shopify site analytics
تطور خطير بالحرب.. قصف أوكراني يستهدف محطة للطاقة النووية - رغم الصدارة في يورو 2024.. جماهير إنجلترا تصب جام غضبها على ساوثغيت - مصر.. أكبر مصانع البلاد تتوقف عن العمل - نحو الحرية بأجنحة طائرة معادية.. قصة بطل مجهول - القدوة يكتب: ::شرعنة الاستيطان والتهجير وشطب الحقوق الفلسطينية - حرب الإبادة في غزة ومخطط ضم الضفة الغربية - إنهيار خدمات الاتصالات والانترنت بعدن - تّعلم الشباب اكتسابهم مهارات وانتقالهم إلى العمل اللائق - اللوزي يكتب: تمرئيات اللامرئي - الخميسي يكتب: حين تمطر الروح ضوءاً..ونبلاً ! -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - الدكتورة حسناء نصر الحسين

الجمعة, 06-مايو-2022
صنعاء نيوز/ الدكتورة حسناء نصر الحسين -

منذ بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا حاولت اسرائيل التخفي بإعلانها موقف الحياد ومن ثم محاولاتها لعب دور الوسيط الذي يأمن لها هامشا مريحا يخرجها من الاصطفافات الدولية التي فرضتها واشنطن على اتباعها لإدانة هذه العملية العسكرية الروسية الخاصة وبالتالي تبقي على علاقاتها الطيبة مع روسيا لحاجتها الكبيرة لها في سورية .
إلا انه لم يمض وقتا طويلا على هذا الكذب الاسرائيلي لتخرج المواقف الاسرائيلية عن حيادها الإعلامي ومحاولاتها تقديم نفسها كوسيط بين كييف وموسكو لما تملكه من علاقات جيدة بين طرفي النزاع لتأخذ تل ابيب دور الشريك مع الغرب الامريكي في الحرب ضد روسيا مترجمة هذا الاصطفاف الاسرائيلي عبر ادانة اسرائيلية وعبر وزارة خارجيتها للعملية العسكرية الروسية واتهامها روسيا بأنها ارتكبت جرائم حرب في اوكرانيا .
لم يتوقف الدور الاسرائيلي عند هذا الحد من العداء لروسيا بل وصل الى اتخاذ خطوات أكثر عدائية ولعل ما تداولته وسائل الاعلام الاسرائيلية يشي بالمهام الكبيرة التي اوكلتها واشنطن والدول الغربية لإسرائيل لتكون لها دورا فاعلا في هذه الحرب الاطلسية الروسية من خلال الدعم العسكري المقدم لحكومة كييف و ارسال عدد من الطائرات المحملة بالسلاح وبيع برامج تجسسية اسرائيلية لأوكرانيا لتستخدمها الاخيرة بحربها ضد روسيا وقتل الجنود الروس .
لترسم اسرائيل لنفسها دورا جديدا تقامر من خلاله بعلاقاتها مع الاتحاد الروسي في محاولة منهت لأن تكون لاعبا اساسيا في هذه الحرب الروسية الاطلسية التي تعتبرها روسيا معركة وجود وتقف في الخندق المعادي لروسيا بل وتساهم بشكل كبير فيها لتكشف عن وجهها اللثام وتقوم بكل ما هو باستطاعتها لتثقيل كفة اوكرانيا والاطلسي في وجه روسيا واستنزاف قواتها في هذه الحرب .
وهنا نسأل لماذا تتخلى اسرائيل عن علاقاتها الجيدة مع الاتحاد الروسي وتغامر بأمنها القومي عبر مناصبتها لروسيا العداء ؟
لا شك بأن من يمتلك عقلية الاحتلال والقتل والتهجير والتدمير لا يمكن ان يكون صاحب اخلاق في علاقاته مع الوحدات السياسية الأخرى واسرائيل ومنذ احتلالها للأراضي العربية رسمت مرحلة حقبة جديدة للاستعمار الحديث بعد ان كانت الامم المتحدة وبعد الحرب العالمية الثانية قد انهت هذه الحقبة لتأتي حقبة الاستعمار الجديد المتمثل باحتلال الحركة الصهيونية للأراضي العربية بدعم بريطاني امريكي غربي وبالنظر للحرب الروسية الاوكرانية لناحية دعم الحركة النازية نجد ان القوى الاستعمارية القديمة التي دعمت احتلال اسرائيل للأراضي العربية هي ذاتها من تدعم النازية الجديدة في اوكرانيا .
بالإضافة الى ان اسرائيل تنظر لأوكرانيا على انها الوطن الاحتياطي لمستوطنيها في حال وقوع حرب من قبل محور المقاومة عليها، ومع اندلاع الحرب الاوكرانية الروسية وجدت اسرائيل ان هذا الوطن الاحتياطي مهدد فذهبت الى اعلى درجات التصعيد ضد روسيا وهنا اشير الى ما اوردته صحيفة يديعوت احرونوت التي نشرت تقريرا تحت عنوان (بين اوكرانيا وغلاف غزة القتال من أجل الوطن) مشيرة الى مشاركة الجنود الاسرائيليين الى جانب القوات الخاصة الاوكرانية في الخطوط الامامية في الحرب ضد روسيا واضافت ان هناك عدد كبير من الجنود الاسرائيليين التابعين للواء جولاني وشعبة الاستخبارات ووحدات جمع المعلومات اعلنوا انضمامهم للدفاع عن كييف والقتال ضد روسيا ونفس المعلومات اوردها موقع واللا الاسرائيلي الذي نشر تقريرا بعنوان ( هل تبعث اسرائيل جنودها ليحاربوا في بلدهم الاصلي اوكرانيا ؟)، وهناك تقارير اسرائيلية كثيرة تتحدث عن مشاركة اسرائيل في اوكرانيا ضد روسيا .
لم يكن مفاجئا على المهتمين في متابعة القضايا الدولية هذا السلوك الاسرائيلي لناحية الحرب الروسية الاوكرانية فعدد كبير من قادة الصهاينة ينحدرون من اوكرانيا ودول البلطيق وكان لإسرائيل دورا كبيرا في احداث الثورات الملونة في دول الاتحاد السوفياتي السابق وكان هناك توجه وعمل كبيرين لإقامة منظمات يهودية في اوكرانيا والمجر ودول البلطيق التي ينحدر منها معظم المستوطنين الاسرائيليين في فلسطين وهذا الدور الذي اوصل رئيس اوكرانيا الحالي زيلينسكي في عام ٢٠١٤ الى الحكم بالإضافة الى وجود تنسيق بين احزاب يهودية والنازيين الجدد لمجابهة روسيا .
هذا الانخراط الاسرائيلي في الحرب المباشرة مع روسيا دفع بوزير الخارجية الروسي الى ايقاظ التاريخ المدفون عن حقيقة اصول هتلر اليهودية التي ازعجت قادة اسرائيل بشكل كبير والتي سارع رئيس حكومة اسرائيل بوصفها بالكاذبة بينما اعتبرها وزير الخارجية الاسرائيلي خطأ تاريخيا لا يغتفر مطالبا روسيا بالاعتذار، وهذا الطلب قوبل برد من المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا التي انتقدت تصريحات وزير الخارجية الاسرائيلي بقولها ( لقد اولينا اهتماما للتصريحات المناقضة للتاريخ لوزير الخارجية الاسرائيلي يائير لابيد والتي تفسر الى حد كبير نهج الحكومة الاسرائيلية الحالية الداعم للنازيين الجدد في كييف ) وكان هذا رد روسيا على حكومة اسرائيل لتؤكد التنسيق الكبير بين صناع السياسة الخارجية الروسية في اثارة هذا الجانب من التاريخ للزعيم النازي هتلر و اصوله اليهودية التي حاول هتلر نفسه التخلص منه عندما امر عالم الأنساب رودولف كروبنشتاين في عام ١٩٣٧ بنشر شجرة عائلية مفصلة عن أسلافه ليظهر ان اسلافه كانوا جميعا من الألمان النمساويين في محاولة لتمزيق حقيقة ان والدته يهودية وجده والد ابيه يهوديا والذي رفضت والدته ماريا آنا شيكلجروبرا الكشف عن هوية والده وسجلته في سجلات المعمودية على انه ابن غير شرعي حسب رأي مؤرخين .
قد تكون موسكو وضعت الملح على جرح يعتبر من أكثر مراحل التاريخ الما عندما قررت فتح الصندوق الاسود من هذا التاريخ ورسمت ملامح حقبة جديدة منه تدحض فيه فكرة المظلومية التي بنت اسرائيل إمبراطوريتها من خلالها على الاراضي العربية والفلسطينية واسدلت الستار عن هذه المظلومية التي تبناها صناع القرار في دول الاستعمار القديم الجديد فهتلر الذي ظن بانه تخلص من وصمة عار جدته عبر صناعته لشجرة العائلة الهتلرية ها هو اليوم يلاحق من جديد بأصوله اليهودية وعقيدته النازية من بوابة اوكرانيا وإسرائيل .
اعتادت اسرائيل على تزوير الخرائط وتزييف التاريخ فلا عجبا لو اتهمت تصريحات لافروف بالكذب فلا فرق بين الحركة الصهيونية التي شرعنت احتلال فلسطين وبين الحركة النازية الجديدة التي ارادت تمزيق روسيا بكل تاريخها وجغرافيتها وشعبها فهما وجهان لعملة واحدة قامت بتأسيسها كل من بريطانيا وامريكا والغرب المستمر في هندسة خرائط استعمارية جديدة في الدول المحيطة لروسيا وعموم دول قارة آسيا والعالم.
كيف سترد روسيا على هذا العداء الاسرائيلي ؟
أخطأت اسرائيل خطأ تاريخيا عندما ذهبت بمعاداة روسيا والمجاهرة بهذا العداء لتفتح على نفسها وكيانها ابوابا كانت مقفلة ، وبهذا تكون اعطت الشرعية الكاملة لروسيا للرد على هذا العداء الذي سيكون منح اعداء اسرائيل المفاتيح التي تفتح بها هذه الأقفال التي شكلت ملاذا آمنا لهذا الاستيطان لعقود مضت .
وفي الخلاصة نقول جنت على نفسها براقش وهذا المثل ينطبق على اسرائيل التي قضت على نفسها من خلال اصطفافها الخاطئ ضد روسيا الاتحادية وما زيارة الرئيس الامريكي لتل أبيب المعلن عنها الا لضخ المزيد من الوعود الأمريكية بحماية اسرائيل من رد روسيا المشروع على الدور الاسرائيلي في حرب اوكرانيا الذي قد يكون من عدة جبهات بدءا من دعم محور المقاومة حليف روسيا وليس انتهاءا بضرب انابيب الغاز التي تبني عليها امريكا والغرب آمالا كبيرة في التعويض عن الغاز الروسي وما زيارة وفد رفيع المستوى من حركة حماس الى روسيا وبهذا التوقيت الا رسالة روسية لإسرائيل بأن أول الغيث قطرة وأنها هي من فتحت فوهات البنادق في وجه موسكو لكن لن تكون تل ابيب قادرة على إسكاتها.
وإن كانت هذه العملية العسكرية الروسية اثمرت ثمارا جمة يبقى في صدارتها كشفها الزيف الكبير لناحية علاقات موسكو مع دول وكيانات كانت تربطها علاقة طيبة مع موسكو ليتأكد من جديد ان في العلاقات الدولية ليس هناك صداقات دائمة بل هناك مصالح دائمة فهل انتهت مصالح اسرائيل مع روسيا ؟؟؟
باحثة في العلاقات الدولية – دمشق
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)