صنعاء نيوز/ عبدالخالق البحري -
في اجتماع موسع بديوان عام وزارة الصحة العامة والسكان بصنعاء:
التأكيد على أهمية تفعيل وتوسيع مفهوم المدن الصحية لتشمل عموم محافظات الجمهورية
مدير البرنامج الوطني لتلبية الاحتياجات الأساسية: المدن الصحية تعتبر أحد أهم البرامج الوقائية لتعزيز الصحة العامة
نظمت وزارة الصحة العامة والسكان ممثلة بالبرنامج الوطني لتلبية الاحتياجات الأساسية وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية اجتماعاً موسعاً لمناقشة وتقييم مستوى أداء البرنامج الوطني لتلبية الاحتياجات الأساسية في المدن المستهدفة (المدن الصحية) بمشاركة 30 كادراً مختصاً من المدن المستهدفة بمحافظات (أمانة العاصمة – عدن – حضرموت سيئون – حجة – الحديدة) بمعدل خمسة مشاركين من كل محافظة، يمثلون المجالس المحلية ومدراء عموم (الصحة، الأشغال العامة، التربية والتعليم، المياه والصرف الصحي).
وفي الاجتماع الذي حضره كل من الدكتور/غلام بوبال رباني ممثل منظمة الصحة العالمية، والمهندس/ عبدالملك مفضل المنسق الوطني لبرنامج الاحتياجات الأساسية والدكتور/ قائد عبادي عضو وحدة السياسات الصحية والدكتور/ لطفي عبداللطيف إسماعيل نائب مدير عام التخطيط بالوزارة، أكد الدكتور/جمال ثابت ناشر وكيل قطاع التخطيط والتنمية بوزارة الصحة العامة والسكان إلى أهمية الاجتماع الذي يناقش ولأول مرة المفاهيم الصحية وكيفية النهوض بصحة السكان في المدن التي يستهدفها البرنامج الوطني لتلبية الاحتياجات الأساسية من خلال تحسين الجوانب البيئية والاجتماعية والاقتصادية المؤثرة على الصحة، معتبراً أن اقل من نصف السكان في العالم حالياً يعيشون في مناطق حضرية وأن هذه النسبة تتزايد باستمرار جراء توفر فرص العيش الجيد من خلال توافر خدمات بيئية أساسية وتعليم وصحة وعمل وأن هذا التحول السريع والعشوائي نحو الحضر قد فاق قدرة الحكومة على تلبية الاحتياجات الأساسية اللازمة وتنفيذ التشريعات التي تجعل المدن أكثر سلامة.
إلى ذلك أشار الدكتور/ فيصل محسن القهالي مدير البرنامج الوطني لتلبية الاحتياجات الأساسية أهداف وبرامج الاجتماع والمتمثلة بكيفية توسيع آليات النهوض بالصحة العامة لسكان المدن المستهدفة من خلال تحسين الجوانب البيئية والاجتماعية والاقتصادية المؤثرة في الصحة، وتحديد آليات البرنامج والقطاعات والمنظمات الاجتماعية ذات العلاقة بالعوامل المختلفة للنهوض بصحة سكان المدن وأدوار هذه القطاعات والمنظمات الاجتماعية، وكذا تحديد عناصر نجاح تطبيق البرنامج وإدراجها فيخطط وبرامج الجهات المعنية.
ونوه الدكتور القهالي إلى أن الاجتماع اتبع منهجية شملت تقديم مدخل عن برنامج المدن الصحية وتقديم مدخل عن التنسيق القطاعي للعمل من اجل الصحة والمحددات الاجتماعية للصحة وتقسيم المشاركين إلى ثلاث مجموعات عمل تتمثل في تحديد آليات تطبيق البرنامج (اللجنة الخاصة بالتخطيط والتنفيذ والتابعة والتقييم) وتحديد القطاعات والمنظمات الاجتماعية ذات العلاقة بالعوامل المختلفة للنهوض بصحة المدن وأدوار القطاعات والمنظمات الاجتماعية وتحديد عناصر نجاح تطبيق البرنامج.
من جانبه استعرض الدكتور/غلام بوبال رباني ممثل منظمة الصحة العالمية في كلمته جهود المنظمة في دعم اليمن في المجالات الصحية والخبرات الفنية النوعية ومنها نشر ودعم مفهوم المدن الصحية أسوة بالعديد من دول إقليم شرق المتوسط، منوهاً إلى أهمية مراعاة المفاهيم الصحية أثناء وضع الخطط الخاصة بالمدن مع الأخذ بعين الاعتبار التنسيق القطاعي بين الجهات ذات العلاقة عند تنفيذ مشاريعها.
وفي جلسات الاجتماع قدم مدير البرنامج الوطني لتلبية الاحتياجات الأساسية محاضرة عن المدن الصحية تطرق فيها إلى تعريف المدن الصحية ولمحة تاريخية عنها... وأهداف المدن الصحية – مقوماتها – عناصر نجاحها، كما قدم الدكتور/ قائد عبادي محاضره أخرى تناول فيها التنسيق القطاعي للعمل من أجل الصحة موضحاً المحددات الاجتماعية للصحة ودور وزارة الصحة في هذا المجال مستقبلاً. حيث وناقش المجتمعون العديد من المحاور الهادفة إلى تعزيز مفاهيم المدن الصحية في مجال المياه والصرف الصحي من حيث توفير المياه الصحية وفق اعلى المعايير والجودة بصفة مستمرة وضمان استخدامها الاستخدام الأمثل، والتوسع في إنشاء محطات معالجة الصرف الصحي في الأماكن والمواقع المناسبة بيئياً مع التوسع المستقبلي بما يتناسب مع التوسع العمراني والحضري أمنياً ومستقبلياً والأولوية للمشاريع البيئية والصحية في المخططات العامة المستقبلية والتكامل البيئي، وفيما يخص بالمجال الصحي وذلك برفع مستوى الأداء الصحي بشكل عام، بما يتلاءم مع مفهوم المدن الصحية (تأثيث – تجهيز – تشغيل) توفر الكادر الصحي ذو كفاءة وأداء أفضل لضمان تقديم خدمات صحية نوعية من خلال رفع مستوى الأداء للعاملين الصحيين من خلال توفير متطلبات المعيشة، و رفع مستوى الأداء الصحي من خدمات الرعاية الصحية الأولية ذات الصلة بالأم والطفل. وفيما يتعلق بقطاع الأشغال العامة والطرق من خلال تقييم الأثر البيئي قبل إنشاء أي مشروع لضمان عدم حدوث أي أثر سلبي على البيئة والإنسان وتأهيل مقالب القمامة من خلال مل شركات تدوير لمكونات القمامة والتقليل من عمل الحرق والدفن لتأثير ذلك على البيئة وصحة الإنسان و إنشاء مجالس تنسيق فنية لدراسة كافة الخطط القطاعية وتقديم الآراء الفنية قبل تنفيذها لضمان توافر متطلبات المدن الحية الخالية من الأثر البيئي، وضبط المخططات العامة للمدن الصحية، بما يستدعي كافة المكونات الصحية من حيث المتنفسات والمساحات الخضراء والأسواق والطرقات والحمامات العامة والمواقع الترفيهية مع إدراج اشتراطات الأمن والسلامة في كل المخططات لجميع المرافق الصحية ورفع مستوى وعي المجتمع من خلال برامج صحية تبث عبر وسائل الإعلام المختلفة (المقرؤة – المرئية – المسموعة) لإيضاح مفهوم المدن الصحية. وفيما يخص بقطاع التعليم فيتمثل بإدراج مفاهيم المدن الصحية ضمن مكونات المناهج التربوية والتوسع في توعية النشء والطلاب لرفع مستوى وعيهم الصحي و ديمومة استمرارية التشغيل والصيانة لكافة المرافق العامة تشغيلاً وصيانةً وتطويراً و تفعيل أنشطة وبرامج الصحة المدرسية بما يحقق وعي صحي عام، وأهمية التخطيط السليم للمبني المدرسي المشتمل على كافة المكونات الصحية والترفيهية والتأهيلية. وبخصوص مخرجات الاجتماع في مجال قطاع الإدارة المحلية من خلال تبني تنسيق الجهود عبر كافة أنشطة المرافق المحلية من خلال تنفيذ المخططات الصحية والبيئية والحضرية وفق مفاهيم المدن الصحية. والعمل على تفعيل القوانين واللوائح ذات الصلة بالمدن الصحية ونشر مفاهيمها بين سكان التجمعات المحلية. والاهتمام بتأهيل وتدريب وتحفيز الكادر البشري.
وخرج الاجتماع بعدد من التوصيات والقرارات الهادفة إلى تعزيز مفهوم المدن الصحية، حيث أوصى المشاركون في الاجتماع بعمل الصياغة النهائية لنتائج عمل المجموعات بناءً على الملاحظات الواردة من قبل المشاركين والعمل على تعميمها على المجالس المحلية للمدن في المحافظات المستهدفة للاستفادة منها والعمل على تعزيز مفهوم المدن الصحية في إطار صانعي القرار في المحافظة. وطالب المشاركون بتشكيل وتنظيم مجالس للمدن الصحية على المستوى المركزي بالمحافظة والعمل على متابعة إصدار هذا التشكيل أو القرار. والعمل على تحديد مشرف أو منسق للمدينة الصحية على مستوى المحافظة وتحديد مشرف أو منسق على المستوى المركزي بوزارة الصحة العامة والسكان.
وفي تصريح لـ" صنعاء نيوز " أفاد مدير برنامج تلبية الاحتياجات الأساسية بأن المدن الصحية تعتبر أحد أهم البرامج الوقائية التي تنفذ وتطبق لتعزيز الصحة وتقوم على مبدأ تحسين الصحة من خلال تحسين الجوانب البيئة والاجتماعية والاقتصادية المؤثرة على الصحة، باعتبار أن صحة المرء هي نتيجة للظروف السائدة في المنزل وفي المدرسة أو في مكان العمل مثلما هي نتيجة الجودة في مرافق الرعاية الصحية الأولية.. ويركز البرنامج على تعزيز خدمات الصحة المقدمة في مجالات المياه – الإصحاح البيئي – التلوث – الإسكان – والتي تهدف إلى تحسين نوع وأسلوب الحياة الصحية والحماية من الأمراض.
مفيداً بأن برنامج المدن الصحية برنامجاً خلاقاً يعتمد على بدء العمل الجماعي والبحث الدائم عن التحديد والابتكار لجميع سكان المدينة مواطناً كان أم مسئولاً في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص.. ذلك أن أي مؤثرات صحية أو بيئية في المدينة تؤثر على الجميع. حيث بدأت فكرة تطبيق البرنامج في الجمهورية اليمنية مع الاحتفال بيوم الصحة العالمي في 10 ابريل 2010م، عندما شاركت اليمن في الاحتفال بيوم الصحة العالمي مع سائر بلدان العالم، تحت شعاره (التوسع الحضري والصحة من خلال تحديد عشرة مدن حضرية من خلال مشاركة تلك المدن بمجموعة من الأنشطة التي تم تحديدها من قبل منظمة الصحة العالمية حيث كانت تلك الأنشطة والفعاليات مثاراً لإعجاب الجميع بمشاركة القطاعات الحكومية والشعبية ومنظمات المجتمع المدني).
وأشار الدكتور القهالي إلى أن مفهوم المدن الصحية لا يحمل الجهات التي تقدم هذه الخدمات وإنما يساهم في تقديم آليات للتنسيق بينها بالإضافة إلى تشجيع القطاع الخاص وأفراد المجتمع على التعاون معها وذلك لتطوير أنشطة هذه القطاعات الخدمية. واستمراراً لهذه الفعاليات قامت وزارة الصحة العامة والسكان ممثلة بالبرنامج الوطني للاحتياجات الأساسية بالتعاون من منظمة الصحة العالمية بتنظيم ورشات عمل مكثفة لتكون الباكورة الرئيسية لبدء اليمن في التحضير والتطبيق لمفهوم المدن الصحية.