صنعاء نيوز/ م/ يحيى محمد القحطاني . -
.
أيها اليمانيون: كما تعلمنا في المدرسة، وتعلم أجدادنا وآبائنا في المعﻻمة، بأن حب الوطن من الإيمان، والإيمان هو ما وقر في القلب وصدقه العمل، أي لا يستقيم بأي حال ادعاء شيئ والعمل على ما ينافيه، فلا محبة لوطن في قلب فرد أين كان، وهو يضمر الشر له ولمن يعيشون فيه، حتى وإن تشدق ليلا ونهارا، بقول أحبك يا وطني، ومن اجل الوطن، وفداء للوطن ..
أيها اليمانيون: منذ عشرات السنين، وعلماء ومشائخ الدين، يقولون لنا يجب أن نكون مع الملوك والرؤساء، ولو داسوا رقابنا، وقادونا إلى المهالك، وقالوا لنا أن طاعة ولي اﻷمر واجبة، والرضا بالظلم طاعة، وقالوا لنا بأن التذلل لهم لطفًا، والتملّق لهم فصاحة، وقالوا لنا بأن الديموقراطية كفراً بواحا، وأن اﻹنتخابات نظام علماني، وقالوا لنا بأن حرية القول وقاحة، وحرية الفكر كفرًا، وحب الوطن جنوناً ..
أيها اليمانيون: إن بعض مشائخ الدين متآمرون على الشعب والوطن، يفتون للحاكم ويقبضون الثمن، يحرقون الوطن ويقبضون الثمن، جيوبهم مع الوطن، وسيوفهم على الوطن، يداهنون الفساد والفاسدين، يحللون الدماء والخراب لتجار الحروب والموت، ينشرون الإرهاب الديني واﻹرعاب الفكري، ولو وجدت الحرية والديمقراطية، لزال الإرهاب واﻹرهابيين والفساد والفاسدين، فلا حرية بدون مساواة وعدالة إجتماعية، وﻻ أمن وإستقرار بدون دولة النظام والقانون، ومن المستحيل أن نكون أحرار، ما لم نكن أحرارا في تفكيرنا وفي التعبير عنه ..
أيها اليمانيون: الوطن اليمني شماله وجنوبه شرقه وغربه، لم يكن يوما لجماعة بذاتها، أو لفريق دون آخر، ولم تكن اليمن الطبيعية، في سماتها قبلية أو طائفية أو فئوية أو سﻻلية، كما يريدون لها المسئولين ومشائخ الدين، عباد السلطة المطلقة والمال المدنس، واعلموا أن من حمل السلاح، لقتل اليمنيين بدعوى الدفاع عن الدين، فقد وضع الدين فوق الله، الذي يأمر بالحب والسﻻم والتعاون واﻹخاء، وليس لقتل النفس التي حرم الله قتلها إﻻ بالحق، فﻻ تصدقوا مثل هذا الكﻻم، وأحذروا مثل هؤﻻء، الذين يدافعون عن الدين، بقتل الناس وتخريب الوطن ليس إﻻ ..
أيها اليمانيون: إن الطغيان الذي يُمارس، بإسم الدين على اليمنيين، منذ نكبة فبراير2011، قد جعل قلوب اليمنيين تنزف دما، وجعلوا اليمن بره وبحره وجوه وجزره، تستباح من أعدائها التاريخيين، تحت مبرر إعادة شرعية الفنادق لحكم اليمن، ومن بعض العمﻻء والمرتزقة، بدعوى الدفاع عن الدين وحماية العقيدة، تجار شركاتهم كراسيهم، ورأس مالهم وسلعتهم الوطن اليمني، دون ضريبة أوتعب، فمسكين الشعب والوطن، الذي ابتلي بمثل هؤﻻء المسؤولين والمشائخ، فقد كان يوماً ما يواصل المسيرة نحو تحقيق الإنجازات، أما الآن وبسبب البعض من أبنائه "حكومة وشعب" أصبح يركض للوراء ..
أيها اليمانيون، وحدهم المخلصون دون غيرهم، من يستحقون عظمة هذا الوطن، سواء أولئك الذين ذهبوا إلى الظل، أو من بَقِي منهم مُرَابطا في مكانه، مُدافعا عن حقوقه، ومشمّرا ساعد الجد ليرعاه، وينحت فيه عملا يقربّه إلى مبتغاه، ويسعى في جبالة وصحاريه، لكي يذُود عن حياضه، ويحمي تربته الطاهرة، وطني اليمن ياأرض المجد والعزة، سوف أمزق أعداءك وأموت فداء لك، وسأسقيك أبنائي وأجعلهم أوتادك، فﻻ وجود لي إﻻ بك، وﻻ كرامة لي إﻻ بك، جبالك صدور أمهاتنا، وسهولك حضن أبائنا، الله أكبر وتحيا اليمن شامخة وعظيمة، والله من وراء القصد ..!! |