صنعاء نيوز/سبتة : مصطفى منيغ -
المغرب يحيا الزَّمن الضائع ممّا اقتطعه من المستقبل ، لإصابة جل ترتيباته وتخطيطاته بأفدح خَلَل ، حينما استقلَّ الرَّسمي المَخْزَني دون كَلَل ، بمصالح الملتصقة أوصافهم بأصحاب المعالي (من غير الوزراء) وألْقابهم القريبة من الإجلال ، ممَّن أدْخَلَت كثرة النِّعَمِ (التي حصدوها دون زرع داخل هذا الوطن) على نفوسهم شبه المُقدّسة الملل ، فرحلوا لعاصمة الأضواء الاصطناعية باريس ذي تَنَوّعِ المِلَل والحِيَل ، ليشتروا أغلى القصور بالقناطر المقنطرة من الأموال ، المشبوه في أصلها وفصلها أكانت من الحرام أم الحلال ، المهم أنها انتقلت من المغرب المحسوب على فقراء الدّول ، إلى جَاذِبةَ عقول العاقدين العزم على الهروب حالما استبدال الحال بحال ، يتولَّى الشعب أثناءه قيادة فحص الحساب منذ حصول المغرب على الاستقلال ، أمور حاصلة تشير لِقرب تقديم الحصيلة بانسلاخ المفروض انجازه عن المُحاَل ، وإبعاد خُدَام الشرِّ (المضبوطين على إلحاق الضَّرر بالعامة) من طرف الأوفياء بأقْوَمِ نِضال ، الذين شرعوا في التواصل مع حكماء الألباب شارحين بطريقة لا تخطر على بال ، لوضع ما يُنْهَبُ بغير موجب حق على أنظارِ العالم ليهبَّ كلّ متمكّن من القانون أن يدافع على فقراء المغرب وهم بالملايين عند وقفتهم على أعز وأشرف منوال.
... عقد الصفقات السياسية مع دول كإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية موجَّهة لتغطية ما يُرتكب في حق الشعب المغربي كالاستيلاء على ثروته الوطنية وتكديس مردودياتها وهي بملايير الدولارات سنوياً انطلاقا من سويسرا ، وليس لفائدة إنهاء ملف الصحراء المغربية ، حيث اتضح أن السياسة الخارجية للمغرب تصب في إطالة أمد مثل الادعاءات ، وإقناع أصحاب الصحراء المغاربة أن الجهد لا زال مُنكباً بشرياً ومادياً لغاية إقرار الجميع أنَّ الصحراء مغربية ، لكن الوعي اتسع مجراه بين المعنيين الحقيقيين بجوهر الموضوع وأصبحت اللعبة مكشوفة مما سيجعل تلك السياسة الخارجية للمغرب تتراجع حيث الفشل ، ولو اتَّبع مَن اتَّبع ما صرّح به سفير إسرائيل في الرباط لموفد وكالة إخبارية اسبانية لأقر أن التطبيع مع دولته الصهيونية بتلك الطريقة المُذلة لم تكن غلطة ارتكبها المغرب الرسمي وحسب بل طعنة في ظهر كل فلسطيني شريف ، التطبيع الذي لم يكن سببه الاعتراف بمغربية الصحراء وإنما لإسكات البعض عمَّا يُنهب من أموال الشعب المغربي والذهاب به إلى دول معينة لتسليط المزيد من الفاقة والحرمان على فقراء هذا البلد المغلوب على أمره من عقود طويلة .
السياسة الخارجية للمملكة المغربية بعيدة كل البعد عن برنامج الحكومة الحالية الغير معنية بأي موقف مُتَّخذ مع أي طرف خارجي كان ، المكتفية فقط بمعرفة ما وقع حين يقع وليس قبل ، من طرف وزير منتسبٍ لها بميزة "وزير سيادة" غير منتمي لأي حزب سياسي ، كتأكيد صريح أن تلك الحكومة غير مشكلة ديمقراطيا وإنما "مِن هُنَاكَ وهُنا وقُلْ هذا قَدَرُنا ".
السياسة المذكورة جرّت على المغرب وضعيات ستُعقّد مساره بكيفية لا يمكن تجاهلها مستقبلا ، ومنها اهتمام روسيا الزاحفة لتطويق مصالح المملكة بدخول مرتزقتها دولة مالي بعدما وطدت حضورها في ليبيا فارضة سيف الاسلام القذافي ، جالبة معها ايران لقلب الجزائر وما يعني ذلك من خطر داهم على المغرب المتورِّط في نظر هؤلاء بكونه أصبح من أتباع الادارة الأمريكية الأوفياء ، اللاعب نفس الدور الذي تلعبه إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط .
مصطفى منيغ
Mustapha Mounirh
[email protected]