صنعاء نيوز - ساوى بين الضحيّة والجلّاد… النائب العربيّ في الكنيست الإسرائيليّ عن الحركة الإسلاميّة منصور عبّاس يزور رئيس بلدية اللد العنصريّ ويثير غضب فلسطينيي الداخل ويتعهّد بترميم الكنيس اليهوديّ في المدينة التي يتعرّض مواطنيها العرب للتنكيل والقتل
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
في ظلِّ استمرار العدوان الهمجيّ والبربريّ من قبل الاحتلال الإسرائيليّ ضدّ قطاع غزّة، وفي ظلِّ ارتقاء الشهداء بالعشرات من الفلسطينيين في مدن وبلدات القطاع، يُواصِل النائب العربيّ في الكنيست الإسرائيليّ عن الحركة الإسلاميّة، يُواصِل استفزازه لمشاعر الشعب العربيّ-الفلسطينيّ، ويقوم بأعمالٍ خارجةٍ عن الصفّ الفلسطينيّ، وبالإضافة إلى ذلك لا يُخفي تعاطفه مع الكيان وسياساته.
فقد وصف أعمال القتل الجماعيّ التي يقوم الاحتلال الإسرائيليّ بقوّاته العسكريّة بـ”أعمال عُنفٍ” ودعا إلى وقفها، أيْ أنّه ساوى بين الجلّاد والضحيّة، والأخطر من ذلك أنّ هذه الأقوال أدلى بها في تصريحاتٍ لوسائل الإعلام العبريّة، التي باتت تستضيفه ليُدلي بدلوه حول العدوان الإسرائيليّ على قطاع غزّة.
وفي هذا السياق، أثارت زيارة رئيس القائمة العربية الموحدة، النائب في الكنيست الإسرائيلي منصور عباس، عن الحركة الإسلاميّة في مناطق الـ48، لرئيس بلدية اللد العنصريّ والمُحرِّض، يائير رفيفو غضبًا عارمًا بين فلسطينيي أراضي العام 1948.
وزار عبّاس برفقة رفيفو، كنيسًا يهوديًا تمّ إحراقه خلال الأحداث الأخيرة في المدينة، وأشار إلى أنّه يجِب تحسين العلاقات بين العرب واليهود هناك. وأشاد رفيفو بعباس قائلاً إنّه “نموذج قيادي يدعو للتفاؤل”، وتعهد عباس بترميم الكنيس قائلاً إنّ “حرقه خطأ كبير”.
من جانبها استنكرت القائمة الموحدة في اللد زيارة عباس، لرئيس البلدية الذي وصفته بـ”المحرض الأول والمستبيح لدماء الفلسطينيين”، مُعتبِرةً في الوقت عينه أنّ ما يجري في اللد هو حملة تطهيرٍ عرقيٍّ.
كما اعتبر رئيس الحركة الإسلامية الجنوبية في الطيبة خالد عازم: “تصريحات وأفعال د.منصور عبّاس لا تمثلنا، ولا تعبر عن فكرنا ولا تنسجم مع ثوابتنا”، على حدّ تعبيره.
وقد تحوَّل النائب العربيّ في الكنيست الإسرائيليّ، د. منصور عبّاس، من الحركة الإسلاميّة في الداخل الفلسطينيّ، تحوَّل إلى نجمٍ بكلّ ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ في المشهد الإعلاميّ الإسرائيليّ بعد تصريحاته “السلاميّة” (!) في كلّ ما يتعلّق بالصراع الفلسطينيّ-الإسرائيليّ.
فقد أدان رئيس حزب “القائمة العربية الموحدة”، منصور عبّاس، العملية الفدائيّة في مفترق زعترة بالضفّة الغربيّة المُحتلّة، والتي أسفرت عن إصابة ثلاثة مُستوطنين إسرائيليين.
وقال عبّاس في بيانٍ رسميٍّ تناقلته جميع وسائل الإعلام العبريّة، المرئيّة، المقروءة والمسموعة، قال إنّ “ضحايا الهجوم الإسرائيليين هم أشخاص أبرياء”، وأعرب عن أمله بأنْ يعيش معهم بسلامٍ في يومٍ ما.
وتابع عباس، الذي يعتبِر نفسه “بيضة القبّان” في كلّ ما يتعلّق بتشكيل حكومةٍ إسرائيليّةٍ جديدةٍ، قال: “بصفتي أحد الأشخاص الذين صاغوا رؤية القائمة الموحدة، وهي رؤية سلام وأمن متبادل وشراكة وتسامح بين الشعبين، أنا أدين بشكلٍ لا لبس فيه أيّ أذى يلحق بالأبرياء وأدعو إلى الحفاظ على حياة الإنسان وإعطاء الأمل في أن نتمكن العيش معا بسلام”، إلّا أنّ تصريحاته أثارت ضجة في حزبه.
في سياقٍ ذي صلةٍ، كُشِف النقاب عن اجتماعٍ عُقِد قبل أسبوعيْن في القدس المُحتلّة بين النائب العربيّ-الإسلاميّ عبّاس والحاخام حاييم دروكمان، في أعقاب ضغوطٍ مارسها مقربون من رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو في محاولة للتأثير على الحاخام.
وكان الحاخام دروكمان، اليمينيّ-المُتطرِّف، الذي يصفه العديد من الخبراء والمُحللِّين الإسرائيليين بالـ”نازيّ” قد أعلن عن إتاحة قتل الأطفال الفلسطينيين، زاعِمًا أنّهم إذا لم يُقتَلوا وهم أطفالاً، سيكبرون ويتحوّلون إلى “مُخرِّبين” على حدّ قوله.
|