صنعاء نيوز/ -
واشنطن- خاص بـ”رأي اليوم”:
يُمكن القول سياسيا بأن بداية جولة المباحثات الرسمية الأردنية الأمريكية أمس الجمعة بلقاءات خاصة مع الدوائر العسكرية في واشنطن هي بحد ذاتها رسالة تُعيد تأكيد التزام الولايات المتحدة بمؤسساتها العميقة أو بالدولة العميقة فيها وتحديدا في مؤسستها العسكرية أو في وزارة البنتاغون بالاستقرار العام للاردن.
وتأكيد على تجديد التزامات ضمنية يعرفها الجميع من بالمصالح العليا الأردنية في إطار حركة انزياحات متتالية في المنطقة والاقليم وموجة اضطرابات على أكثر من صعيد.
تلك الرسائل واضحة الملامح ويُمكن التوصّل لها عبر ملاحظة بداية الجزء الرسمي من زيارة العمل التي يقوم بها للولايات المتحدة الأمريكية حاليا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.
كانت تلك رسالة واضحة عند ترتيب لقاءات أولى بين ملك الأردن وبدون حتى وفد سياسي مرافق وبين نخبة من أهم جنرالات وزارة الدفاع الأمريكية.
وبين هؤلاء رئيس أركان القوات المركزية الأمريكية ورئيس أركان القوات الخاصة في الجيش الأمريكي.
وهي تصنيفات ورُتب وتوقعات يعرف الخبراء العسكريون فقط ما الذي تعنيه خصوصا وأنها تؤسس لإدامة الانطباع السياسي بان العلاقات في الجزء العسكري منها على الأقل في أفضل أحوالها بالرغم من كل ما يُقال في الملفات السياسية الأخرى.
يعلم الجميع بأن القوات الأمريكية لديها قواعد عسكرية في الأردن الآن ويعلم الجميع أيضا بأن انسحاب القوات الامريكية من العراق ومن قطر ومن بلدان اخرى في المنطقة انتهى بوجود قاعدتين عسكريتين أمريكيتين هما عنوان الاستقرار السياسي والدعم والعلاقات الثنائية في الأراضي الأردنية.
لكن السؤال سياسيا وإعلاميا عن المدى الذي يمكن أن تذهب إليه هذه النمطية من العلاقات لا يمكن الإجابة عليه بحكم طبيعة المعلومات البسيطة المتوفرة عن المباحثات.
الأهم هُنا أن زيارة العاهل الأردني في الجزء الرسمي منها للولايات المتحدة بدأت بمقابلات عمل خاصة مع نخبة من أكبر قادة القرار في القوات الأمريكية.
وذلك يعني بطبيعة الحال خلافا لتنمية ونمو و بقاء واستمرار وديمومة العلاقات في الجزء العسكري منها أنها مفتوحة على خطط تعاون اضافية في المنطقة.
وهي نتيجة يمكن أن تفهم من خلال التغطية الإعلامية الرسمية في عمان لهذه اللقاءات مع أن جدول أعمال وبرنامج وأجندة الزيارة الرسمية التي بدات الجمعة عمليا لم يتضح أو لم يعلم بعد للعموم.
الاتفاق على ملامح اساسية في استراتيجية التعاون العسكري المشترك بين البلدين هي أساس وجوهر العلاقات الأردنية مع وزارة الدفاع ومع بعض مؤسسات العمق في الولايات المتحدة الأمريكية وهو ملف من المشاركة بين الجانبين يتم عزله بوضوح عن سياقات تأثير وزارة الخارجية الأمريكية أو الاتصالات ونمو العلاقات أو اضطرابها مع لجان الكونغرس إلى حد ما هي العلاقات تعني الكثير بالنسبة لطاقم وزارة الدفاع في عهد الرئيس الأمريكي جو بايدن.
بكل حال أجندة الأردن مليئة بالقضايا والملفات المهمة والأساسية.
والأهم الآن أن لقاءات الملك وهي تبدأ مع الدوائر العسكرية حصريا فيها رسالة سياسية تؤكد عمق العلاقات والاتفاقيات لا بل التطلع لمستقبل مختلف في اطار الاستقرار.
وهي رسالة أغلب التقدير أن الشارع الاردني باحتياجها وأن النخب الاردنية تتطلع لها خصوصا في ظل نمو الاستهداف للأردن عبر وسائل الإعلام أحيانا واخفاق طاقمه في الاشتباك عبر الإعلام الرسمي والتزايد الواضح في تلك التقارير التي تنتقد ومن الولايات المتحدة الوضع الحرياتي والحقوقي العام في الأردن.
بداية الزيارة الملكية الرسمية مبشرة بالكثير سياسيا وتجدد الالتزام الأمريكي بمصالح الأردن وبالبقاء في دائرة التحالف الاستراتيجي معه وهي المسألة الأهم والمحطة الأبرز قبل الخوض في بقية التفاصيل بطبيعة الحال. |