shopify site analytics
قيادة شبوة تزور ضريح الشهيد الرئيس الصماد ومعارض شهداء ابناء المحافظات بصنعاء - مجلس شؤون الطلاب بجامعة ذمار يستعرض القضايا الطلابية - رئيس جامعة ذمار يتفقد مستشفى الوحدة الجامعي ويشيد بجودة خدماته - جامعة إب تحتفي باليوم العالمي للجودة - وزير الصحة والبيئة يجتمع بالهيئة الإدارية للجمعية اليمنية للطب البديل. - غواصات الجزائر المرعبة تثير المخاوف - لافروف يحث الغرب للاطلاع على تحديث العقيدة النووية الروسية - أردوغان يحذر الغرب من العقيدة النووية الروسية - هجمات صنعاء تخنق التجارة البريطانية - الدائرة المفرغة للاستبداد: الأزمات المتراكمة والطريق إلى الانهيار! -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - 
ولم ينبع نجاح الهيلكة الوطنية الجديدة من فراغ  لقد كان النتيجة الطبيعية لوضع برنامج الوطنية موضع التحقيق، بكل ما يتضمنه من فرص التحرير والانعتاق والتقدم المادي والثقافي.

الثلاثاء, 17-مايو-2022
صنعاء نيوز/ بقلم: عمر دغوغي الإدريسي -

بقلم: عمر دغوغي الإدريسي مدير مكتب صنعاء نيوز بالمملكة المغربية. [email protected] https://www.facebook.com/dghoughi.idrissi.officiel/


ولم ينبع نجاح الهيلكة الوطنية الجديدة من فراغ لقد كان النتيجة الطبيعية لوضع برنامج الوطنية موضع التحقيق، بكل ما يتضمنه من فرص التحرير والانعتاق والتقدم المادي والثقافي.
فقد ارتبط بنشوء الفكرة الوطنية، وإقامة نموذج الدولة الحديثة المستمدة منها، ميلاد حركة شعبية قوية نحت منحى تجاوز البنيات العصبوية والانقسامية للمجتمعات العربية وقد استدعى ذلك تبني النخب والأحزاب ودمجها جميعا، خاصة على مستوى الريف والمدينة، في بوتقة وطنية واحدة الحاكمة برنامجا إصلاح اقتصادي واجتماعي وسياسي وثقافي وطني كان في مقدمة إنجازاته إلغاء سيطرة الطبقة الريعية شبه الإقطاعية أو تحجيمها، وتشجيع نشوء طبقة وسطى جديدة من أوساط مدينيه وفلاحية لاحتلال مركز الثقل في ترتب القوة داخل منظومات الحكم التي ستبرز في الحقبة التالية، وتطبيق برامج تصنيع وتحديث للإدارة والمؤسسات .
لكن في ما وراء ذلك ارتبط بمشروع الدولة الوطنية تحقيق خدمات اجتماعية مهمة للسكان مثل تعميم التعليم الابتدائي الإجباري، وبناء منظومة تعليمية متكاملة، وتوفير الخدمات الصحية ووسائل النقل والوظائف لملايين الأفراد، حتى أصبحت الدولة الوطنية، إضافة إلى ما تمثله من قيم الاستقلال عن الهيمنة الأجنبية، رب العمل الرئيسي في معظم البلاد العربية، خاصة تلك التي حباها الله بموارد استثنائية من النفط وبالرغم من أن نتائج هذه الإصلاحات العامة والهيكلية لم تكن حاسمة، إلا أن المردود الاجتماعي لهذه العملية كان ذا أهمية عميقة.
فقد ساهم في إدراج المجتمعات التي عاشت لفترة تاريخية طويلة خارج التاريخ أو على هامشه، في الحضارة الحديثة.
آما وسع قاعدة الطبقة المتوسطة، وولد طبقة وسطى حديثة متعددة الأصول والمشارب عملت على تسريع وتيرة الاندماج الاجتماعي ومثلت رافعة قوية لتكوين بنية وطنية، وعيا وممارسة.
ومن هذه البنية ستنبثق النخب التي ستحمل عبء إدارة الدولة وتطبيق البرامج الاجتماعية المرتبطة بها، وبلورة سياسة تهدف إلى خدمة المصلحة العامة، بصرف النظر عن مدى إدراك النخب الحاكمة لطبيعة هذه المصلحة وتوافق خياراتها السياسية معها وعززت مكاسب الاستقلال الأولى إيمان الشعوب معا بإمكانية تكوين دولها المستقلة وتبني سياسات قومية تخدم مصالحها الوطنية ولا تخضع لأي اعتبارات خارجية.
آما رسخ الاعتقاد ببدء عهد جديد يسوده التعاون بين جميع دول العالم وشعوبه، على أساس من الندية والمساواة في سبيل تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وانخراط البشرية في مغامرة الحداثة الواحدة.
وفي هذا السياق الجديد لانهيار النظام الاستعماري القديم، ونشوء منظومة الأمم المتحدة، تطورت، على هامش عملية بناء الدول الوطنية، حركة شعبية قوية تنادي بوحدة الشعوب العربية، أطلقت على نفسها اسم القومية العربية، ما لبثت حتى احتلت موقع القلب من الحركات الوطنية نفسها في الوعي العربي العام.
وصار الانتماء للهوية العربية الواحدة احد المعطيات الرئيسية للوطنيات المحلية ورآنا من أركان وجود الدولة الوطنية نفسها.
ومن هذه الحقبة سوف يرث الوعي العربي تلك الحساسية الخاصة والعميقة التي لا تزال تطبعه تجاه مسائل السيادة العربية، ورفض آل ما يصطدم بها أو يتعرض لها، آما سيرث روح التضامن القوي بين الشعوب العربية، من وراء خلافات نظم الحكم القائمة وبالرغم منها
ومهما كانت النزاعات التي أثارتها هذه الحركة التوحيدية نفسها، وما قادت إليه من انقسام داخل العالم العربي، بين الدول التقدمية الداعية إلى إقامة نظام قومي يؤكد على قيم الاستقلال والسيادة والوحدة العربية، والدول المحافظة المؤكدة على استقلال الدول القائمة واعتمادها كمعطيات نهائية ودائمة، وعلى التفاهم أو التعاون مع الدول الغربية، فإن الحركة التي وقفت وراء فكرة الوحدة العربية، سواء انتمى أعضاؤها إلى المنظمات القومية أم لم ينتموا، قد شكلت قوة عابرة للبلدان والحدود الجغرافية العربية، أثرت كثيرا على مجرى السياسة الإقليمية.
وأعطت للمنطقة آكل ثقلا حقيقيا في موازين القوى الدولية جعلت الدول الكبرى تتردد كثيرا في التفكير في العودة إلى مشاريع الهيمنة التقليدية، آما أضفت على المنطقة الشرق أوسطية طابعا ثقافيا وسياسيا خاصا جعلها تبدو وكأنها منطقة عربية أو تحت سيطرة عربية شاملة، مغطيا بذلك على الكثير من أسباب الانقطاع والانقسام والتنافر داخل المجتمعات العربية وعلى مستوى المنطقة آكل. باختصار، لقد ساهمت حركة القومية العربية التي تحملت عبء تأكيد شرعية الدولة الوطنية واستقلالها الاستراتيجي النسبي تجاه الدول والأحلاف الأجنبية، في التعريب السياسي للمنطقة وجعلت الشرق الأوسط يبدو للعربي وغير العربي وللقريب والبعيد منطقة عربية بامتياز ورافق تقدم تحقيق برنامج الدولة الوطنية انتشار أفكار الحداثة وتمثلها بشكل متزايد من قبل النخب الاجتماعية والسياسية والثقافية.
وبعكس ما يعتقد الكثير من المحللين، لم يكن الوجود الاستعماري المباشر هو المحفز لهذا الانتشار والهيمنة السريعة للأفكار والقيم الحديثة بل العكس.
لقد دفع الحضور الاستعماري المباشر أينما حل عموم الجمهور نحو الانغلاق والانكفاء على القيم والمفاهيم والتقاليد القديمة بقدر ما بدا التمسك بهذه القيم وتلك التقاليد والمفاهيم التاريخية وسيلة للحفاظ على الهوية والوحدة الاجتماعية الضروريتان لمقاومة التمييز الذي تمارسه القوى الخارجية على السكان المحليين بحرمانهم من سيادتهم وحقهم في تقرير مصيرهم والذي تجسده السيطرة الخارجية.
وبالمقابل أعطى الانتصار في معركة الاستقلال، وتأسيس دولة وطنية، صدقية حقيقية لفكرة إمكانية تعميم قيم الحداثة وتمثلها من قبل جميع الشعوب، بقدر ما أوحى بإمكانية تحقيق عالم تسوده الندية والاعتراف المتبادل والمعاملة بالمثل.
وهكذا ترافق الاستقلال في بلدان العالم التي خضعت للاستعمار سابقا، وفي العالم العربي بشكل خاص، بانهيار كامل لإيديولوجيات الانغلاق والتكور على النفس والعودة إلى الماضي، وبانخراط شامل وكامل في العصر وتبني قيمه وأفكاره من دون تساؤل ولا تردد.
لا بل إن هذا التبني الذي كان واضحا في أوساط النخب الليبرالية العربية، حتى تلك التي كانت لا تزال أقدامها غارقة في الممارسات شبه الإقطاعية، قد تحول إلى ارتماء رديكالي في أحضان الأفكار الثورية بكل أشكالها، آما عبرت عن ذلك جميع الأفكار الوطنية المحلية مثل الفكرة الوطنية المصرية والقومية السورية والقومية العربية وغيرها، ودفعت بالكثير من هذه الإيديولوجيات إلى تبني سياسات اجتماعية انقلابية رديكالية هي التي قربتها في الواقع من النظريات المار آسية والاشتراكية العالمية على مدى هذه الحقبة التي أعقبت الاستقلال كانت النخب السياسية المتنافسة تتبارى في سياساتها الانقلابية التغيرية لنيل الشرعية.
وقبل أن يعود مروجو الزعامات إلى استخدام اسم "الرئيس المؤمن"، للإشارة إلى التواصل الوهمي بين القيادة المنقطعة عمليا عن الشعب وهذا الشعب نفسه عبر الانتماء إلى الدين الواحد، كانت الصفة المفضلة لدى هؤلاء أنفسهم مرتبطة بالبناء والأعمار والتحديث.
فكان لقب باني مصر الحديثة أو سورية الحديثة أو تونس الحديثة أو الجزائر الحديثة مدرا للشرعية أآثر بكثير من لقب الرئيس المؤمن أو المتمسك بالقيم الجمعية... يتبع
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)