صنعاءنيوز / احمد الشاوش -
الأربعاء, 19-يناير-2022
يمر اليمن اليوم في أكثر من منعطف خطير بعد ان تحولت قضيته الى أشبه بمتاهة في عالم الاجرام ، وتكالبت عليه كلاب الداخل والخارج وصار الوطن رهينة لجبروت البند السابع والمواطن أرخص سلعة في عملية التجويع والافقار وقطع مرتباته وتخوينه وتشريده من قبل تجار الحروب بالوكالة الذين حولوا اليمن السعيد إلى مآتم حزينة وساحات للدماء والجثث ومقابر بلاحدود تحت عناوين تسويق الوهم وتجسيد مقولة" مخرب غلب ألف عمار".
لذلك كم نحن معشر اليمنيين بحاجة ماسة في هذه الظروف الحرجة والوضع المأساوي والتشرذم الكبير والافق المسدود الذي يمشي بوتيرة " عاد المراحل طوال" ،الى القائد الجمعي والرجل القدوة والانسان الحكيم والشخصية الصادقة والمفكر المتزن والحاكم العادل الذي يلتف حوله اليمانيون ، لانتشال الوطن من ركام التخلف ومستنقعات الجهل وأدران التبعية والعبودية والارتزاق والمؤامرات والحروب والازمات والدمار والاطلال الى بر الامان واشراقة فجر جديد.
كم نحن بحاجة الى مراجعة النفس وتفعيل الضمير واستحضار القيم ورص الصفوف وكلمة سوى والترفع عن الجراح ونشر ثقافة الاخوة والمحبة والمرؤة والتكافل والتسامح والتعايش والسلام والانطلاق نحو تحرير العقل وعملية البناء والتنمية وإعادة الاعمار ، بدلاً من توارث وادمان سيناريوهات الحقد والفجور والكراهية والعصبية والانتقام والثارات والخيانة وحروب الوكالة للشرق والغرب والتباهي بسفك الدماء والرقص على جثث القتلى والدمار والحرائق وتسويق الاجندات والمشاريع المشبوهة؟.
لسنا بحاجة اليوم الى القائد الطاغية والحاكم المستبد والمعلم الضعيف والسياسي المعتوه والمثقف الامعة والمسؤل الانتهازي والقائد الجبان والقاضي الظالم والمحامي المزور والمفتي الدجال والاعلامي الكاذب والجندي القاتل والموظف المرتشي والخائن والمرتزق بقدر ما نحن في أمس الحاجة الى القائد العاقل والعادل والشريف والاب الذي يجمع شمل ابناءه وأمته على قلب رجل واحد ، لايفرق بين ابناءها وأجناسها وألوانها ومذاهبها وثقافاتها وأفكارها وعُزَلها وقراها وقبائلها ومدنها وبشرها وجغرافيتها.
اليمن ليس بحاجة الى عصا موسى وسحرة فرعون ونزول المهدي المنتظر ومفاجأة المسيخ الدجال ولا الى الاساطير والمنجمين وقارئي الكف والمنظرين والايدلوجيين والمشعوذين والدجالين واعشار المثقفين والاعلاميين ودكاكين السياسة ويافطات الاحزاب والمنظمات الحقوقية والانسانية وبرامج الامم المتحدة للافقار والصحة العالمية للجرع المشبوهة والمنظات الزراعية لتسميم التربة وتجار المخدرات والمبيدات التي حولت المواطن والبلد والارض الزراعية الى حقل تجارب ، بقدر مانحن في حاجة ماسة الى قائد فوق مستوى الشبهات .
اليمن اليوم ليس بحاجة الى قائد قرشي من صقور ال البيت أوكتائب معاوية وأصحاب السقيفة وليس بحاجة الى الحجاج والحسن والحسين والامام زيد والبخاري ومسلم وعبدالملك بن مروان وعمرو بن العاص وعمر بن الخطاب وبيت حميد الدين والسلال والارياني والغشمي والحمدي وصالح وهادي والزنداني وغيرهم بعد ان تحول العالم الى قرية بفضل العلوم العصرية والفكر الثاقب والعبقرية والاختراعات المذهلة على مستوى الثانية التي أفادة البشرية ، بالاضافة الى الثورة التكنولوجية والاكتشافات المذهلة التي غيرت مجرى الحياة بصعود القمر والابتكارات في كافة مجالات الحياة ، لان الانسان العاقل والرشيد لايمكن ان يصبح أسيراً للماضي وسلبياته وتشنجاته وتعصباته ، وماكان صالحاً في الماضي لايمكن أن يتماشى مع الحاضر أويكون خارطة طريق للمستقبل .. لذلك كم نحن بحاجة الى تحرير العقل واحترام انسانية الانسان وروح التجديد ومسايرة العصر بمايفيد الامة ويربطها بالمستقبل المنشود.
ما احوجنا الى تجسيد وتفعيل قيم الحرية والديموقراطية والرأي والرأي الآخر والاحتكام الى صندوق الانتخابات في التنافس للوصول الى كراسي السلطة عبر صوت الناخب الذي يعتبر صوته أمانة ، بعيداً عن عبث مراكز القوى والنُخب والاحزاب الفاسدة وعمليات التزوير وشراء الذمم والسلاح والانقلابات والثورات والدبابات والقبيلة والاستقواء بالسفارات الاجنبية والاموال الحرام.
اليمن ليس بحاجة الى مشروع الخلافة والولاية والانظمة الجمهورية والملكية والسلطنات والامارات والمشيخات واساطير الشيعة وخرافات السنة وقرآن ناطق وسيرة هزازة ، بل بحاجة الى العلم والابداع ومنهج تعليمي وتربوي حر مبني على أفضل الوسائل العصرية المجردة من كل هوى أو نزوة.
لسنا بحاجة الى صفقات الاسلحة التي تقتل أطفالنا وشبابنا وابائنا وتسفك دمائنا وتدمر بيوتنا وقصورنا ومنجزاتنا وثرواتنا وأموالنا ، وانما اليمن بحاجة الى بناء الانسان والاستفادة من الثروات وتوظيفها في مجالات التنمية بما يعود بالمنفعة على المواطن .
لسنا بحاجة الى حاكم عسكري أورئيس مدني أو قائد ميداني و مخبر سري وشيخ قبلي ورجل دين وسياسي حزبي ومثقف انتهازي واكاديمي ملون ورجل اعمال غشاش يحكمه السفير السعودي و الامريكي والبريطاني والفرنسي والاماراتي والايراني ، وانما شخصية مشهود لها بالوطنية والنزاهة والاستقامة والتحرر من أي سفارة وحزب ومذهب و قيد.
كم نحن بحاجة الى علاقات دولية تقوم على أساس الاحترام المتبادل واحترام السيادة والقرار السياسي والمصالحة المشتركة وليس التبعية والخضوع والاستجداء والمجاملة ، علاقات تحكمها مبادئ القانون الدولي والانساني والجوار.
ما احوجنا اليوم الى منقذ ومخلص وشخصية عظيمة أقرب من عمر بن عبدالعزيز ، وعبدالرحمن سوار الذهب وعبدالناصر وغاندي ،، بعيداً عن التوريث وصكوك الغفران والحق الالهي والتباهي بالارث التاريخي والحضاري وقصائد المدح والقدح والفخر والهجاء والحزن وايقاعات تصفير العداد واعادة ضبط المصنع على ألف واربعمائة عام والشعور بالذنب وجلد الذات .
والحقيقة التي تقال ، لسنا بحاجة الى معارك طاحنة وسجون وتعذيب ومطاردات وغزوات وسرايا وانقلابات وثورات وضحك على الشعوب تحت قناع الدين والمذاهب السياسية والايدلوجيات والتنظير وقارئة الفنجان .
أخيراً :
اليمن ليس بحاجة الى خطاب الجنة وبنات الحور ولا الى النار وأبولهب ، بقدر ماهو بحاجة الى القائد الجمعي الذي يجمع شمل وشتات اليمنيين وان كان ذلك يحتاج وقت كبير في حالة الاصرار على استمرت الحرب ، وبحاجة الى دولة ومؤسسات وعلم وعدالة وحرية ومساواة وتسامح وتعايش وصندوق انتخابات يحتكم اليه الجميع وامن واستقرار وسلام وبناء انسان واستعادة منظومة القيم والاخلاق فالمتغيرات سريعة وعلى المواطن ومراكز القوى والحاكم العاقل والقائد الجمعي التقاطها وتحليلها للخروج من المأزق بإقل التكاليف ، لاسيما وان النقمة في الشارع اليمني بلاحدود بعد افقاره وتجويعه واهانته من كل الاطراف ، لاسيما وان المزاج اليمني متغير كالطقس وما ان يحصل على فرصة وتقتلب الموازين سينفجر فهل من رجل رشيد ؟ |