صنعاء نيوز/ بقلم: عمر دغوغي الإدريسي -
بقلم: عمر دغوغي الإدريسي مدير مكتب صنعاء نيوز بالمملكة المغربية.
[email protected] https://www.facebook.com/dghoughi.idrissi.officiel/
الأسرة هي القاعدة التي يُبنى عليها الضوابط الاجتماعية من خلال تعهد الأبوين لأبنائهم وتربيتهم التربية الصالحة، وقد أوجب الإسلام على الآباء مسؤولية تخريج أبناء صالحين يُساهمون في بناء المجتمع على أسس رصينة وذلك من خلال تربيتهم لأبنائهم التربية الإسلامية بتعويدهم على عمل الخير وتأصيلهم على حب الآخرين واحترامهم، وتقوية الفضائل في نفوسهم مثل الصدق وحفظ الأمانة ورعاية الضعفاء والمساكين، فهذه الصفات الحميدة لا يُمكن أن يكتسبها الفرد إلا في أسرة سليمة يقوم الأب بالدور المناط به، وكذلك تقوم الأم بالدور المرسوم لها، فإذا أديا ما عليهما من مسؤولية فإن أبنائهما سيكونوا صالحين وتالياً سيكون المجتمع مجتمعاً صالحاً يسودهُ الأمن والاستقرار.
من الدعوات الملحة التي أكد عليها الإسلام الدعوة إلى التجمع للقيام بالمسؤوليات البنائية في المجتمع.
يقول تعالى في محكم كتابه الكريم (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر).
فكل مؤسسة أو جمعية تعمل لخدمة المجتمع سواءٌ في المجال التربوي أو الثقافي أو الاقتصادي أو الخدمي تنطوي تحت هذه الآية الكريمة، وكان الإسلام حريصاً أشد الحرص أن يكون عمل هذه المؤسسات خاضعاً للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ذات الدلالات العبادية والخدمية وفي الميادين الوسيعة.
وكل عمل يستهدف الخير والإحسان للمجتمع ويعمل على تخليصه من براثن الانحراف والانزلاق هو في إطار الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي دعت إليه الآية الكريمة.
ولاشك إن لهذه المؤسسات والتجمعات التي تقوم بأعباء هذه الأنشطة دور مهم في تأسيس بنية الأمن الاجتماعي، وتمتين جذور المجتمع ليتمكن من مواجهة الانحرافات والثغرات التي تُسببها الحالات الفردية.
فمسؤولية هذه الجمعيات والمؤسسات هي الوقاية من هذه الخروقات بدفع المجتمع إلى عمل الخير وتحصينه من بذور الشر والانحراف.
وصايا يجب العمل به وتفعيلها:
الإسلام بنظامه الاجتماعي والاقتصادي والسياسي يُقدم لنا أفضل نموذج للأمن الاجتماعي.
لابُد من تفعيل دور الأسرة في بناء الإنسان السوي وسد الثغرات التي ينشأ منها الخروقات الأمنية والانحرافات.
التأكيد على دور المدرسة في تنمية الأخلاق العامة لخلق الجيل الناهض، وتحصينه من الانحراف.
التأكيد على دور المسجد كمنطلق لتكوين التجمعات المنطقية القائمة على التكاتف والتعاون.
تحفيز المجتمع على التعاون والتكاتف والتراحم وإشاعة روح التواصي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
تكفل اليتامى والمشردين واحتضانهم في مؤسسات الرعاية الاجتماعية والصحية.
العمل على رفع مستوى الدخل الفردي بمكافحة التضخم والبطالة.
بث ثقافة التعايش في المجتمع.
إشاعة روح التسامح وحسن الظن بالآخرين.
تفعيل دور القضاء واحترام القانون والالتزام بالمقررات والتعليمات التي تنظم شؤون المجتمع وتشديد العقوبة على المنحرفين والأشرار.
إقامة صندوق للصدقات والكفارات والهبات وتنظيم توزيع إيراداتها على المحتاجين وحسب حاجاتهم.
إشاعة روح المواطنة وحب الوطن وزرع روح المشاركة للعمل على أعماره والحفاظ على وجهه الحضاري.
إيجاد جهاز للمشاورة الاجتماعية والتربوية يلحق بإحدى الوزارة المعنية مهمته تقديم المساعدة لذوي المشكلات النفسية والاجتماعية.
وأخيراً لابُدّ من وجود هيئة تتحمل مسؤولية التخطيط لأمن الاجتماعي، وهي تضم ممثلين عن الأجهزة الأمنية وأئمة المساجد ومنظمات المجتمع المدني ومدراء المدارس والدوائر المعنية وأساتذة جامعيين في علم الاجتماع والتربية إلى آخره.
تقوم هذه الهيئة بالتخطيط ووضع الوسائل وتحديد السبل لتحقيق الأمن الاجتماعي.