صنعاء نيوز/ -
علمت “رأي اليوم” نقلاً عن مصادر رفيعة المستوى، أن وفدًا إسرائيليًا (أمني-سياسي) سيتوجه خلال الساعات القليلة المقبلة بصورة عاجلة إلى العاصمة المصرية القاهرة.
وأكدت المصادر أن الزيارة الإسرائيلية المُفاجئة لمصر جاءت بعد تدهور الأوضاع الأمنية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وزيادة “غير متوقعة” للعمليات الفلسطينية البطولية خلال الأسابيع الماضية، والتي أسفرت عن عشرات القتلى والمصابين الإسرائيليين.
وتوقعت أن يُسلم الوفد الإسرائيلي جهاز المخابرات المصرية، رسائل “تهديد وتحذير” لفصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسهم حركتي “حماس والجهاد الإسلامي”، بسبب دورهما المباشر وغير المباشر في “دعم العمليات الفردية التي تُنفذ في الداخل المحتل، وشد همم المُنفذين، ومباركة هذه العمليات والدعوات للتصعيد والمواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي”.
وأعربت المصادر ذاتها لـ”رأي اليوم”، عن خشيتها من مناقشة إسرائيل مع مصر قرار اغتيال قائد حركة “حماس” في قطاع غزة يحيى السنوار، في ظل الدعوات المتصاعدة داخل دولة الاحتلال باغتياله بأسرع وقت، كرد على دوره الرئيسي في هذه العمليات .
وقتل ثلاثة إسرائيليين، وأصيب آخرون، في عملية قرب مستوطنة “إلعاد “شرقي تل أبيب، مساء الخميس، وذكرت الشرطة الإسرائيلية أن شخصين نفذا هجوما بسلاح ناري، وآخر حاد “ساطور”، وقتلا ثلاثة إسرائيليين على الأقل، وأصابا آخرون بجراح خطرة، داخل متنزه في إلعاد.
وبحسب مواقع عبرية، فإن عملية البحث عن منفذي العملية لا تزال مستمرة، وهو ما أكدته شرطة الاحتلال التي قالت إن البحث عن المنفذين متواصل.
وتعد منطقة تنفيذ العملية قريبة من خط التماس مع الضفة الغربية، وهي منطقة مزدحمة بالمارة، وجل سكانها من اليهود المتشددين، وتأتي العملية خلال احتفالات المستوطنين الإسرائيليين بذكرى احتلالهم فلسطين، وهو “يوم الاستقلال” كما يطلقون عليه.
إلى ذلك أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، مشاورات أمنية مع كل من وزير الجيش ووزير الخارجية ووزير الأمن الداخلي والمفوض العام للشرطة ورئيس “الشاباك” ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش ورئيس الموساد ومسئولين كبار آخرين.
وذكر مكتب بينت انه تم خلال المشاورات “استعراض تسلسل الأحداث في العملية التي نفذت هذا المساء (الخميس) في إلعاد والجهود التي تبذل حاليا من أجل إلقاء القبض على المنفذين”.
كما تقرر مواصلة عمل الشرطة والوحدة الشرطية الخاصة والشاباك خلال الساعات والايام المقبلة.
وقال بينيت: “خرج أعداءنا للقيام بحملة قتل يهود، أينما كانوا. إنهم يسعون لكسر روحنا ولكنهم سيفشلون. سنلقي القبض على الإرهابيين وعلى البيئة الداعمة لهم وهم سبدفعون الثمن. من صميم قلبي أتقدم بخالص التعازي إلى أسر القتلى”. حسب قوله
وفور تنفيذ العملية تصاعدت داخل إسرائيل الدعوات الصريحة لتنفيذ عملية اغتيال السنوار، وإنزال الصواريخ على رأسه.
ودأبت وسائل الإعلام العبرية، على التحريض الممنهج على اغتيال السنوار، ونشرت مختلف القنوات المتلفزة مقتطفات من خطاب السنوار الأخير بغزة والذي حذر الاحتلال فيه من استمرار اقتحاماته للأقصى، داعيًا لتصعيد العمليات ضد الاحتلال وفي عمق المدن المحتلة عام 1948.
وركزت تلك الوسائل على ما قاله السنوار في خطابه بدعوته للشباب باستخدام الأسلحة النارية والبيضاء بما فيها “السكين” و “الفأس”.
وغرد بعض الصحفيين الإسرائيليين بالدعوة لاغتيال السنوار، معربين عن أملهم لو أنه “كان قد مات في السجن” خلال سنوات أسره.
فيما طالب عضو الكنيست اليميني المتطرف إيتامار بن غفير بقصف منزله وقتله بعد هذه العمليات الأخيرة وتحريضه في خطابه الأخير.
وقال بن غفير: “على طائرات سلاح الجو الآن إلقاء صواريخ على منزل يحيى السنوار الذي دعا لشن هجمات بالسلاح والفؤوس، واغتياله، هذه هي الطريقة التي يتم بها القضاء على “الإرهاب”. وفق تعبيره
بدوره، قال المختص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور، إن عملية “تل أبيب” تشكل انتكاسة لأجهزة الاحتلال في ظل حالة الاستنفار القائمة، وانتشار جنود الاحتلال في الضفة والداخل.
وأكد أن الكيان الإسرائيلي مُحبط من استمرار العمليات البطولية وعاجز عن مواجهة المقاومة، وهو يعيش في حيرة والجمهور الصهيوني بات ناقما على حكومته بعد هذه العمليات البطولية.
وشدد على أن المقاربة الأمنية لدى الاحتلال فشلت ويجب وقف الاعتداءات بحق المسجد الأقصى، لافتا إلى أن انتهاكات الاحتلال بحق المسجد الأقصى هي السبب الرئيس في استمرار مثل هذه العمليات.
أما الكاتب والمحلل السياسي أحمد أبو زهري، فقال في معرض تعقيبه على العملية: “إن شعبنا رد على العدوان على الأقصى بعملية (معقدة ونوعية), وهذه رسالة بأن الاقتراب من الاقصى سيجلب الويلات لهذا الكيان, وأن يد المقاومة طويلة ويمكنها الوصول لكافة الاهداف, وأنها قادرة على الرد بالطريقة والاداة والمكان المناسب, وأن تهديدات قيادة المقاومة ليست مجرد شعارات, إنما هي تحذيرات مبنية على “قدرة وجهوزية” واستعداد لتوجيه ضربات غير مسبوقة”.
واستعرض الكاتب شرحبيل الغريب، الدعوات الإسرائيلية لاغتيال الســنوار، والتي تصاعدت بعد عملية “إلعاد” وكان آخرها دعوة المتطرف “بن غفير” إلى قصف منزل السنوار بعد استحضار جزء من خطابه الأخير الذي دعا فيه إلى استخدام الساطور.
وأعرب الغريب عن اعتقاده بأن المساس بحياة السنوار، يعني انزلاق الأوضاع إلى مواجهة عسكرية مفتوحة وشاملة مع المقاومة في غزة.
ورأى أن عملية “إلعاد” فشل جديد للأجهزة الأمنية الإسرائيلية أمام بسالة ودقة التخطيط والتنفيذ. |