shopify site analytics
بيان صادر عن القيادات القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي بشأن سوريا - ‏كيف يقدّم الحوثيون طوق نجاة أخلاقي لإسرائيل؟ - خروج مليوني بالعاصمة صنعاء في مسيرة "ثابتون مع غزة العزة - جامعة ذمار تنظم وقفة احتجاجية تنديداً بالجرائم الصهيونية - مسيرة طلابية لطلاب كلية الطب بجامعة ذمار - نزلاء الإصلاحية الاحتياطية بمحافظة صعدة ينفذون وقفة تضامنية مع غزة - تفقد وكيل مصلحة الجمارك سير العمل بمكتب ذمار - اليمنية تؤكد استمرار رحلاتها عبر مطار صنعاء - وزير النقل والأشغال بصنعاء: سيتم استئناف العمل بمطار صنعاء وميناء الحديدة اليوم - 7 شهدا حصيلة العدوان الصهيوني على اليمن -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - 
من أجل تحرير جميع الأراضي الفلسطينية ‘من البحر الى النهر’ من الاحتلال العسكري الصهيوني الغاشم، عبر خروج كل المستوطنين الصهاينة

الأحد, 30-مايو-2021
صنعاء نيوز/ د. نهى خلف -


من أجل تحرير جميع الأراضي الفلسطينية ‘من البحر الى النهر’ من الاحتلال العسكري الصهيوني الغاشم، عبر خروج كل المستوطنين الصهاينة و جيشهم الارهابي، لكي يسمح بعودة جميع اللاجئين الفلسطينيين المنتشرين عبر العالم الى وطنهم ، و هو الحل العادل و الدائم الوحيد الممكن، فعلى صناع القرار العرب و الفلسطينيين البحث عن شركاء وحلفاء دوليين آخرين ، خارج الدوائر الغربية القديمة الموالية للصهيونية وحلفائها الإقليميين العرب ، خاصة إن الولايات المتحدة و سماسراتها هم دائمًا الأسرع في القفز على الساحة بعد كل معركة فلسطينية ناجحة، بوعود دعم مالي لفرض أجنداتهم التي تهدف في الحقيقة إلى إنقاذ الاحتلال ، عبر منطق “دبلوماسية التدخل السريع “، المدعومة مالياً من جميع حلفائهم الخليجيين الأثرياء الذين قاموا بالتطبيع مع الاحتلال.
ولسوء الحظ ، فإن الحلفاء الاستراتيجيين الدوليين الأوفياء لقضايا الشعوب المظلومة و لحركة التحرير الفلسطينية ، أبطأ بكثير في التحرك على الساحة الأمامية، إما لأسباب مالية او بسب المشاكل المتعددة التي يواجهونها.، رغم انهم يعملون بالتأكيد من خلف الأضواء من اجل ترسيخ و تثبيت إنجازات المقاومة الفلسطينية .و لكن تقع على صناع القرار الفلسطيني، المسؤولية بمطالبتهم بالتدخل و المساعدة.
ومن المعلوم ان السبب الرئيسي لدعم الغرب للأيديولوجية الصهيونية ، هو لأن الكيان الصهيوني ، أصلا من صنعهم ، و يعمل كوكيل لهم في المنطقة منذ 73عاما، مسمما حياة ملايين من المواطنين داخل فلسطين وحولها. و الغريب في الأمر ان من اصدق الكلمات التي بررت دعم الولايات المتحدة للكيان الصهيوني قد و ردت على لسان بايدن نفسه عندما كان نائبا في مجلس الشيوخ في عام 1986حيث قال إن إسرائيل هي “أفضل استثمار من ثلاثة مليارات دولار نقوم به”، وأضاف: “لو لم تكن هناك إسرائيل لتوجب على الولايات المتحدة أن تخترع إسرائيل حتى تحافظ على مصالحنا في المنطقة.”
والسبب الرئيسي الآخرالذي يجعل الولايات المتحدة وحلفاءها غير قادرين على تحقيق أي سلام في العالم ناتجا عن “عقليتهم العسكرية” في التعامل مع الصراعات العالمية و في الشؤون الاقتصادية و السياسية ، نظرًا لأنهم المنتجون والموردون الرئيسيون للمعدات العسكرية في جميع أنحاء العالم ، ويعملون “كسماسرة” تجاريون لمبيعات الأسلحة ، حيث أن اقتصادهم يقوم على الأرباح من إنتاج الأسلحة ، و قد اعرب الرئيس الأمريكي السابق أيزنهاور منذ عقود تخوفه من دور ما سماه “المجمع الصناعي العسكري” قائلا “الحكومة ، يجب أن نحترس من الاستحواذ على نفوذ غير مبرر ، سواء كان مطلوبًا أو غير مرغوب فيه ، من قبل المجمع الصناعي العسكري. إن احتمال الصعود الكارثي للقوة في غير محلها موجود وسيستمر”.
ان المفكر الاستراتيجي الروسي البارز أندريه كورتونوف قد شرح في خطابه بعنوان: “السياسة استمرارًا للحرب بوسائل أخرى؟” في عام 2018 ، ‘انه يمكننا أن نرى أن دور الجيش في صياغة وتنفيذ السياسة الخارجية يتزايد في جميع أنحاء العالم. مضيفا انه لم يسبق أن يوجد الكثير من كبار الضباط العسكريين في البيت الأبيض كما حدث خلال فترة ادارة ترامب السابقة، حيث ان حتى معهد بروكينغز ، وهو مؤسسة مدنية بحتة ، كان يترأسه جنرال متقاعد.، مما أدى الى ان يصبح تأثير البنتاغونر أكبر من وزارة الخارجية الامريكية على سياسة الولايات المتحدة في سوريا وأفغانستان.”
وما يبدو هاما في التحليل الاستراتيجي والفلسفي لأندريه كورتونوف، واضحا من خلال عنوان مقاله: “السياسة باعتبارها استمرارًا للحرب بشكل آخر؟” ، و هي محاولة مبنية على قلب المقولة الكلاسيكية الشهيرة التي كان قد صاغها المنظر العسكري البروسي الألماني البارز كارل فون كلاوسفيتز منذ حوالي 200 عام ، و التي تقول ان “الحرب” هي “استمرار للسياسة بوسائل أخرى”، و التي ظلت مقولة استراتيجية مهيمنة على التفكير الاستراتيجي الغربي والعالمي.
و كان قدعبر الفيلسوف الفرنسي الشهير ميشيل فوكو عن نفس الفكرة منذ عدة عقود قائلاً: “يمكننا قلب اقتراح كلاوسفيتز والقول إن” السياسة هي استمرار للحرب بوسائل أخرى …فدور السلطة السياسية دائمًا تستخدم نوع من الحرب الصامتة لإعادة ترسيخ علاقات القوة ، وإعادة انتاج مؤسساتها ، المبنية على عدم المساواة الاقتصادية ، وتشويه اللغة ، ..هذا هو المعنى الأولي لقلب مقولة كلاوسفيتز – التي كانت تعتبربالأساس ‘ الحرب كاستمرار للسياسة بوسائل أخرى’.

قد لا يكون الاختلاف الأساسي بين هذين المفهومين المتناقضين و المعكوسين أي: “الحرب باعتبارها استمرارًا للسياسة بوسائل أخرى” و “السياسة باعتبارها استمرارًا للحرب بوسائل أخرى” مفهوما بشكل مباشر ، ولكن في الواقع عند التعامل مع النظام الحربي الاستعماري الصهيوني في فلسطين ، يبدو واضحا ان مبدأ “السياسة كاستمرار للحرب بوسائل أخرى” هو الذي يفسر حقيقة ما يسمى بالتهدئة بعد المعارك و السلام الزائف هي في الواقع ‘حرب’ بتسميات أخرى، لأن الكيان الصهيوني ليس إلا قاعدة عسكرية أو ما يشار إليه “كحامية عسكرية” ، بنيت بالاساس على العنف والإرهاب ، و بالتالي لا يمكن ان تمارس أي “سياسة ” بغض النظر عن تسمية هذه السياسة، سواء سميت سياسة ديمقراطية زائفة أو سياسة فصل عنصري ، فلا يمكن أن تكون كل ممارساتها الا استمرارًا للحرب ، نظرًا لكونها ثكنة عسكرية نووية ، تستند استراتيجيتها على منطق الحرب الدائمة، وبالتالي غير قادرة للتحول إلى استراتيجية سلمية، مثلها مثل الولايات المتحدة التي رغم كل محاولاتها الكاذبة لتبييض وجهها كدولة أخلاقية راعية لحقوق الانسان و ساعية إلى سلام مستديم في العالم لا تزال تتبنى مقولة “الحرب كاستمرار للسياسة بوسائل أخرى”، لكي تبرر خوضها لحروب و تسميها للدفاع عن النفس أو عن الحلفاء معتبرة بالتالي ان المعارك و الانتفاضات الشعبية التي تعبر عن ثورات تحرير حقيقية و طويلة الأمد، ليست الا ظواهر عابرة تسعى إلى تحقيق بعض المكتسبات الجزئية و التكتيكية ، من أجل تسويات تفاوضية “سلمية” ، لتعيد الامور الى وضعها السابق بما يكون مربحا للجانبين المتحاربين المتساويان دائما في منطقهم حيث يدعون انهم لا يميزون بين الظالم و المظلوم و بين الضحية و الجلاد، و ذلك بهدف فرض نوع مما يسمى التعايش السلمي المشترك و الذي يعبر في الواقع الى تعايش عنيف قسري ،متجاهلين تماما أن التحرر من احتلال استعماري استيطاني عنصري هو عملية بلا رجعة وبلا هوادة حتى الانتصار التام.
إن أندري كورتونوف ، يشير أن “حربين عالميتين جعلت الناس يعتقدون أن السياسة لا ينبغي أن تستمر في ساحة المعركة و إن أدوات السياسة البديلة ، التي يغلب عليها الطابع الدبلوماسي ، قد أدت تدريجياً إلى إبعاد الحرب إلى هوامش التاريخ او على الأقل، كان يبدو كذلك للكثيرين” مضيفا ” و لكن يبدو أن هذا الوضع بدأ يتغير الآن و بدأت الحرب ، بمنطقها الداخلي وعقليتها الخاصة ومبادئها وأولوياتها ، في اختراق نسيج السياسة العالمية بكثافة متزايدة حتى بدأت صيغة كلاوسفيتز تعمل بشكل عكسي ، و أصبحت “السياسة استمرارا للحرب بوسائل أخرى” مما يعني ان انتصار الحرب على السياسة والدبلوماسية يثير القلق بشأن الاتجاه الذي يسير فيه العالم الحديث “.
كما اضاف كورتونوف: “إن الهدف من الحرب هو إحداث أكبر قدر من الضرر للخصم مما يثبت أن العقلية العسكرية تتقدم على العقلية السياسية. كما ان إدخال عقوبات مختلفة على عدة بلدان هو تعبير عن العقلية العسكرية التي أصبح من الواضح للجميع أنها لا تتسبب في أي تغييرات في سلوك ضحاياها ، خاصة عندما يتعلق الأمر بالعقوبات الأحادية الجانب. ومع ذلك ، لا يزال العالم الغربي يلجأ إليها حيث تتحول العقوبات إلى أداة عالمية من بين مجموعة أدوات للسياسة الخارجية التي تحل مكان الدبلوماسية التقليدية. وتصبح بذلك مجرد مظهر خارجي من مظاهر “الحرب” التي تنتهك مجال السياسة. “
و يرى كورتونوف: ” ان أحد ى مظاهر المنطق العسكري المهيمن على التفكير السياسي في العقود الأخيرة ، يؤدي القوى العظمى الى ربح الحروب والخسارة في سلام. فبينما من السهل لها العثور على الموارد المادية والسياسية والفكرية لشن الحروب ، تصبح موارد بناء السلام نادرة على مستوى العالم.. كما كان الحال في أفغانستان والصومال والعراق وليبيا والعديد من الأماكن الأخرى. ونفس المصير قد يصيب سوريا. فنستمر في الوقوع في نفس الفخ المتمثل في عدم وجود استراتيجية واقعية لتخليص أنفسنا من حالات الأزمات ، مضيفًا أنه “في حين أن السياسة الخارجية هي تاريخياً فن التمييز بين 50 درجة من اللون الرماديي، فإن الحرب لا تميز إلا بين الأبيض والأسود. لان “الحرب” من جانبها لا تتسامح مع الظلال وهي ‘لعبة محصلتها صفر’ .
أخيرًا ، برأينا ، يبدو واضحًا أن انتشار منطق الحرب هو ما يفسر استمرار الاحتلال العسكري لفلسطين منذ عام 1948 ، فبغض النظر عن عدد المحاولات التي قامت بها القوى العسكرية والسياسية القوية لتجميل الجانب “الأسود” من الاحتلال بلغة سياسية “وردية” ، كررتها للأسف المنظمات والمؤسسات الدولية ، المسيطر عليها أيضًا من هذه القوى نفسها ، مما أدى إلى تآكل المفهوم الأخلاقي “للشرعية” التي كان يجب عليها ان تدرك منذ البداية ، أنه من الخطأ اعتبار قوة احتلال قائمة على العنف والإرهاب ككيان “طبيعي” ، مما أدى بالتالي الى وصف علاقة الصهاينة بحلفائهم الخليجيين الجدد بأنها عملية “تطبيع” ، في محاولة تسمية حالة غير طبيعية وغير إنسانية على أنها “طبيعية” ، وتمرير في نفس الوقت منطق “الحرب والعدوان” كعملية “طبيعية”.
انها ليست المرة الأولى التي تقود فيها المقاومة الفلسطينية معارك عسكرية منتصرة (القائمة طويلة جدًا) ، بينما للأسف تآكلت الانتصارات والإنجازات السياسية مرات عديدة على يد من يسمون “وسطاء” السلام.
وقد انطلقت حركة المقاومة الأخيرة عبر معركة ‘سيف القدس’ من قبل قيادة عسكرية أفضل تدريباً وتجهيزاً ، بدعم من حلفائها الإقليميين و الشعب الفلسطيني كافة ، الذي ينتظر إنهاء الاحتلال العسكري العدواني لفلسطين. متفائلين بأن القيادة الثورية الحالية ، ستقودهم إلى نصر كامل ونهائي مع تجنب الوقوع في الأفخاخ القديمة و الانحرافات الوهمية المفروضة من قبل “الوسطاء” والحلفاء والشركاء الدوليون السابقون، مما يدعو الى ضرورة التعامل مع حلفاء جدد مثل الصين وروسيا وإيران إلى جانب عدد كبير من الدول الثورية الموالية للفلسطينيين المنتشرة في جميع أنحاء العالم مثل كوبا و فنزويلا و جنوب أفريقيا ، ، بدلاً من الاستمرار في الانزلاق بالاعتماد الكسول والانتهازي على القوى الغربية التي فشلت في كل مهامها التاريخية و الانسانية.
فخلال جولة المعارك الاخيرة ،كان الشعب الفلسطيني سريعًا ،نشيطًا ،كفؤًا و موحدا في مواجهة قوات الاحتلال بصدور عارية متقبلا الثمن الباهظ بالاستشهاد والتشرد، فقد حان الوقت على مفكريهم و قياداتهم السياسية أن يرتقوا بنفس القدرة الاستراتيجية لرفض كل محاولات القبول بما يهدف إلى إعاقة عملية استمرار المقاومة ، عبر ترويج مصطلحات تستند على العقلية العسكرية العميقة الجذور للولايات المتحدة والصهيونية التي تحاول استخدام و الإيحاء بوعود مضللة لالغاء انجازات و مقومات الانتصار.
كاتبة فلسطينية
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)