صنعاءنيوز / من صفحة الزميل محمد الخامري على الفيس -
كانوا جزء أساسي من حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بل كانوا بأجنحتهم القبلية والدينية والسياسية والعسكرية؛ جزء من الثقالات التي كانت تحد من تأسيس الدولة وبناء مؤسساتها الحقيقية؛ واليوم بعد سقوطه وحتى بعد موته يرمونه بكل الاخفاقات وكأنه كان حاكماً بأمره (كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك)..!!
📌 سيقول قائل ولماذا لم يكسرهم ويحكم لوحده، أقول له ان ظروف يوليو 78 بعد مقتل الرئيسين الحمدي والغشمي في اقل من ثمانية أشهر ليست عادية، ولم تكن مواتية للحكم الفردي، او بناء المؤسسات الحقيقية للدولة بعيداً عن ثقالات مشائخ القبيلة وجنرالات العسكر ورجال الدين، الذين كانوا يمتلكون نفوذا كبيرا في الدولة والمجتمع على حد سواء، أضف إلى ذلك ان لكل قائد مهما كان صغيرا او كبيرا، معطيات يتحرك وفقها، لايعلمها الكثير من الناس، وحتى رب البيت الذي يتحرك وفق ظروفه المتاحة، رغم تذمر الاسرة كلها منه، لكنها لاتعلم كيف هي ظروفه، وقس على ذلك الضغوطات الاقتصادية والسياسية والسكانية، والتحديات الأمنية، والقلاقل الداخلية والخارجية التي كانت تحكم ايقاع فترته الطويلة..
📌 سيجيب مباشرة بأني أدافع عن علي عبدالله صالح، وأقول له ان ماذكرته هي القاعدة التي يمكن ان يبني عليها كل من اراد ان يكتب التاريخ بإنصاف، او يتحدث عن أي حكم سابق، من ايام الائمة وحتى اليوم، فالجميع ينطبق عليهم كل ماسبق، ولايعني ان صالح بريء، فهو يتحمل الوزر الأكبر في عدم بناء الدولة باعتباره رئيس الجمهورية، وهناك منعطفات مفصلية وفرص كثيرة جدا أضاعها من يديه بفعل النزق والغرور الذي أصابه بعد حرب صيف 94 واستطاعته الخروج من تحت الباب العالي ومد حسوره نحو العالم بدون المرور عبر البوابة السعودية، لكن كل تلك الاخفاقات مهما كانت كبيرة لاتبرر الشتم والانحدار والاسفاف باسم النقد، إذ لاينتقد ميت الا المجنون، لكنها تستدعي الكتابة حولها وتفسيرها وايضاحها للاجيال القادمة كتاريخ يُستفاد منه، ويكون للعظة والمعرفة.. |