صنعاءنيوز / محمد اللوزي _ من صفحته على الفيس - في الوقت الذي تعيش اوروبا أزمة بحث عن (الروبل) الروسي لشراء الغاز. تتجه روسيا الى تعميم ذلك على النفط والفحم والمعادن التي تدخل في صناعة محركات الطيران والصواريخ والاقمار الصناعية وكذلك القمح. الغرب يعيش حالة هلع لاسابق لها، عصا (بوتين) السحرية تدفع بالاورو امريكي للصراخ والعويل والمناداة بحوار متكافيء، الرئيس الفرنسي (ماكرون) يتحدث في خطابه الأخير( أن الهيمنة الغربية تشرف على نهايتها) الرئيس الامريكي (بايدن) يتخبط في تصريحاته كأنما لدغته عقرب، يشعر بفداحة قرارته في حصار روسيا الذي ارتد عليه ثقيلا، المظاهرات تزداد في اسبانيا وايطاليا والعديد من دول الغرب. اليابان تعتذر عن فرض حصارها وتعلن أن دستورها لايجيز ذلك، وستفرج عن عشرات الميارات من الدولارت لصالح روسيا. الحصار يمس الغرب بضر ويلحق به هزيمة شنيعة. روسيا تفرض وجودها وتعلن عن حضورها بماتملكه من مقومات اقتصاد هائلة، وموارد لاتنضب ونادرة تجعلها في غنى عن الغرب الامبريالي. 60٪ هو ماتستورده اوروبا من القمح الروسي. الغرب لم يفكر جيدا وهو يسوق نفسه الى الفشل، وهو الآن يحمل امريكا مسئولية هذه المغامرة ويدعو الى تعدد الاقطاب ليحل السلام العالمي بعد أن اختبر نفسه أمام روسيا وهزم بشكل لايتوقعه. لقد ورطت أمريكا الأوروبيين في حرب كانوا في غنى عنها، سيما وأن الحلول كانت موجودة، النأي باوكرانيا عن حلف الناتو وماكان اسهله من حل يدعو إليه اليوم (زلنسكي) ولايجده. اوروبا تعيش ازمات اقتصادية متعددة وربما تصل الى حافة إنهيار وتعترف من خلال الرئيس (ماكرون) أن مايحدث من تداعيات هو بفعل سياسات الغرب الخاطئة، وبحثه عن الهيمنة، وفرضه القرار الواحد والتلاعب بالقيم الإنسانية، ماكرون يفصح عن هذا جهارا وبقوة. ويدعو بايدن الى عدم استخدام لغة متهورة وقاسية حتى لايجد الأوروبيون انفسهم أمام عواقب وخيمة. الدب الروسي اليوم يحقق إرادته ويمضي قدما لأن يغيرمن معادلة القطب الواحد، ويكشف عن مخالبه القوية عسكريا واقتصاديا وسياسيا. لاشك أنه أعد العدة من وقت مبكر، ووضع لكل قرار حساباته القبلية والبعدية ليقف الغرب على حافة جنون وقدعجز عن تحقيق شيء من ضغوطاته التي أصابته في مقتل. العالم اليوم يشهد تغيير موازين قوى. ثمة قوى قيمية أخلاقية تبرز لتحد من هيمنة الاورو امريكي وثقافة الاستبداد التي فرضها على الشعوب. الصين وروسيا والهند عالم يوازي الغرب ويرجح الكفة لصالحا المقهورين. التفرد في صنع قرارات ومستقبل الشعوب ينتهي ليحل بدلا عنه نظام تعدد القطبية. هذا ما تأكده الأحداث والتحولات اليوم وكنا نراه يبزغ من ثنايا الصراع المحتدم. |