صنعاء نيوز/ -
لماذا عادت الدراما التركيّة إلى الشاشات السعوديّة بعد غياب 4 سنوات وماذا عن مُحاربة “الغزو الفكري التركي” وتوصيفات “الخيانة الوطنيّة” لها وهل ستتأثّر دراما مصر والسعوديّة بعودتها واستضافة شاشات قطر لتعويض غيابها وما سِر تعلّق المُشاهد العربي بها؟
عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي:
هل نجحت زيارة الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان الأخيرة إلى السعوديّة، ونجح بإغلاق ملفّات الخلاف العالقة بين البلدين، هذا سُؤالٌ مطروح منصّاتيّاً، ويحتاج إلى تطبيقاتٍ عمليّة، أهمّها رفع الحظر عن المُنتجات التركيّة ودُخولها للأسواق السعوديّة، ولكن الدراما التركيّة قد تكون إحدى الدلائل الإيجابيّة التي تدل على تحسّن العلاقات بين أنقرة والرياض.
وبعد غياب أربع سنوات للدراما التركيّة عن الشاشات السعوديّة، ها هي شبكة قنوات (MBC) تعود للإعلان عن عرضها للمسلسلات التركيّة “المُدبلجة”، واليوم الأحد هو موعد تلك العودة، واختارت القناة السعوديّة مسلسل “حب منطق انتقام”، الذي لاقى رواجاً خلال عرضه في تركيا.
وكانت القنوات السعوديّة قد حظرت بث الأعمال الدراميّة التركيّة العام 2017، على خلفيّة دعم تركيا لقطر، ومن ثم أزمة التصعيد التركي بعد اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي، وتُحقّق الدراما التركيّة عائدات عالية وإعلانات، ولها جمهور عربي واسع، كانت قد خسرته القناة السعوديّة، وحاولت تعويضه بالدراما اليونانيّة، والهنديّة، والمكسيكيّة، وغيرها.
ولجأ الجمهور العربي والخليجي، الذي استدلّ على الدراما التركيّة، من خلال شاشة (MBC) إلى تعويض غيابها عن الشاشة السعوديّة، إلى المواقع الخاصّة على شبكة الإنترنت، ومُشاهدتها مُترجمة باللغة العربيّة بدل مُدبلجة إلى اللهجة السوريّة، ورغم الحظر السعودي على دراما تركيا، لم ينفك السعوديين تحديدًا من رصد ومُتابعة المسلسلات التركيّة، والتاريخيّة والرومانسيّة على وجه الخُصوص، وتصدير الوسوم الهاشتاقات عبر “تويتر”للحديث عنها.
وفي ظل التقارب التركي- القطري قبل المُصالحة الخليجيّة في قمّة العلا، كان لافتاً أن الشاشات القطريّة استقطبت عددًا من الأعمال الدراميّة التركيّة لتعويض غيابها في ظل الحظر السعودي، كما أسّست قناة خاصّة لعرضها، وجرى تصوير بعض المسلسلات التركيّة في الدوحة كذلك.
وبعودة الدراما التركيّة إلى الشاشات، يطرح مُعلّقون تساؤلات حول تأثيرها على الدراما العربيّة، والمصريّة والسعوديّة، حيث يُفضّل الجمهور العربي مُتابعة مسلسلات الأتراك، لما فيها من جذب بصري، وإخراج عالي، وقصص مُختلفة، وكانت السعوديّة، والإمارات، قد لجأتا إلى صناعة دراما تاريخيّة لمُنافسة الإبهار في نظيرتها التركيّة، وقد استعانوا بنجوم مصريين وسوريين، بقيت الانتقادات مُوجّهة لقناة (MBC) بعد توقّف بثها للدراما التركيّة، وتعلّق المشاهدين بأعمال وأبطال تركيّة دامت لسنوات، ضمن أحداث مُشوّقة.
وما إن أعلن عن عودة الدراما التركيّة للشاشات السعوديّة، ذكّر مُغرّدون بحملات التحريض السعوديّة التي طالت تركيا، وبضائعها، والدراما، والسياحة، ووصل الأمر لحد اعتبار التعامل مع أي شيء تركي، بمثابة الخيانة الوطنيّة.
ويبدو أن أسباب حذف (MBC) لم يكن لأسبابٍ تتعلّق بمُحاربة الغزو الفكري التركي كما جرى تقديمه في حينها، وإنما لأسباب سياسيّة لها علاقة بالخلاف التركي- السعودي، فما إن زال ذلك الخلاف، عادت الدراما التركيّة للشاشة السعوديّة.
وإلى جانب عودة الدراما التركيّة، أعلنت الخطوط الجويّة السعوديّة، الجمعة 6 من أيار، استئناف رحلاتها إلى ولاية اسطنبول التركيّة، بعد أكثر من عامين من توقّفها، كما ستجرى الرحلات من جدّة والمدينة المنورة إلى اسطنبول بشكل متبادل على مدار أيّام الاسبوع.
|