shopify site analytics
صورٌ ومشاهد من غزة بعد إعلان انتهاء العدوان (6) - جامعة ذمار تناقش مع جامعة صنعاء التفاهمات المشتركة وآليات التعاون - جامعة ذمار.. لقاء وزاري مع وزارة الخدمة المدنية والتطوير الإداري لتعزيز التعاون الإدا - جامعة ذمار تدشن اختبارات الفصل الدراسي الأول لـ 614 طالبا وطالبة بكلية التربية - الكلاسيكو.. المتعة لهم والضحايا عندنا! - الشهيد الحبيب هاشم الغماري سيظل قنديلا متوهجا في مسيرتنا الجهادية الكفاحية اليمنية - محمد الشوكاني يحتفل بزفافة الميمون الخميس القادم بصنعاء - وزارة الثقافة والسياحة تنظم فعالية تأبينية للوزير الشهيد الدكتور علي اليافعي - محافظة ذمار تدشن الفعالية التحضيرية لاحياء الذكرى السنوية للشهيد - هيئات الأوقاف والإرشاد وأسر الشهداء بالحديدة تحيي الذكرى السنوية للشهيد -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - بين الشعر والنثر حيَّرتني الكتابة عنه فبالشعر كان طيباً كالغيوم ، وبالنثر كان جارحاً مثل صقر.

الأربعاء, 22-سبتمبر-2021
صنعاء نيوز/ انور العنسي _ من صفحته على الفيس -


بين الشعر والنثر حيَّرتني الكتابة عنه فبالشعر كان طيباً كالغيوم ، وبالنثر كان جارحاً مثل صقر.
سرقتني أغانيه مني قبل أن أراه ، ثم وقف بيني ونفسي عندما التقيته.

بالعلم والفن معاً إستباحني إبداع هذا الفنان الكبير ، الممزوج من ثقافة دينية محافظة ، والمفتوح على رحاب حرية العقل والوجدان بلا أفق.

ذلك هو (الإنسان) من شحمة أذنه حتى أخمص قدميه (علي بن علي الآنسي) الذي تخلَّق بكل ماهو جميل من المُثُل والقِيم والسجايا النبيلة.

كان بسبب من أخلاقه الرفيعة يبدو لي ملاكاً في صورة إنسان ، وإنساناً بروح ملاك ، بأدبه الجم ، وبصوته الخفيض ، وبتواضعه الشديد ، وفي المقابل بوعيه السياسي العالي ، وبإحساسه المفرط بكرامته الوطنية.

ذهب الآنسي إلى جبهات القتال خلال سنوات الحرب الجمهورية - الملكية كمحارب رأى أن على كاهله تقع مسؤولية رفع معنويات المدافعين عن الثورة ، وكان شأنه شأنهم ، يلبس نفس أزيائهم العسكرية ، ويأكل (الكُدَم) مثلهم ، ويشرب الشاي في عُلَب الفول الفارغة ، ويدخن بقايا سجائره معهم.

كان الآنسي خليطاً مدهشاً من مبدعٍ متأصل في تراث شعبه ، ومناضلٍ سياسيٍ جسور واعٍ لم تخنه بوصلته في الاستدلال على وجهته نحو الحرية والعدالة ، وفناناً حقيقياً في كل تفاصيل حياته ، أنيق الهيأة ، راقي العبارة ، خلوقاً مع الكل ، وقريباً من الجميع.

دخل عليّ في غرفة الأخبار بتليفزيون صنعاء لاستراحة قصيرة عندما كان يقوم بتسجيل بعض أغانيه ، لم يكن يعرفني ، لكنني كنت أعرفه جيداً.

لا بد أنني أدهشته بما عرفته عن ظاهرة (الثلاثة العلاعلة) وهم علي بن علي صبرة الشاعر الكبير الذي يكتب القصيدة ، والفنان المبدع على بن أحمد الخضر الذي يصوغ اللحن ، وعلي بن على الآنسي الذي يصدح بالأغنية في ذات الجلسة.

كان وقتنا معاً قصيراً ، لكنه إنفتح على زمن طويل من حياته ، كان منبهراً وسعيداً أن صحفياً شاباً يعرف أهم حكايات أغانيه ، وكيف تحولت من خواطر إلى ملاحم (الحب والبن) و (حبيبي شاتروح ودعتك الله) وكذلك (وقف وودع) فضلاً عن الروائع الأخرى العديدة في موسوعة أغانيه الجميلة الخالدة.

ما لفت انتباهي بعد ذلك هو أن الآنسي لم يكن صاحب لحن خالص مبتكر بل كان يشبه الموسيقار المصري محمد عبدالوهاب في توليف العبارات أو ما يسمى باللزمات اللحنية القصيرة من ألحانٍ أخرى وتحويلها إلى إنجاز موسيقي خاصٍ به.

كان الآنسي صاحب موهبة استثنائية سواء في إعادة إنتاج التراث الغنائي كما لو أنه إبداعه مثلما فعل في (أنا يا بوي أنا) ، أو في استلهام بعض الايقاعات الصوتية الصادرة عن وقع أقدام الخيول مثلاً وتحويلها إلى مقاطع لحنية بديعة كما هو الحال مثلا في رائعته (ممشوق القوام).

من المحزن أن حياة الآنسي كلها كانت أشبه بمأساة ، فالرجل لم يعرف الاستقرار يوماً ، ظل قلقاً في حالة بلورةٍ لما ينبغي أن يكون عليه جديده ، لا يتحمل المداهنة ولا تصنُّع الصبر على الظلم ، لا أدري كيف مات ، كنت في الولايات المتحدة حينذاك، كنت أبكي من داخلي في المطعم حين كان الكل حولي بضحكون!
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)