صنعاء نيوز/ -
لندن- متابعات: قد يبدو للبعض أن تحول لون الجلد إلى الأزرق أمرا طبيعيا، خاصة في حال برودة الهواء في فصل الشتاء.
وفي الواقع، هناك مجموعة كاملة من الأسباب التي تجعل الجلد يتحول إلى اللون الأزرق، وبعضها مقلق أكثر من غيره.
وتُعرف “الزرقة”، بأنها تحول لون البشرة أو الشفتين أو اللثة إلى اللون الأزرق، خاصة إذا كانت بشرتك داكنة، تصبح تحت أظافرك وحول عينيك مزرقة.
ويمكن أن يكون هذا علامة على حالات يومية نسبيا مثل الكدمات، أو الحالات الشديدة، مثل قصور القلب.
ومن مرض رينارد إلى الالتهاب الرئوي، إليك بعض الأسباب التي يمكن أن تسبب الزرقة، ومتى يجب طلب المساعدة الطبية المتخصصة.
الكدمات
الكدمات هي أحد الأسباب الأكثر شيوعا لتحول الجلد إلى اللون الأزرق (بالإضافة إلى اللون الأرجواني والأسود).
وربما تكون ناتجة عن سقوط أو ضربة على دعامة الباب، على سبيل المثال، وهو ما يسبب ظهور بقعة ورقاء يمكن أن تسبب شعورا بالألم.
وتوضح شارلوت كريمرز، من مركز shopgiejo أن “كدمات الجلد تتلاعب بالأوعية الدموية. ويتراكم الدم في الأوعية الدموية صغيرة تحت الجلد عندما تصاب، ما يسبب الجلد الأزرق”.
وتخف معظم الكدمات بشكل طبيعي بمرور الوقت في المنزل، وذلك بمساعدة الكمادات الباردة والباراسيتامول.
ولكن يمكن التحدث إلى الطبيب إذا كانت الكدمات شديدة، وتغطي مساحة كبيرة جدا، ولا يبدو أنها تلتئم أو بدأت في الانتفاخ.
رينود
يمكن أن تتسبب متلازمة رينود، التي تؤثر على الدورة الدموية، في الإصابة بالزرقة، خاصة في الأطراف.
ويقول المدير السريري والمدير الصيدلي المشرف في “ميديسين دايركت” حسين عبده: “تحدث هذه الحالة عندما تقيد أصابع اليدين والقدمين تدفق الدم. ويتسبب نقص تدفق الدم في تحول هذه الأطراف إلى اللون الأزرق. وإلى جانب اللون الأزرق على بشرتك، يمكنك أيضا أن تفقد الإحساس في أصابع اليدين و/ أو أصابع القدم. ومن الشائع أيضا أن تعاني من انخفاض في درجة حرارة الجسم”.
ويمكن أيضا أن تتحول أصابع يديك وقدميك إلى اللون الأبيض، كما لو تم إفراغها من الدم تماما.
ويقول حسين إنه يجب طلب العلاج “إذا كنت تعاني من خدر متكرر أو فقدان الإحساس في أصابع يديك أو قدميك، أو إذا لاحظت تحول لونها إلى اللون الأزرق الذي يعود أو لا يختفي”.
فشل القلب
هذا لا يعني توقف القلب فجأة، ولكنه قصور في القلب طويل الأمد، والذي “يؤثر على قدرة القلب على ضخ الدم”، كما تقول شارلوت.
وهي حالة تزداد سوءا بمرور الوقت حيث يكافح القلب لضخ “الأكسجين والدم إلى الجسم بالكامل” ويمكن أن تعني “فشل الساقين والرئتين في الحصول على كمية كافية من الأكسجين أو الدم”.
وهذا النقص في الأكسجين هو الذي يمكن أن يؤدي إلى الزرقة.
وتنصح هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) بمقابلة طبيب عام إذا كنت تعاني من “أعراض مستمرة أو تزداد سوءا تدريجيا” لقصور القلب.
مرض الشريان المحيطي
تشرح شارلوت أن الجلد الأزرق هو أحد الأعراض المحتملة لمرض الشريان المحيطي (PAD) الذي “يتسبب في ضيق الشرايين في الجسم حول القلب أو الساقين”.
ويُطلق عليه أيضا مرض الأوعية الدموية المحيطية (PVD)، وهو حالة شائعة تحدث عندما يؤدي تراكم الرواسب الدهنية في الشرايين إلى تقييد إمداد الدم إلى عضلات ساقيك.
وتشرح شارلوت: “في الحالات القصوى، يؤدي داء الشرايين المحيطية إلى انسداد الشرايين التي توقف تدفق الدم إلى قدميك، ما يعطي الجلد لونا أزرق”.
ويمكن أيضا أن يصبح لون الجلد شاحبا، وغالبا ما يشعر المصابون بالألم عند المشي أو ممارسة الرياضة، وهذا ما يخف عند الجلوس أو الراحة.
وتقول هيئة الخدمات الصحية الوطنية إن الأعراض التي “تتطور بسرعة، أو تزداد سوءا بشكل مفاجئ، قد تكون علامة على وجود مشكلة خطيرة تتطلب علاجا فوريا”.
وتشير شارلوت: “يجب علاج اعتلال الشرايين المحيطية على الفور لمنع حدوث مشاكل قاتلة”.
التفضض
يتسبب التفضض في تغير لون الجلد واللثة لمن يعانون منه بشكل دائم، وهو حالة مرضية تحدث نتيجة التعرض المزمن لعنصر الفضة، غبار الفضة، أو لأحد مركبات الفضة.
ويمكن أن تسبب جزيئات الفضة آثارا جانبية أخرى، مثل تلف الكلى، ويمكن أن تتداخل مع الأدوية التي يتناولها الشخص.
ويجب تجنب مشتقات الفضة إذا ظهرت أعراض الزرقة في الجلد، واستشارة الطبيب على الفور.
الالتهاب الرئوي
يمكن أن تتسبب الحالات الرئوية الخطيرة أيضا في الإصابة بالزرقة، ويمكن أن يشمل ذلك الربو والالتهاب الرئوي.
ويحدث الالتهاب الرئوي نتيجة التهاب الأنسجة في الرئتين، وقد يكون سببه “كوفيد-19″، لذا تأكد من الحصول على اختبار إذا كان لديك أعراض.
ومن الضروري الاتصال بالطوارئ في حال تحولت شفتي طفلك أو لسانه أو وجهه أو جلده فجأة إلى اللون الأزرق. |