صنعاء نيوز/ أبو مروان محمد بالطيف -
يا سكان العالم كله من اليابان شرقاً حتى الاسكيمو غرباً ومن قارة استراليا حتى اخر حدود روسيا .
أنا مواطن من حضرموت أكتب لكم هذه الكلمات وأنا داخل غرفة مظلمة بدون إنارة ، أتصبب عرقاً من شدة الحرارة وأختنق من شدة الرطوبة، لا أسمع سوى صرير مواطير الجيران. أكاد أختنق مما اعاني.
حضرموت بلادي ليست فقيرة كما قد تظنون، بل إنه خلال ساعات ستغادرها سفينة محملة بنحو مليوني برميل من النفط الخام وقبله مئات الملايين قد أخذت. بحاري غنية بالأسماك وأرضي مليئة بالخيرات وشعبي قليل العدد . لكنه فقير !!.
نحن هنا صابرون على هذا الحال رغم أننا نراهم يحملون خيراتنا ولا يعودون منها بشئ . قالوا أنهم يعيدون لنا 20% من قيمة كل شحنة نفط يأخذونها لكننا لحد الآن هنا في ساحل حضرموت على الأقل لم نرى ولم نحس ولم نلمس مشروعاً واحداً ولا منجزاً واحداً على الأرض نستمتع فيه بهذه النسبة المزعومة! . يقولون هنا بأنهم قد صرفوها في الطاقة الكهربائية المشتراة وفي محروقاتها ومستلزماتها. غير أن الكهرباء قد انهارت اسوء منها قبل أن نسمع عن هذه النسبة المزعومة. والمحروقات يقال انها منحة سعودية .
بالله عليكم يرضيكم هذا.
بالنسبة للباقي وهو 80% من قيمة نفطنا المصدر. يقال انه يوزع على باقي محافظات اليمن . إن كان كذلك فلابأس على الأقل يستفيد منه مواطن محتاج مثلنا ونحن لا نحسدكم عليه لكن هل هي حقيقة أنه يصلكم شئ منه؟! هل شغلوا به كهربتكم؟ أم سددوا به رواتبكم؟ أم ساعدوا به محتاجكم؟ أو رمموا به مدارسكم؟ أو شغلوا به مستشفياتكم؟. هل تحسون منه بشئ قليل أو كثير يصلكم؟!
أم أنه كالـ20% الذي يزعمون أنه يعود إلينا، يذهب إلى حيث لايدري به أحد ولا ينتفع به مواطن ولا وطن.
يا سكان العالم كله من أقصى الكورة الأرضية إلى أقصاها وما بين قطبيها المتجمدين هل رأيتم ظلم كهذا واستحقار للإنسان كهذا. ؟؟!
أننا هنا على ضفة المحيط المقال لكم نختنق من شدة الحرارة والرطوبة ونعاني الفقر والجوع ووطننا غني بالثروات والخيرات .
فهل هذا وطن؟!
أي وطن هذا الذي يسجنونك ويعذبونك ويسرقونك ويقهرونك فيه، فإذا ما قمت تطالب بحقك قالوا أنك خائن للوطن للعميل للأعداء ؟؟!!!
ماهو هذا الوطن حتى أخونه.؟!
هل هذا الوطن هو الذي نفخ كروشكم؟! وحفظ عروشكم؟! ووزعتموه قطعاً سكنية فيما بينكم ومساحات اسثمارية ومدخرات بنكية؟؟!
هل هذا الوطن هو من تتقاسمون غلاته، وتحوشون ضرائبه ومحصلاته ، هذا لزيد وذك لعبيد من الحاشية والمقربين . فإذا جد الجد وداهمت المخاطر الأرض حزمتم امتعتكم وغادرتم مع اولادكم وقرائبكم خلسة تحت جنح الظلام وتركتمونا نصالي أقداره ونتصارع على أطلاله؟؟!
هل هذا هو الوطن الذي تختبرون ايماننا به وتعتبرون أنفسكم المقايس لحبه أو بغضه؟؟ "! ثم تتهمون من يطالبكم بالعدل والإنصاف بخيانته ومحاولة زعزعة امنة كلما رفع أخدهم صوت أنينه وأوجاعه .!!!
الوطن الذي ليس لي خيراته، ولا أذوق طعم ثمراته، ولا أحس فيه بكرامه ولا عدل ولا مساواه. هذا ليس وطن. هذا وطنكم انتم مادمتم تتنعمون به فإذا جف ضرعه شددتم رحالكم تبحثون لكم عن وطن غيره تتنعمون فيه ثم تركتموه لنا عظماً قد سلختم جلده ومصصتم لحمه وتنازعتموه ودمرتموه .
أنتم آخر من يحق له أن يتكلم عن الوطنية وحب الوطن، لأنكم عمركم ما ذقتم للوطنية الحقة طعماً ، ولا شممتم لها ريحاً ، انما انتم غارقون في لذاتكم التي تسمونها وطن .
لكن من حقكم مادام أنكم سبعة رهط يتحكمون في عشرات الملايين من البشر الغثائية الجاهلة التي اشغلتم بعضهم بكره بعض وسلطتم بعضهم على بعض ليحرسوكم من بعضهم البعض ويذلون أنفسهم ببعضهم لكي تتنعمون وتنعمون مقابل فتات ترمونه بين أقدامكم لهم ليلعقوه كالكلاب، ثم تتركونهم بقية أعمارهم وأعمار ابنائهم وأحفادهم يتضورون جوعاً ويتمرغون هواناً .
هنيئاً لكم هذا الشعب العرطة.
ولا سلام عليكم.
أبو مروان محمد بالطيف.
.25 أغسطس 2021م
. |