صنعاء نيوز/ -
تحت العنوان أعلاه، كتب رئيس تحرير مجلة "أمريكا اللاتينية"، فيكتور خيفيتس، في "كوميرسانت"، حول المفاوضات بين كراكاس وواشنطن لإبعاد فنزويلا عن موسكو.
وجاء في المقال: تسببت أنباء المفاوضات بين السلطات الأمريكية ومجلس وزراء نيكولاس مادورو بصدى، أشبه بانفجار قنبلة. أوضح الرئيس مادورو "غير الشرعي" (وفقا للولايات المتحدة) أنه لا يعارض استئناف إمداد أمريكا بالهيدروكربونات الفنزويلية، لأن هذا "اقتصاد وليس سياسة".
ليس هناك شك في أن حكومة مادورو قد تحاول التفاوض على تخفيف العقوبات على صناعة النفط الفنزويلية. فالرئيس مادورو لا يهتدي يمبادئ أيديولوجية (خلاف كل تصريحاته العامة). ومن غير المرجح أن يكون حاسما في الدفاع عن موسكو المستضعفة.
الولايات المتحدة نفسها لا تحتاج إلى النفط الفنزويلي حتى الآن؛ فيمكنهم تعويض الخسائر من وقف استيراد الهيدروكربونات الروسية من خلال النفط الكندي والكولومبي والإكوادوري. لكن الاتحاد الأوروبي، المهتم للغاية بتقليل الاعتماد على الهيدروكربونات الروسية، يحتاج إلى ذلك كحاجته إلى الهواء. ويمكن للسلطات الأمريكية أن تساعد أوروبا بإصدار تراخيص خاصة لإخراج جزء من إمدادات النفط الفنزويلية من العقوبات.
في الوقت نفسه، لا تحتاج واشنطن فقط إلى الحصول على النفط من مادورو، بل وإبعاده عن موسكو قدر الإمكان، على الأقل طوال فترة الأزمة الدولية الحالية. وعلى المدى الطويل، لحرمان روسيا تماما من أحد الحلفاء الرئيسيين في أمريكا اللاتينية.
من ناحية أخرى، يحتاج نيكولاس مادورو إلى ضمانات بأن الأمر لن يقتصر على الرفع الجزئي للعقوبات، وأن فنزويلا لا تُستخدم ببساطة كمحطة وقود. فهو يدرك أن الولايات المتحدة إذا نجحت في إخراج روسيا من فنزويلا وأمريكا اللاتينية ككل، فلن يحتاج أحد بعد ذلك إلى مادورو نفسه.
يمكن للرئيس الأمريكي جو بايدن أن يمنح مادورو بعض الضمانات الجادة فقط إذا كان هناك دعم لذلك في الكونغرس.
لم تظهر ملامح لاتفاقية بعد. لكن الرهانات كبيرة. إذا نجحت واشنطن في بدء إبعاد فنزويلا عن موسكو، فسيكون من الأسهل اتخاذ خطوة جديدة، نحو التفاوض مع كوبا، التي يعاني اقتصادها من حالة حرجة منذ فترة طويلة.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
|