صنعاء نيوز/ - هل صار قدرا على العالم أن تحكمه شريعةُ الغاب؟ خبراء مصريون: أين عقاب المجتمع الدولي لإسرائيل؟ وإلى متى يغض الطرف عن مجازرها؟ ألا تستحيي أمريكا من منطقها المعوج “لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها”؟
القاهرة – “رأي اليوم”- محمود القيعي:
في الوقت الذي يحتفي فيه البعض بهدنة لوقف القتال بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، فلا يزال آخرون يغضون الطرف عن الدماء التي أريقت، مخلفة أطفالا يتامى، ونساء ثكالى؟
الأمر الذي يدعو للتساؤل: إلى متى يغض العالم “المتحضر” الطرف عن الجرائم والمجازر الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطينى؟
أليس في هذا ترسيخا لشريعة الغاب؟!
الكاتب الصحفي مرسي عطا الله يتساءل في أسى: ما الذى يجرى فى قطاع غزة وإلى متى يستمر هدم البيوت وإراقة الدماء؟
ويضيف عطا الله أن هذا التصعيد المتعمّد من جانب القوات الإسرائيلية تحت سمع وبصر المجتمع الدولى هو خير دليل على استهانة الحكومة الإسرائيلية بكل المواثيق والأعراف الدولية التى لا تبيح استهداف المدنيين العزّل!
وبرأي عطا الله فإنه ما كان لمثل هذه المجازر البشرية أن تقع وأن تستمر مشاهدها المأساوية منذ احتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967 وحتى اليوم لولا هذا الخلل المريب فى النظام العالمى الذى أكدت أحداث وحروب عديدة فى السنوات الأخيرة مدى هشاشة وضعف وخلل ذلك المسمى
بالنظام العالمى الذى يسمح لإسرائيل بأن تفعل ما تشاء وهى على ثقة بأن يد الحساب لن تطالها طالما أن الولايات المتحدة تواصل دعمها ومساندتها تحت لافتة مزيفة اسمها «حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها» ضد من تحتل أرضهم وتنتهك حقوقهم!
وقال إن جنرالات المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بدعم وتأييد حكومة تصريف الأعمال الراهنة لم يكن بمقدورهم أن يضربوا عرض الحائط بكل النداءات والوساطات الإقليمية والأممية التى تناشدهم وقف عدوانهم ضد الفلسطينيين لولا استنادهم إلى تأكيدات قوية من واشنطن بالوقوف فى وجه أية محاولة لوضع إسرائيل – مثل بقية دول العالم – تحت مقصلة الحساب والعقاب من المجتمع الدولى مهما تعددت انتهاكاتها للقوانين الدولية والمعاهدات المبرمة ومهما توحشت فى ممارساتها البربرية واللاإنسانية ضد المدنيين العزل من الشعب الفلسطينى وبينهم أطفال ونساء وشيوخ عجائز!
وخلص إلى أن المشكلة ليست فقط فى فجاجة الاستخدام الإسرائيلى المفرط للقوة بكل أسلحة القتل والتدمير، وإنما المشكلة الأهم هى فى هذا العجز المصطنع وذاك الصمت المريب من المجتمع الدولى رغم أن المشاهد المأساوية التى تدمى القلوب يجرى بثها لحظة بلحظة على الهواء مباشرة.
وأنهى متسائلا: أى زمن هذا وأين الضمير الإنسانى الأخرس العاجز عن إدانة استمرار إسرائيل دولة فوق القانون الدولى؟
أكاذيب بايدن
أستاذ العلوم السياسية د.إسماعيل صبري مقلد انتقد خروج الرئيس الامريكي بايدن ليزعم كذبا كعادته أنه هو من قاد هذه الجهود بمعاونة بعض الاطراف الاقليمية لعقد هذه الهدنة بين الجهاد واسرائيل.
ويلفت مقلد إلى أن هذه مغالطة وكذب وتضليل لأن ادارته هي من دافعت منذ اللحظة الاولي عن حق اسرائيل في الدفاع عن امنها في تبرير منها لعدوانها علي غزة،فهي لم تعترض ولم تنتقد ولم يكن لها موقف ايجابي واحد يحسب لها..وانما باركت هذه الحرب العدوانية بهمجيتها المعهودة وعنفها المفرط منذ البداية ولم تحمل اسرائيل باي مسئولية عنها ، وانما القت بالذنب كله في ما حدث علي عاتق الفلسطينيين وحدهم.
وتابع قائلا: “ليس في هذا جديدا حتي يكون مفاجئا لنا ولم نتوقع موقفا غيره منهم.. فهم منحازون دوما الي جانب اسرائيل حتي وان دمرت غزة على رءوس اهلها..فهذا حقها الذي لا ينازع في دفاعها عن امنها وحماية شعبها ثم يجيء الآن وبعد ان توقفت حرب اسرائيل علي غزة ليصرح بانه ياسف لسقوط مدنيين ابرياء كنتيجة لقصف اسرائيل للاهداف التي هاجمتها في غزة ، وانه يطالب بالتحقيق في ما حدث للتعرف علي الاسباب التي ادت الي سقوط هؤلاء الضحايا من المدنيبن”.
ويقول إن هذا يذكرنا بما سبق ان فعله في واقعة اغتيال اسرائيل للاعلامية الفلسطينية شيرين ابو عاقلة وهي مواطنة امريكية ايضا بحكم الجنسية الامريكية التي تحملها ولم يذهب بايدن مع غيره من اركان ادارته ابعد من الكلام المنمق الذي لا يعنونه ولا يضيف جديدا في اي موضوع.
وخلص أستاذ العلوم السياسية إلى أن تصريحات بايدن هي مجرد تصريحات فارغة وتعبير مفتعل عن مشاعر كاذبة لا وجود لها في الواقع بينما تبقي مشاعرهم كلها مع اسرائيل ومع كل ما تفعله اسرائيل.
البكاء على غزة
في ذات السياق يرى الكاتب الصحفي أسامة سرايا أنه ليس فى قلبه ذرة إنسانية فى عالمنا من لا يبكى على غزة، وليس شجاعة من دولة الاحتلال الإسرائيلى أن تكرر ضرب غزة، وتريق دماء الأطفال، والنساء، والشيوخ، والمرضى، وتهدم المبانى على رءوس ساكنيها، وتجعل يومهم ليلا دون فجر!
ويضيف سرايا أنه كلما واجهت حكومة فى تل أبيب أزمة داخلية، أو أرادت حكومة يسارية ضعيفة أمام اليمين المتطرف، والشارع – أن تكسب أرضا لتعود إلى السلطة تستأسد على أهالينا فى غزة المسكينة.
حق الشهداء
من جانبه يقول عادل أبو المعاطي باشا إن عدد الشهداء في القصف الإسرائيلي لغزة كبير وكالعادة إسرائيل تقصف لتقتل ما تستطيعه، وترد المقاومة بصواريخ قد لا تحدث أثرا إلا ارباك الشارع والحياة الإسرائيلية ثم تتدخل مصر لإنقاذ إسرائيل من تطور الموقف ويخرج رئيس الوزراء يشكر مصر ويخرج الرئيس الأمريكي كذلك.
ويتابع متسائلا: فأين حق الشهداء؟ وما ذنبهم؟ وأين عقاب المجتمع الدولي لإسرائيل؟ |