صنعاء نيوز/ -
انقرة ـ (أ ف ب) – اعلنت الرئاسة التركية مساء الخميس أن روسيا وأوكرانيا ستوقعان بعد ظهر الجمعة في اسطنبول اتفاقا حول تصدير الحبوب، ورحبت الولايات المتحدة الخميس بالاتفاق مطالبة موسكو بتنفيذه.
واضافت الرئاسة التركية أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان والامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش، إضافة الى ممثلين لروسيا وأوكرانيا، سيشاركون في حفل التوقيع في الساعة 13,30 ت غ في قصر دولما بهجة في اسطنبول.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية نيد برايس “نرحب بإعلان هذا الاتفاق من حيث المبدأ، ولكن ما يهمنا الآن هو تحميل روسيا مسؤولية تنفيذ هذا الاتفاق والسماح للحبوب الاوكرانية ببلوغ الاسواق العالمية”.
واضاف “كان ينبغي ألا نكون في هذا الوضع منذ البداية. كان ذلك قرارا متعمدا من جانب روسيا باستخدام الاسمدة الغذائية كسلاح”.
واشاد برايس خصوصا بالجهود الدبلوماسية التي بذلها الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش وتركيا، التي تعارضت مواقفها غالبا في الاعوام الاخيرة مع الولايات المتحدة حول أزمة سوريا وشراء الاسلحة من روسيا.
واوضح المتحدث أنه تم اطلاع واشنطن على تفاصيل الاتفاق.
ومن شأن الاتفاق ان يتيح الافراج عبر البحر الاسود عن الحبوب الاوكرانية العالقة بسبب الحرب مع تخفيف القيود عن تصدير الحبوب والاسمدة الروسية.
وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو اعلن صباح الخميس أن التوصل إلى اتفاق بشأن تصدير الحبوب الأوكرانية “ممكنٌ في الأيام المقبلة”.
وقال تشاوش أوغلو خلال مقابلة مع قناة “تي آر تي” الرسمية “لدينا أمل بشأن الحبوب. نأمل أن نعلن عن أخبار جيدة في الأيام المقبلة”، مضيفاً أنه “متفائل”.
وفي نيويورك، توقع نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق ان يصل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في وقت وشيك الى اسطنبول.
وقال ان “الامين العام سيتوجه مساء (الخميس) الى اسطنبول في تركيا في اطار جهوده لضمان وصول عالمي كامل الى المنتجات الغذائية الاوكرانية والى الاغذية والاسمدة الروسية”.
ويمضي غوتيريش اجازة قرب تركيا وابدى اخيرا استعداده لقطع اجازته بهدف توقيع اتفاق في اسطنبول.
واوضح المتحدث ان مساعد الامين العام للشؤون الانسانية مارتن غريفيث الذي شارك في المفاوضات حول تصدير الحبوب الاوكرانية عبر البحر الاسود سيكون ايضا موجودا في اسطنبول، اضافة الى ريبيكا غرينسبان التي تترأس وكالة الامم المتحدة حول التجارة والتنمية.
وكانت غرينسبان زارت موسكو اخيرا وكلفت التفاوض حول تخفيف القيود التي تطاول في شكل غير مباشر تصدير الحبوب والاسمدة الروسية في ضوء العقوبات الدولية التي فرضت على موسكو وخصوصا من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي.
وافاد دبلوماسي لم يشأ كشف هويته ان واشنطن وعدت اخيرا بضمانات لتتمكن شركات نقل من ان تؤمن لروسيا سفنا ذات حمولة كبيرة بهدف تصدير حبوبها واسمدتها من دون ان تؤثر العقوبات على هذا الامر.
وقالت موسكو ان هذه العقوبات لا تسمح لها سوى باستخدام سفن صغيرة لا تصلح لنقل صادراتها.
وتابع وزير الخارجية التركي “حتى وإن لم تستهدف العقوبات المنتجات (الزراعية) الروسية، هناك حظر يستهدف النقل البحري وشركات التأمين والنظام المصرفي. ووعدت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي برفعه”.
ووصل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى اسطنبول يوم الخميس، حيث من المتوقع أن يتم توقيع اتفاقية بشأن تصدير الحبوب الأوكرانية.
وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية في وقت متأخر من اليوم الخميس إن جولة أخرى من المحادثات بقيادة الأمم المتحدة لتحرير صادرات الحبوب الأوكرانية ستعقد في تركيا غدا الجمعة.
وقال المتحدث باسم الوزارة أوليج نيكولينكو لرويترز “باختصار، قد يتم التوقيع على وثيقة تلزم الجانبين (بضمان) التشغيل الآمن لممرات التصدير في البحر الأسود”.
وقال نيكولينكو إن الوفد الأوكراني في المحادثات لن يدعم سوى القرارات التي تضمن سلامة المناطق الجنوبية للبلاد، و “المواقف القوية” للقوات المسلحة الأوكرانية في البحر الأسود، والصادرات الآمنة من المنتجات الزراعية الأوكرانية.
وبالنسبة الى الحبوب الاوكرانية، يهدف الاتفاق الذي يتم التفاوض في شأنه الى اعادة استخدام البحر الاسود عبر ممرات مؤمنة ووقف لاطلاق النار في مناطق العبور.
وينص ايضا على عملية تفتيش للسفن التجارية، يرجح ان تقوم بها تركيا، لضمان عدم نقل اسلحة بواسطة السفن التي ستبحر الى مدينة اوديسا لشحن الحبوب.
وتحدث دبلوماسيون عن امكان استحداث مركز تنسيق في اسطنبول بمشاركة خبراء امميين متخصصين في الملاحة البحرية.
ويؤمل ان يؤدي الاتفاق المرتقب بين اوكرانيا وروسيا الى تراجع الاسعار التي ارتفعت في شكل كبير في الاشهر الاخيرة.
وتهدد الازمة الغذائية التي نتجت من هذا الوضع العديد من الدول بخطر المجاعة، وخصوصا في افريقيا جنوب الصحراء. |