صنعاء نيوزمصطفى أبو السعود كاتب من فلسطين - من أراد وسعى بكل جدية لإحداث تقدم في حياته مُنظماً وقته لتحقيق طموحاته وخاض غمار المعركة مع النفس، يختلف عمن جلس و تمنى من التقدم أن يتقدم نحوه، دون أن يقوم من مقامه، أو يحذف من قائمة اهتماماته هواية العبث بالوقت ،وما بين هذا وذاك تبرز الفوارق العظمى، فالأول تمنى واجتهد ، والثاني تمنى واكتفى وأعطى عقله إجازة مفتوحة ، وترك أحلامه تسبح في الفضاء ، ونسى أن التقدم يتطلب همماً عالية .
أخي الطالب...أختي الطالبة
إن تنظيم الوقت والنجاح صديقان لن ينزلا عن عرش الصداقة الطاهرة ، ولن يتنازلا عن علاقتهما أمام أي محكمة مهما كانت جنسيتها، وقوتها التنفيذية ،لأنهما أصدقاء منذ بدء الكون ، ولا قيمة لأحدهما دون الأخر ، فالوقت إما أن يكون سبب الارتقاء الى قمة النجاح ،أو النزول الى قاع الفشل، فإن لم ينل الانسان في الحياة من النجاح شئ ، فهذا يدل على أنه تردد كثيراً في معرفة أسرار تنظيم الوقت .
و لإدراك العلاقة بين تنظيم الوقت والنجاح يجب الاستماع للحديث الصادق الذي قاله سيد الصادقين محمد صلى الله عليه وسلم حين قال "فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ "،وهذا ضوء أخضر للإنسان كي يمارس كل مهامه بانتظام دون أن يطغى جانب على أخر، فالطالب هو عضو في مؤسسة العائلة والصداقة والنادي والجامعة ، وكل أولئك لهم عليه حقوق ، وبإمكانه أن يقوم بكل هذه المهام على أكمل وجه، إذا أحسن تنظيم وقته ،لأن التقليل من قيمة تنظيم الوقت ، قيمة ليست نبيلة ، والعبث بالزمن مسلسل سيفشل في تحقيق النتائج ، وإدمان العزف على سيمفونية التأجيل سيكون وبالاً على صاحب الطموح ، وستكون النهاية حزينة لمن ارتضى أن يكون عضواً طيعاً في تنفيذ مقررات الراحة ، ولعب دور البطولة في منظمة "سوف " المتخصصة في قتل الطموح .
أخي الطالب ...... أختي الطالبة
إن تنظيم الوقت هو سمة بارزة ومميزة للطالب الطموح تقيه من مرارة المفاجآت التي قد تعترض مركبه ، فتجبره على إضاعة وقت مهم من أشد اللحظات الحاسمة في حياته ، ففي خضم تفاصيل الحياة التي تطل برأسها أمام الطالب ، والتي قد تدفعه ودون شعور أو رغبة منه إلى تأجيل مراجعة الدروس، ليتفاجئ بأن الامتحانات تطرق الأبواب، ولم يكن استعداده في المستوى المطلوب، لذا على كل طالب أن يجتهد قدر الامكان في تنظيم وقته، ويستفيد منه ، فهو كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم أحد النعمتان المغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ.
أختي الطالبة ...... أخي الطالب
هذبوا نشاطاتكم وقلموا أظافرها ، واعملوا على تسخير المعطيات الماثلة أمام ناظريكم لتقدير المواقف تقديراً دقيقاً، ولا تسَخَروا من المعطيات، ولا تتركوا عنق أمانيكم تحت رحمة سكين الصُدف ورحمة اللحظات الأخيرة ، ظنا منكم أنها ستمنحكم ما تريدوا ، واعلموا أن الطالب الطموح فارس جرئ ، يسعده القيام بكل ما يمكنه الوصول الى مبتغاه في الوقت المطلوب ، دون تأجيل أو تسويف حتى لو كلفه ذلك الكثير ، لأن جدار النجاح لا يُبنى إلا بحجارة الانجاز المتقن المبني بسواعد تحترف تنظيم الوقت وتحترمه، ولنعلم جميعاً أنه إن لم نتسلح بتنظيم الوقت فلا ننتظر النجاح . |