shopify site analytics
تطور خطير بالحرب.. قصف أوكراني يستهدف محطة للطاقة النووية - رغم الصدارة في يورو 2024.. جماهير إنجلترا تصب جام غضبها على ساوثغيت - مصر.. أكبر مصانع البلاد تتوقف عن العمل - نحو الحرية بأجنحة طائرة معادية.. قصة بطل مجهول - القدوة يكتب: ::شرعنة الاستيطان والتهجير وشطب الحقوق الفلسطينية - حرب الإبادة في غزة ومخطط ضم الضفة الغربية - إنهيار خدمات الاتصالات والانترنت بعدن - تّعلم الشباب اكتسابهم مهارات وانتقالهم إلى العمل اللائق - اللوزي يكتب: تمرئيات اللامرئي - الخميسي يكتب: حين تمطر الروح ضوءاً..ونبلاً ! -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - ريم عثمان

الجمعة, 06-مايو-2022
صنعاء نيوز/ ريم عثمان -


تشهد المنطقة مؤخرا تغيرات على خارطة التحالفات و الاصطفافات وتعديلات على أجندات المصالح السياسية والاقتصادية , لم تكن واردة في الحسبان على المدى المنظور قبل الحرب الروسية على أوكرانيا ,فالحرب الأوروبية قسمّت العالم على قاعدة ,إمّا معنا أو ضدنا ,وفي نفس الوقت قدّمت فرصة على طبق من ذهب لتصفية الحسابات بين بعض الخصوم السياسيين وفرصة لتصفية القلوب بين آخرين.
شملت تلك التغييرات معظم اللاعبين الرئيسيين على مشهد الأحداث عالميا إلاّ أن اللافت بينها هي الفرصة التي اغتنمها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لتغيير سياسات المملكة الخارجية وعلاقاتها بدءا من الولايات المتحدة الأمريكية مرورا بإيران وليس انتهاء بتركيا, فما هي دوافع تلك التوليفة السعودية في العلاقات السياسية والاقتصادية؟
بعد عقد على انتهاج المملكة العربية السعودية سياسة خلق الأعداء ووضعها قدما على ضفة الغرب قافزة فوق مصالح دول الجوار وأشقائها في العروبة هاهي اليوم تتراجع خطوة إلى الوراء وتبدأ السير على طريق كسب الأصدقاء, وكأنّ لعبة العروش التي فرضها “الربيع العربي” قد انتهت وبتنا في مرحلة توزيع الجوائز ,فهل سيعلن محمد بن سلمان نفسه الفائز بتلك اللعبة بتصفير مشاكل بلاده أم أنها مراوغة سياسية إلى حين؟
مع بداية تسلّم بن سلمان ولاية العهد في السعودية وضع خطة لتصدير صورة إصلاحية عن نفسه إلى الخارج كما الداخل, لكن سرعان ما اصطدمت تلك الخطة بعدة عثرات ,في مقدمتها قضية مقتل الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي بطريقة وحشية في قنصلية بلاده في اسطنبول التركية ,وما أثارته تلك القضية من خلافات بين الرياض وأنقرة ,وإن بقيت دون أثر يذكر على العلاقات بين بن سلمان والولايات المتحدة الأمريكية في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب ,الذي كان الصديق والسند لولي العهد السعودي ,إلاّ أنها باتت حجر عثرة على طريق تلك العلاقات بعد وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض ,والذي ناصب بن سلمان العداء ووضعه في صف خصومه السياسيين , فأشار بأصابع الاتهام المباشر لبن سلمان بقتل خاشقجي ,ناهيك عن وقف كل أشكال الدعم الأمريكي للرياض في حربها على اليمن , الحرب التي شكلت بدورها عثرة أخرى أمام خطة بن سلمان الإصلاحية خاصة مع انقضاء أكثر من ست سنوات على شنّها دون أن تضع أوزارها.
وما زاد الطين بلّة أن الرئيس بايدن سلك طريقا معاكسا لطريق سلفه ترامب فيما يخص ملف إيران النووي وقرر العودة إلى الاتفاق معها وهو ما أثار حفيظة الرياض , ومن هنا وجد ولي العهد السعودي ضالته في الحكمة التي تقول “وداويها بالتي كانت هي الداء ” فقرر تغيير سياساته الخارجية والتقدم خطوة على الإدارة الأمريكية في ملف إيران.
ففي الأمس القريب توعّد الأمير بن سلمان بنقل المعركة إلى داخل إيران واليوم يغيرّ اللهجة من الوعيد إلى الوعد بـــ “إقامة علاقة طيبة ومميزة مع إيران الدولة الجارة ” وأكثر من هذا يقول “لا نريد وضع إيران أن يكون صعبا، بالعكس نريد إيران مزدهرة وتنمو، لدينا مصالح فيها، لديهم مصالح في المملكة العربية السعودية لدفع المنطقة والعالم للنمو والازدهار”. إذاً هي صفحة جديدة يسعى بن سلمان لفتحها مع إيران ولهذه الغاية فتح مسارا للتفاوض بين الرياض وطهران بوساطة عراقية اتسمت جولاتها حتى الآن بالإيجابية حتى أن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي خرج علينا مؤخرا يبشّر بأن “التفاهم بات قريبا”.
وفي الوقت الذي توّجت فيه الولايات المتحدة مباحثاتها الثنائية التي استمرت عدة أشهر مع تركيا ,بإعلان طي صفحة الخلافات بين البلدين والتركيز على مسألة التعاون في مجالات الاقتصاد والدفاع بينهما بهدف حشد المزيد من الحلفاء ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا وكذلك في سوريا. استغل بن سلمان الفرصة وأعلن أيضا التقدم خطوة إلى الأمام بهدف سحب البساط من تحت قدمي بايدن في هذا الإطار , فبسط ذراعه للصلح وفتح صفحة جديدة مع أنقرة ,وهو ما تم بالفعل مع إعلان الأخيرة طي صفحة خاشقجي من خلال إسقاط الرئيس رجب طيب أردوغان مطلبه بإجراء محاكمة تركية لعملاء الحكومة السعودية الذين يُعتقد أنهم قتلوا خاشقجي ,وأعقب هذا الإجراء زيارة قام بها أردوغان إلى الرياض هي الأولى منذ خمس سنوات ,التقى خلالها الملك سلمان والأمير محمد ولي العهد ,و أثمرت اللقاءات عن الاتفاق بين الطرفين على دفع التعاون الاقتصادي المشترك إلى الأمام لتدشين مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية.
تلك الصفحات الجديدة التي فتحها بن سلمان مع طهران وأنقرة ربما تكون تصفية للقلوب وتنحية للخصام جانبا , لكن قد تكون أيضا مرواغة سياسية أراد منها بن سلمان امتلاك كل أوراق القوة تلك للعب بها في لعبة تصفية خصامه السياسي الشخصي بينه وبين الإدارة الأمريكية ممثلة بالرئيس الديمقراطي جو بايدن, لما لا ؟ والفرصة اليوم سانحة أكثر من أي وقت مضى مع الحاجة الماسة لبادين لانتصار حلفه الأطلسي على روسيا في أوكرانيا ,وحاجته الشخصية للرياض في معركة النفط التي تعد السلاح الأمضى ضد بوتين ,لطالما كان دخل النفط يعدّ أكبر مصدرٍ مالي للكرملين ويعادل ضعف الغاز.
فرغم الخلاف مع الرياض إلاّ أن بايدن وجه لها نداءا طالبا الحصول على مزيد من نفط المملكة ، لتعويض النفط الروسي الذي فرضت أمريكا حظره على أراضيها وتريد توسيع الحظر ليشمل الحلفاء الأوروبيين , إلاّ أن الملك وولي عهد رفضا الطلب الأمريكي وتعهد الملك بالالتزام باتفاق منظمة الدول المصدّرة للنفط مع روسيا, للحد من زيادات الإنتاج, كما رفض الأمير محمد تلقي مكالمة هاتفية من بايدن حول ملف الأزمة الأوكرانية حيث كانت الولايات المتحدة تعمل على بناء دعم دولي لأوكرانيا واحتواء ارتفاع أسعار النفط.
أكثر من هذا تتجه العلاقات الصينية السعودية إلى الازدهار حيث أجرت الرياض وبكين مؤخرا مباحثات من أجل تسعير بعض الصادرات السعودية النفطية إلى الصين باليوان الصيني ، الأمر الذي من شأنه زعزعة مكانة الدولار الأمريكي كعملة رئيسية في تسعير النفط وما لذلك من أثر سلبي على الاقتصاد الأمريكي.
قبل شهرين أجرى الأمير محمد بن سلمان حوارا مع مجلة أتلانتيك الأمريكية أعلن فيه أن بلاده قد تختار تقليص استثماراتها في الولايات المتحدة. وأشار إلى أن الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة تصل إلى 800 مليار دولار. وقال “كما لدينا فرصة لتعزيز مصالحنا لدينا فرصة لخفضها”. تهديد واضح وصريح وجهه بن سلمان لإدارة بايدن ووضعها أمام خيارين إما المضي قدما في العلاقات الأمريكية السعودية كما سابق عهدها أو نسفها بمواصلة الخصام السياسي ,وهو ما لن تحمد عقباه بالنسبة لمصالح واشنطن السياسية والاقتصادية ,خاصة مع امتلاك بن سلمان أوراق ضغط بحجم تحالفاته الجديدة مع إيران وتركيا وروسيا والصين وبالتالي حرق أوراق بايدن في سوريا وأوكرانيا.
لكن هل خيار بايدن الأول سيعني بالضرورة قطع حبل الود السياسي والاقتصادي الذي ربطه بن سلمان بين المملكة وحلفها الشرقي الجديد ؟ أم أن ولي العهد السعودي سينجح في كسب تحالفاته الشرقية والغربية وبالتالي يفوز في لعبة العروش ؟ ربما يبدو الخيار الثاني مستبعدا لطالما كان الحلفان يسيران في خطين متوازيين لا يلتقيان أبدا ,وإن كان بالفعل قادر على السير مع كلا الخطين بخطى متوازنة فهذا يعني أن الأمير محمد بن سلمان جدير بالفوز بلعبة العروش.
كاتبة سورية
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)