shopify site analytics
حماس تدعو قادة الدول للانسحاب من الاجتماع الأممي - الأسلحة اليمنية تقطع أكثر من ألفي كيلو متر وتصل إلى أهدافها - إختتام فعاليات المؤتمر العلمي الخامس بجامعة البيضاء - أيوب طارش أيقونية سبتمبر وأكتوبر - إختتام جلسات المؤتمر العلمي السادس للجراحة العامة وجراحة المناظير بإب - هلال الحديدة يغازل مهند راجح لتدريب فريقه - حلف القبائل ينقل تظاهراته إلى المكلا.. ردا على تهديدات - 14 قتيلا و38 جريحا بالغارات الإسرائيلية اليوم على محافظة الجنوب - مريم رجوي: ماذا يفعل رئيس جمهورية نظام الإعدامات والمجازر في الأمم المتحدة؟ - الساعدي يكتب: الانسحاب الامريكي من العراق...واقع على الارض أم تمنيات؟! -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - واثق الجابري

الأربعاء, 18-مايو-2022
صنعاء نيوز/ واثق الجابري -

يقول المثل الشعبي ( ناس تأكل دجاج وناس تتلكًه العجاج)، ويضرب للإختلاف بين الناس، ومنهم من يعيش الرفاهية على حساب شقاء الآخر، وأحياناً يُقال عن إختلاف الحظوظ، إلاّ أنها ليست عامل أساس في مقياس الفرص، التي يعرقلها ظلم الإنسان للإنسان، أو كفران بالنعم الموجدة بعدم إستثمارها، وحديث المسؤول يختلف عن عمله حتى يُقال شعبياً عن من يكذب كثيراَ ( ترابه يعمي)، ولكن شعر شعبي آخر يقول ( ترابه يعمي العين .. بس يبقى بيتي)، وهذه المرة قد يكون الإنسان مجبر على عيش في بيت لا يلائم.

المثل يتحدث عن التوزيع الطبقي بين أفراد المجتمع، ويقسمهم الى فقراء وأغنياء، منهم من يأكل الدجاج عندما كان غالي الثمن، وأخر بين أجير جهوده تذهب لغيره كالإقطاع الذي يأخذ الفلاح بالسخرة أو أقل من ربع أجره، أو من لا يجد حتى هذه الفرصة والمعادلة الظالمة، ودائما ما تذكرنا التاريخ بالأمبراطور والقائد والملك الذي يجلس في قصور تخلد بأسمه، وهي مبنية على أكتاف فقراء، ولم يتوقف الترف بالدجاج، في وقت تنفق الملايين لعمليات التجميل، وسفر للخارج لقلع سن، وهناك من يتضور جوعاَ ولا يملك مبلغ دواء منقذ لحياته.

تعرض العراق الى موجات متتالية من العواصف الترابية، نتيجة طبيعته شبه الصحراوية، وأتربته يستنشقها الفقير في منزل لا يقيه من الأتربة والأمطار وحرارة الصيف، في وقت تزاحمت بيوت المدن وإكتضت بالسكان، وتحولت الى مساكن صغيرة لا تناسب العيش، بين حاجة السكن وغلاء العقارات والبحث عن فرص عمل وخدمات أفضل، بينما 80% من الأراضي مملوكة للدولة، وصحاري تمتد بين المدن تحتاج الى إستثمار زراعي، ومن الممكن توزيعها كمقاطعات زراعية، مع توفير مستلزمات القروض وتنظيم المياه، وخطط لتنويع المنتج المحلي وتكافأ الفرص.

تزايدت الأتربة في السنوات الأخيرة، نتيجة الزحف على المناطق الخضراء في المدن، وتحويل آلاف البساتين الى مساكن، دون وجود حلول واقعية بتوزيع أراضٍ بعيدة عن التأثير على البيئة، أو التفكير بإحاطة المدن بالتشجير، إضافة الى شح الأمطار الذي لم يقابله خطط لخزن المياه، والأراضي الواسعة المتصحرة، قابلتها عقول سياسية متصحرة، كان من الممكن تجاوز التصحر بخطط إستراتيجية ودراسة كل الإمكانيات، التي من خلالها تجاوز شح الأمطار، أو موجات الغبار بالأحزمة الخضراء التي تحيط المدن، أو الإستثمار الزراعي للصحاري الواسعة.

إن آكلي الدجاج كثر عددهم، وتنوعوا بين الطوائف والقوميات وبين ساسة وجشعين ومقاولين وفحاش الأثرياء، الذين فتحوا أبوابهم للفاسدين وفتح الفاسدين أبواب لهم، ويتركون أبناء جلدتهم من متلقي العجاج بين الفقر والعوز والهجرة، والتخلف وتوقف التعليم وإنتهاك الأعراض، وهم يجوبون العالم بالهبات والعطايا، وأبنائهم يرسلون لأرقى المدارس والجامعات العالمية، وعوائلهم تعالج في أفضل المستشفيات الأجنبية، فإزداوا رفاهية وتزايد من يتلقون العجاج، وخنق المواطن غبار كذب المسؤول بالوعود، أكثر من غبار التصحر.

لا يمكن علاج التصحر وموجات الغبار، دون معالجة تصحر عقول بعض الساسة، الذين خلت عقولهم سوى بالتفكير بالمصالح الفئوية والشخصية، ولا يمكن التخلص من غبار ما قالوا ولا يفعلون، إلاّ بوجود من لا يفكر أن يأكل دجاج وشعبه يتلقى العجاج، ومن أجل استمرار الحياة والحفاظ على النظام قبل الانهيار، لابد للطبقة السياسية من إشراك مواطنيها كي ترفع من قدرهم ويكونون عوناً للدولة، والإستفادة من خبراتهم وحاجتهم، والشعب يملك الإمكانيات والطاقات والأفكار، ويستطيعون زراعة وصناعة غذائهم ودوائهم ويعمرون مدنهم، وكل الدول التي إنهارت، فأنها بنت نفسها بالإعتماد على الكفاءات والتكنوقراط وإبعاد الفاسدين، ومتلقي العجاج لا يمكن أن يصبر طويلاً، ويقول برنادشو:( إن السلطة لاتفسد الرجال إنما الأغبياء إن وضعو في السلطة فأنهم يفسدونها)، والإغبياء من تصحرت عقولهم، وما كلامهم سوى غبار وعجاج ما عاد يطاق.



واثق الجابري
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)