الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
على خطى الرئيس الأوكرانيّ، فلودومير زيلينسكي، الذي أعلن السنة الماضية تأييده الكامل للعدوان الإسرائيليّ ضدّ قطاع غزّة في عملية (حارس الأسوار) أوْ (سيف القدس) بأيّار (مايو) من العام 2021، أعلن سفير كييف في تل أبيب، يفغين كورنيتشوك، في بيانٍ رسميٍّ أصدره تأييد بلاده للعملية العسكريّة الإسرائيليّة ضدّ قطاع غزّة، وقال “إننّي كأوكراني، تتعرّض بلاده لهجومٍ وحشيٍّ ومُستمّرٍ من قبل جارتها روسيا، فإننّي أشعر بالتعاطف الكبير مع الجمهور الإسرائيليّ”، مُضيفًا أنّ “الإرهاب الفلسطينيّ عن سبق الإصرار والترصّد ضدّ المواطنين العُزّل، بمَنْ فيهم الأطفال والنساء، حقير وخسيس، وعمليًا يُجسّد الواقع اليوميّ للإسرائيليين والأوكرانيين، وهذا التهديد يجب وقفه بشكلٍ فوريٍّ، نحن نُصلّي للسلام على أمل أنْ ينتهي التصعيد قريبًا”، على حدّ تعبيره.
وقالت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، التي أوردت النبأ إنّه في الوقت الذي أعلنت فيه أوكرانيا تأييدها الكامل للعدوان الإسرائيليّ ضدّ قطاع غزّة، اختارت روسيا شجب العملية العسكريّة، وقالت الناطقة بلسان الخارجيّة الروسيّة، ماريا زاخاروفا، إنّ “التصعيد الحاليّ هو نتيجةً لعدّة هجمات جويّةٍ إسرائيليّة ضدّ قطاع غزّة في الخامس من الشهر الجاري، والتي دفعت التنظيمات الفلسطينيّة إلى قصف إسرائيل بشكلٍ مُكثّفٍ”، على حدّ تعبيرها.
انهيار الاقتصاد الأوكرانيّ سيمنح روسيا نصرًا دعائيًا هائلاً ويؤدّي لتحطيم الروح المعنوية للأوكرانيين
على صلةٍ بما سلف، قال موقع (بلومبرغ) الأمريكيّ إنّ “أوكرانيا تخوض حربًا تخوض منذ ستة أشهر، على جبهتيْن: مواجهة الجيش الروسي في ساحة المعركة، وفي نفس الوقت تواجه حربًا اقتصادية خاطفة تؤدي إلى تدهور اقتصادها الهش بوتيرة سريعة. وقد تعهّد الاتحاد الأوروبي بمساندة الاقتصاد الأوكراني وضمان صموده أمام العدوان، ويجب ألّا يُسمَح للاختلال الوظيفي البيروقراطي والسياسيّ أنْ يحول بينه وبين الوفاء بهذا التعهّد”.
وشدّدّ محررو الموقع على أنّ “أجراس الإنذار تدق محذّرة من أوضاع المالية العامة لأوكرانيا، إذ ترتفع تكاليف الحرب بينما يمنع استمرار القتال كييف من الحفاظ على التدفق الطبيعي لتجارتها”، لافتين إلى أنّ انهيار الاقتصاد الأوكراني، الذي يتمثّل بالتخلف عن سداد البلاد للديون، سوف يمنح روسيا نصرًا دعائيًا هائلاً ويؤدّي إلى تحطيم الروح المعنوية للأوكرانيين. وقد يردّد الكرملين أن هذا الوضع هزيمة مهينة بينما يتباهى بأنّ الاقتصاد الروسيّ قد صمد على الرغم من العقوبات الغربية المفروضة على البلاد”.
سيناريو من الضروري تجنّبه… وعود الاتحاد الأوروبيّ لدعم أوكراني اقتصاديًا ما زالت حبرًا على ورق
الموقع الأمريكيّ أوضح أنّ “وزراء مالية مجموعة الدول السبع اتفقوا على تجنب هذا السيناريو في أيّار (مايو) عندما اجمّعوا في ألمانيا لحضور اجتماعهم السنويّ، وأعلن وزير مالية ألمانيا، الذي تولّى الرئاسة الدورية للمجموعة، أنّ أوكرانيا لن تُواجِه أيّ مشكلات في التمويل بفضل تقديم حزمة دعم لها تبلغ قيمتها حوالي 18 مليار يورو (أي ما يُعادل 18.4 مليار دولار)، ويسهم الاتحاد الأوروبي بتقديم 9 مليارات يورو منها”.
ومضى قائلاً:”على الرغم من ذلك، صادق الاتحاد الأوروبيّ منذ ذلك الحين على منحها جزءًا صغيرًا من الأموال المقدّمة– حيث لا يزال يتعيّن عليه دفع 8 مليارات يورو. ويقع العجز في طي النسيان لأن الحكومات في بروكسل والاتحاد الأوروبي لم تستقر بعد على كيفية تمويله”.
ولفت الموقع إلى أنّ “التأخير في التمويل لا يهدّد بتفاقم الوضع المتأزّم بالنسبة لأوكرانيا فحسب، بل يتعارض أيضًا مع الاتفاق الضمني بين أوروبا والولايات المتحدة والذي بموجبه يُقدّم الأمريكيون الجزء الأكبر من الأسلحة الثقيلة في حين يتولى الأوروبيون رعاية المساعدات المالية. ولا يمكن للاتّحاد الأوروبي أنْ يتوقّع من واشنطن تحمّل العبء الثقيل على المستويين”.
ضرورة الحل
علاوة على ما ذُكِر أعلاه، أشار الموقع إلى أنّه “يتعيّن على بروكسل التوصل إلى حلٍّ للجزء المحتجز من تمويل الاتحاد الأوروبيّ قبل فوات الأوان بالنسبة لأوكرانيا. قد أشار بحث أجرته وكالة فيتش (Fitch Ratings) للتصنيفات الائتمانية، إلى أنّ أوكرانيا تعاني عجزًا شهريًا بنحو 4 مليارات دولار لمواصلة مجهودها الحربي، وقد تشهد ارتفاع هذا العجز حتى يصل إلى 29% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول نهاية العام. وحذّرت كلّ من وكالة “فيتش” و”إس آند بي غلوبال” للتصنيفات الائتمانية من حدوث سيناريو يشبه تخلّف أوكرانيا عن سداد ديونها”، كما أكّد الموقع.
أزمة طاقة مرتقبة… إذا خسرت أوكرانيا الحرب الاقتصاديّة فإنها ستخسر عسكريًا
وكشف الموقع النقاب عن أنّ “التوقعات تزداد تعقيدًا بسبب حقيقة أنّ أوروبا ستشهد قريبًا أزمة طاقة سيُطلقها بوتين ردًا على العقوبات، وربّما تشهد بروكسل مجموعة من المشكلات الخاصة بها، لكن هذا لا يعني أنْ تلقي العبء على أوكرانيا. وتعتمد مصداقيتها على الصعيد العالمي على مواصلة جهودها. وإذا كانت أوروبا تقصد العمل، فيتعيّن عليها أن تسهم مالياً في المجهود الحربيّ”.
وخلُص الموقع الأمريكيّ إلى القول إنّه “إذا خسرت أوكرانيا الحرب الاقتصاديّة، فإنها ستخسر عسكريًا أيضًا، فنادرًا ما يكون الانتصار في الحروب، إنْ حدث، مقابل ثمنٍ زهيد. والمعركة من أجل أوكرانيا ليست استثناءً”، كما أكّد (بلومبرغ).