهاية قصة الذبح ((وباركنا عليه وعلى اسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين)) وقالوا ان المباركة جائت نهاية قصة الذبح لابراهيم واسحاق وان اللزوم العقلي يستوجب ان المباركة هي للابن الذي سلم امر رقبته لوالده اذا لا توجد اي مناسبة لامتداح اسحاق عليه السلام ومباركته الا انه هو الذبيح لا غير.
⛔الدليل الثالث هو قوله سبحانه وتعالى نهاية قصة الذبح ((وبشرناه باسحاق نبيا من الصالحين)) وقالوا ان هذه البشارة بشارة نبوة لا ميلاد وان معنى الاية هو وبشرناه ان اسحاق الذي كان سيذبحه ابراهيم صار نبيا من الصالحين والا لا وجود لمناسبة بتبشيره بنبوة اسحاق عليه السلام
⛔ الدليل الرابع ان اسماعيل عليه السلام كان ميلاده قبل حادثة المحرقة التي تعرض لها ابراهيم عليه السلام كون اسماعيل هو الاكبر.. فاسماعيل ولد قبل المحرقة واسحاق ولد بعد المحرقة والدليل على ذلك قوله سبحانه ((قالوا حرقوه وانصروا الهتكم ان كنتم فاعلين قلنا يانار كوني بردا وسلاما على ابراهيم وارادوا به كيدا فجعلناهم الاخسرين ونجيناه ولوطا الى الارض التي باركنا فيها للعالمين ووهبنا له اسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين))
وربطوها بقصة الذبح اذا ان الغلام الحليم الذي بشر به ابراهيم كان بعد حادثة المحرقة ((قالوا ابنوا له بنيانا فالقوه في الجحيم فأرادوا به كيدا فجعلناهم الاسفلين وقال اني ذاهب الى ربي سيهدين رب هب لي من الصالحين فبشرناه بغلام حليم)) وهو ما يعني ان الابن الذي رزق به ابراهيم بعد المحرقة وفقا لسورة الانبياء هو اسحاق والغلام الحليم كان بعد المحرقة.
⛔ الدليل الخامس قوله تعالى ((فلما بلغ معه السعي)) فيه اشارة ان الغلام تربى في كنف ابيه وترعرع تحت ظله وبوجوده وتحت اشرافه والمعلوم ان اسماعيل عليه السلام تركه ابوه ابراهيم طفلا رضيعا هو وامه في مكة ثم قام ابراهيم هاجر الى شمال العراق ولم يعد الى مكة الا بعد ان كبر اسماعيل وصار رجلا ولذلك قال تعالى(({ رَّبَّنَآ إِنِّىٓ أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِى بِوَادٍ غَيْرِ ذِى زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلٰوةَ فَاجْعَلْ أَفْـِٔدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِىٓ إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرٰتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ }
[ سورة إبراهيم : 37 ] وهذا يعني ان اسماعيل تربى في مكة في كنف امه هاجر حتى شب وترعرع وصار رجلا
فقد قال ابراهيم ((فاجعل افئدة تهوي اليهم))
هذه جملة ادلة الفريق الثاني
◀️4️⃣المحور الرابع مناقشة ادلة الفريق الاول
من خلال مطالعة ادلة الفريق الاول والتدقيق فيها نجد ان هناك قاسما مشتركا يجمعها جميعا وهو انها ليست ادلة مباشرة على ان الغلام الحليم هو اسماعيل وانما القائلين انه اسماعيل يستنبطوا ذلك استنباط واستنتاج لا استدلال
والرد على الادلة كالتالي
⛔ ما يتعلق بالدليل الاول وهو قولهم انه توجد بشارتين بقصة الذبح بشارة بالغلام وبشارة باسحاق وهذا يعني ان الغلام ليس اسحاق
الرد عليها كالاتي
1- ان البشارة الثانية ((وبشرناه باسحاق نبيا من الصالحين)) ليست بشارة بميلاد اسحاق بل بشارة بنبوة اسحاق عليه السلام ((وبشرناه- اي ابراهيم- باسحاق- اي ولده الذي كاد ان يذبحه- بانه نبي من الصالحين)) والدليل على ذلك هو اعراب كلمة نبيا في الاية
فاعراب(( نبيا)) حال منصوب يبين هيئة صاحب الحال ((اسحاق)) عند وقوع الفعل ((بشرناه))
وطالما اننا متفقون ان ((نبيا)) حال منصوب اذا معنى الاية ((وبشرناه ان اسحاق نبي من الصالحين))
2- ان الله تعالى بعد هذه الاية مباشرة قال ((وباركنا عليه- اي ابراهيم- وعلى اسحاق- اي الذبيح-))
فاذا لم يكن الذبيح اسحاق
واذا لم تكن البشارة الثانية بشارة بنبوة اسحاق
فما مناسبة مباركته لاسحاق وذريته؟
لماذا يباركه الله ويبارك ذريته بينما يتجاهل اسماعيل الذبيح.
لذلك عليكم ان تدركوا ان اسحاق لم يولد نبي بل بعد ان خلقه الله وصار صبيا وتعرض لحادثة الذبح بشر ابراهيم بنبوته
لذلك الايات تقول ((بشرناه بغلام حليم)) ((بشرناه بغلام عليم)) ((بشرناها باسحاق))..((ووهبنا له اسحاق))
لم تقترن بشارة مولده ببشارة نبوته على غرار نبي الله يحي عليه السلام الذي قال فيه تعالى
{ فَنَادَتْهُ الْمَلٰٓئِكَةُ وَهُوَ قَآئِمٌ يُصَلِّى فِى الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيٰى مُصَدِّقًۢا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصّٰلِحِينَ }
[ سورة آل عمران : 39 ]
فيحي اقترن ميلاده بنبوته
ومثله عيسى عليه السلام
بينما ابراهيم واسحاق ومحمد صلى الله عليه وسلم لم تقترن نبوتهم بميلادهم... بل آتاهم الله النبوة من بعد ميلادهم.. فلا يجوز لكم ان تخلطوا بين البشارة بالميلاد والبشارة بالنبوة..
٣- تقولون ان قوله تعالى ((وبشرناه باسحاق نبيا من الصالحين)) انها بشارة بمولد اسحاق مكافأة له على تنفيذ امر الله تعالى
مع ان المعلوم ان البشارة باسحاق اتت ابراهيم عبر الضيوف الذين ارسلهم الله لتعذيب قوم لوط فوصلت الى بيت ابراهيم اولا وقام ابراهيم وذبح لهم عجلا في بيته وما عرف انهم ملائكة مرسلين وقدم لهم الطعام
((فلما رأى ايديهم لا تصل اليه نكرهم واوجس منهم خيفة قالوا لا تخف انا ارسلنا الى قوم لوط))
ما جائوا له الملائكة للمذبح الذي نصبه لذبح ابنه في الجبل يبشروه باسحاق مكافأة له على تنفيذ امر الله بذبح اسماعيل
بل اتته الى الملائكة وهو في بيته
والقرآن يؤيد ذلك
انظروا قصة البشارة باسحاق
👇🏼
ولقد جاءت رسلنا ابراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث ان جاء بعجل حنيذ ((سورة هود))
👇🏼
هل اتاك حديث ضيف ابراهيم المكرمين اذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم منكرون فراغ الى اهله فجاء بعجل سمين
((سورة الذاريات))
👇🏼
وقال تعالى
ونبئهم عن ضيف ابراهيم اذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال انا منكم وجلون قالوا لا توجل انا نبشرك بغلام عليم..
البشارة باسحاق جاءت على الطريق
رسالة من الله ارسلها مع الملائكة الذي كلفوا بتعذيب قوم لوط.. قال لهم الله تعالى مروا على ابراهيم وبشروه باسحاق ومن بعده يعقوب
وعندما نزل الملائكة نفذوا امر الله تعالى ومروا الى بيت ابراهيم يبشرونه وهو جالس في البيت هو والعجوز العقيم وقام يريد ان يضيفهم وحينها بشروه باسحاق ولم تكن بشارة نبوة
بدليل قولها ((يا ويلتى ءألد وانا عجوز وهذا بعلي شيخا ان هذا لشيء عجيب)) هود.. البشارة هنا بولادة اسحاق ((ءألد))
البشارة هنا بمولد اسحاق من ايات القرآن نفسها
اي انها ليس لها اي علاقة بقصة الذبح
مالها اي علاقة بحكاية الذبح لا من قريب ولا من بعيد
اما قوله تعالى ((وبشرناه باسحاق نبيا من الصالحين)) بشارة بالنبوة
ما يعني ان اسحاق كان موجود ويعيش مع ابيه ولم يبقى الا البشارة بنبوته
اي ان اسحاق حينها كان صبيا قد بلغ السعي وهو الذي كان سيذبح
والبشارة بنبوته جاءت مع الكبش الذبح العظيم الى عند المذبح الذي نصبه ابراهيم عليه السلام في راس الجبل
والبشارة جائت بنداء الله تعالى لابراهيم وليس عبر الملائكة الضيوف الذين جائوا الى بيت ابراهيم
قال تعالى ((وناديناه ان يا ابراهيم))
وين الملائكة الضيوف والعجل السمين؟
فهنا يجب اخذ الاية كاملة وليس نصفها الاول فقط حتى يتبين معناها
رغم ان الاية واضحة
((وبشرناه باسحاق «نبيا» من الصالحين)) اذا هنا بشارة بنبوة اسحاق لا بمولد اسحاق لانه كان قد ولد وصار صبيا يسعى مع ابيه
⛔ الرد على الدليل الثاني وهو قولهم انه لا يعقل ان يأمر الله ابراهيم بذبح اسحاق قبل ان ينجب يعقوب تنفيذا لبشارته سبحانه وتعالى ((فبشرناها باسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب)) قالوا كيف يأمر بذبح اسحاق قبل ان يتزوج اسحاق وينجب يعقوب
الرد على هذا كالاتي:-
١- ان الله تعالى لم يأمر بذبح اسحاق..
بل هي رؤيا جائت لابراهيم عليه السلام في المنام .. وهذه الرؤيا هي الاختبار بعينه.. لان الله تعالى تنزه عنه ان يعد نبيه وعدا ثم يخلفه.. لكن ابتلى ابراهيم برؤيا.. لينظر ان كان ابراهيم سيصدق الرؤيا رغم الوعدام لا... فلما وجده الله تعالى صابرا قال له قد صدقت الرؤيا.. لذلك امر الذبح لم يأتي بالوحي ولا بأمر مباشر بل رؤيا منام.. لماذا جائت رؤيا منام؟ ببساطة حتى لا يكون هناك امر الاهي مباشر يتعارض مع البشارة السابقة.. لذلك كان الابتلاء بماذا؟
((برؤية في المنام)) بين قوسين
لا تنسوا القوسين
2- حتى وان كان الذبح قد جاء بامر مباشر وبوحي الى ابراهيم ان يذبح ابنه فان اوامر الله تعالى لا تعلل ولا تناقش.. هل نسأله لماذا امرت بذبح اسحاق قبل ان ينجب يعقوب.. المسلمون هذا المنطق يتصادم مع معتقداتهم.. فأوامر الله لاتعلل وهناك اوامر لا يعلم الناس عللها
مثلا حديث خمسين صلاة وتحولها تلى خمس صلوات الا يعد ذلك تراجعا من الله تعالى في امر الله؟
هل نقول لماذا؟
كما ان الله تعالى قال ((ما ننسخ من اية او ننسها نأت بخير منها او مثلها))
بل قال
((واذا بدلنا اية مكان اية والله اعلم بما ينزل قالوا انما انت مفتر بل اكثرهم لا يعلمون))
اذا... هذا شأنه سبحانه وتعالى
لا يجوز لنا ان نسأل لماذا وكيف.. الامر الاهي ينفذ ولو كان خارقا للعادة مخالفا لأمر سابق ينفذ كما اراده الله تعالى
3- جاء في سورة البقرة ان ابراهيم عليه السلام سأل ربه ربي ارني كيف تحيي الموتى قال اولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي
ثم امره ان ياخذ اربعة من الطير يحبسهن عنده ويتحقق من اشكالهن واماراتهن ثم يذبحهم ويضع على كل جبل منها جزء ثم يدعهن اليه سياتينه سعيا
وبالفعل نفذ ابراهيم التجربة
اخذ الطيور
قام ((بذبحها وتقطيعها اجزاء))
وزع اجزاءها على حبال مختلفة
ثم دعاهن فاحياهن الله تعالى وجئن اليه سعيا
هذا الذي عاش التجربة الا تريده ان يؤمن ان الله قادر على ان يبعث اسحاق بعد ذبحه؟؟
قدعاش التجربة بنفسه فانه كان واثق ايما ثقة انه حتى لو ذبح اسحاق فان الله قادر ان يحييه ويبعثه من جديد
4- الله تعالى وعد موسى ثلاثين ليلة ثم جعلها اربعين ليلة.. هل تريد ان تقول ان الله اخلف الوعد حين زاد عشر ليال؟؟؟
5- انتم تلومون الله كيف يأمر بذبح اسحاق قبل ان ينجب يعقوب..
سبق ان قلنا انها رؤية في المنام صح؟ وليست امرا مباشرا
كيف انتهت الرؤيا..انتهت بنداء مباشر من الله ((وناديناه ان يابراهيم قد صدقت الرؤيا)) ناداه نداء، مباشر باسمه يابراهيم قد صدقت الرؤيا انظروا كيف اعتق الله اسحاق لكي تصدق بشارته...
بالنهاية هل تم الذبح حتى نقول ان الله اخلف بوعده؟؟
لم يتم الذبح..فاين اخلف الله وعده
6- ان امر بذبح اسحاق قبل ان ينجب يعقوب رغم البشارة هو مدعاة لتشديد الابتلاء.. فاين هو الابتلاء اذا لم يكن هناك وعد سابق بان اسحاق سينجب يعقوب.. اذا امره بذبح اسماعيل سيذبحه وسيعوض بدلا عنه وانتهت الحكاية ليس بشدة ابتلاءه بذبح ولده الذي وعده ان ياتي من نسله امم كثيرة
⛔ الرد على الدليل الثالث
اختلاف البشارتين بين غلام حليم وغلام عليم
1- اختلاف الصفة المقترنة بالغلام لا تستلزم اختلاف الغلام.. فهل توجد بشارة واحدة ذكر فيها اسم اسماعيل بصراحة في القرآن كاملا؟
لو وجدت بشارة واحدة باسماعيل ساعتبر الغلام الجليم اسماعيل
2- من اساليب القرآن اختلاف العابير في الامر الواحد والشيء الواحد بين سورة واخرى
فالله تعالى اورد قصة موسى بثلاثة وثلاثين طريقة واسلوب ووصف مختلف
فمثلا قال ((وان الق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى اقبل ولا تخف انك من الامنين)) سورة القصص
وقال (( والق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب ياموسى لا تخف اني لا يخاف لدي المرسلون)) سورة النمل
وقال تعالى ((قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى)) سورة طه
تعابير مختلفة في قصة واحدة وحدث واحد ونبي واحد ولحظة واحدة
هل موسى الاول غيرموسى الثاني غير الثالث؟
3- في سورة هود قال ((وبشرناها باسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب))
وفي سورة الحجر قال ((وبشرناه بغلام عليم))
انتم انفسكم تؤكدون وتقولون ان اسحاق هو الغلام العليم فلماذا هناك بشره به بالاسم وهناك لم يذكره بالاسم؟
لماذا لم نقل ان الغلام العليم ابنا ثالثا لابراهيم لا هو اسحاق ولا اسماعيل
اذا اختلاف الصفات في ايات القرآن لا يستلزم اختلاف الموصوف
فالغلام العليم هو نفسه الغلام الحليم وهو اسحاق بدليل ان البشارة كانت بعد حادثة محرقة ابراهيم في الصافات والانبياء.
⛔ الرد على الدليل الرابع وهو قولكم انه كان صادق الوعد وان المقصود به وعده بقوله ستجدني ان شاء الله صابرا
1--هذا الامر وهذا الربط لا دليل عليه
كيف جز اصحاب هذا الرأي م
قوله تعالى ((قال يا ابت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين)) ان هو المقصود
دليلا واحدا على ذلك فقط.
2- ان صفات الانبياء لا ترتبط بوقائع محددة.. الا اذا ارتبطت الصفة بواقعة ودلت عليها قرينة كقوله تعالى عن ايوب عليه السلام (( انا وجدناه صابرا نعم العبد انه اواب)) وهذه الصفة ارتبطت بقرينة وهي قوله تعالى ((اني مسني الشيطان بنصب وعذاب اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب)) فهنا دلت قرينة على ارتباط الصفة التي وصف بها ايوب بالحادثة
فاين القرينة التي تربط ((صادق الوعد)) الاي في سورة مريم
بقوله ((ستجدني ان شاء الله صابرا)) التي في سورة الصافات؟
٣- ان الانبياء كلهم صادقين الوعد ووصف نبي بصفة لا يعني ان غيرهم لا يتصفون بها.. ولا يمكن ان يصطفي الله نبيا ليس صادقا الوعد
⛔ الرد على الدليل الخامس
نحن متفقون ان اسماعيل اكبر من اسحاق
فاسماعيل خلق قبل حادثة محرقة ابراهيم واسحاق بعدها.. فهل هناك نص يبين ان الابن الاكبر هو الذبيح؟
تقولون ان الابتلاء اعظم بذبح الابن الاكبر والوحيد.. الابوة واحدة بالنسبة لابراهيم عند اسماعيل واسحاق.. ولا يوجد نص يفيد ان الابن الاكبر هو الذبيح وانما هذا تحليل واستنتاج
⛔الرد على الدليل السادس
مناسك الحج فرضت بايات مستقلة بسورة الحج ولا يوجد اي دليل نصي يربط الاضحية بالذبح
قال تعالى
{ وَالْبُدْنَ جَعَلْنٰهَا لَكُم مِّن شَعٰٓئِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ۖ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَآفَّ ۖ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ۚ كَذٰلِكَ سَخَّرْنٰهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36) لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَآؤُهَا وَلٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوٰى مِنكُمْ ۚ كَذٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلٰى مَا هَدٰىكُمْ ۗ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37) }
[ سورة الحج : 36 إلى 37 ]
هنا مناسك الحج فرضت وليست بقصة الذبح.
باختصار..الايات القرآنية تؤكد ان الذبيح اسحاق وليس اسماعيل عليهما السلام .
--
طارق عبدالله الشرعبي
محامي وناشط حقوقي
|
|
|
|
|
|
تعليق |
إرسل الخبر |
إطبع الخبر |
RSS |
حول الخبر إلى وورد |
|
|
|
|