صنعاء نيوز/ -
غزة – خاص “رأي اليوم”:
منذ اللحظة الأولى التي أعلنت فيها بعض شركات السفر المصرية، عن تسهيلات “جذرية” ستشهدها حركة تنقل المسافرين الفلسطينيين من وإلى معبر رفح البري، حتى بدأت الآمال تُعانق السماء من هذه الخطوة التي يمكن تكون طاقة الفرج التي فُتحت لهم.
الجميع كان ينتظر تاريخ (2/7) وهو الموعد الذي اقترحته شركة “هلا” المصرية المُخصصة للسفيرات والتنسيقات عبر معبر رفح البري، لتنفيذ التعهدات المصرية في تسهيل عمليات السفر للفلسطينيين من وإلى معبر رفح وتنهي معاناة طويلة عانى منها الكثير والكثير.
ولكن، بعد مرور ما يقارب الخمسة أيام عن هذا الموعد، فقد صدم جميع المسافرين من الواقع الذي كان مخالفًا تمامًا للتعهدات والوعود، فلم يتغير شي في طريق السفر الطويل، بل زادت الأمور تعقيدًا والمًا وتكليفًا لأكثر من 2000 مسافر يمرون يومًا على هذا الطريق الذي اسماه البعض بـ”طريق الموت والذل”.
أين التسهيلات والوعود المصرية؟.. هذا هو التساؤل الذي بات يغطي كافة المواقع والصفحات المخصصة للسفر على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما غمرت آلاف الرسائل الغاضبة موقعة صفحة “هلا” بين متسائل وغاضب من ما يجري على الأرض.
والكثير من المسافرين تحدثوا عن معاناة قاسية تعرضوا لها خلال سفرهم الأيام الماضية من مطار القاهرة لمعبر رفح، فبمهم من قال أن تذاكر السفر ارتفعت للضعف، وآخرين روّوا معاناتهم قرب “المعدية” التي تقطع السفر وتوقف حركته لساعات طويلة، فيما شكى الكثير من معاناة الإنتظار على الحواجز المصرية قد تستمر لثلاث أيام متواصلة.
وبحسب مسئولين في معبر رفح البري، فقد أكدوا أن واقع سفر المواطنين من وإلى معبر رفح لم يتغير إطلاقًا وكل التعهدات المصرية، بتسهيلات وطرق جديدة يتبعها المسافرين لم تُطبق حتى هذه اللحظة والمعاناة لا تزال هي العنوان الرئيسي لرحلة سفر الفلسطينيين.
وأشاروا إلى أن طريق المسافرين من معبر رفح لمطار القاهرة الدولي وغيرها من المدن المصرية لم يتغير إطلاقًا وحالة غضب المواطنين هي مبرر مباح بعد الوعود التي تلقوها من الجانب المصري، بسفر يُنهي معاناتهم وألمهم.
ونهاية الأسبوع الماضي، أكد رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بغزة سلامة معروف، أنه تم إبلاغ لجنة متابعة العمل الحكومي بغزة بنية الجانب المصري بدء نقل المسافرين ذهاباً وإياباً عبر حافلات وبأسعار معقولة من خلال نفق “تحيا مصر”.
وقال إننا “سعداء بتلقي إبلاغ رسمي ببدء العمل بهذه الآلية مطلع الأسبوع القادم، بحيث يتم نقل المسافرين ذهاباً وإياباً عبر حافلات مجهزة وبأسعار معقولة” وأضاف معروف أن هذه التسهيلات سوف تختصر الكثير من معاناة المسافرين، حيث سيتم تجاوز الكثير من معيقات الطريق، عن طريق المرور عبر نفق تحيا مصر ، دون الحاجة للمرور عبر حاجز المعدية وكل ذلك بسعر معقول يماثل تكلفة السفر العادية.
وفي سياقٍ متصل، أعلنت شركة هلا للاستشارات والخدمات السياحية بغزة عبر بيانٍ لها على صفحتها على الفيسبوك عن “البدء بنقل المسافرين الفلسطينيين من خلال أتوبيسات مكيفة بأسعار رمزية لتخفيف الأعباء عن الفلسطينيين اعتباراً من يوم السبت الموافق 2-7-2022م ، وذلك في مبادرة لرفع الأعباء والمعاناة عن الفلسطينيين خلال رحلتي السفر من منفذ رفح البري (ذهاب وعودة)”.
منذ أن سيطرت حركة “حماس” على قطاع غزة في العام 2007 لا يعمل معبر رفح بشكل اعتيادي؛ إذ يخضع المعبر لاعتبارات سياسية تخص الحالة المصرية، فمن جهة يغلق المعبر لعدة أشهر بذريعة وجود عمليات للجيش المصري في سيناء، وتارة يغلق في حال نشب توتر في العلاقات بين حركة حماس والنظام المصري، ما خلق أزمة تكدس قوائم المسافرين في وزارة الداخلية، وضيع أحلام آلاف الشباب بسبب فقدان فرص كانت تنتظرهم في الخارج.
ويعد معبر رفح المنفذ الوحيد لسكان قطاع غزة الذي يقطنه زهاء مليوني نسمة على العالم الخارجي، وطالما كانت آمال سكان غزة بفتح هذه الرئة للعالم الخارجي، إلا أنها تصدم بواقع معقد دائمًا وتفسد أحلامهم وآملائهم.. مع تسال على لسان كل مسافر.. إلى متى هذه المعاناة؟، وأين دور السلطة الفلسطينية؟ |