صنعاء نيوز/ -
قال وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر، اليوم السبت، إنّ “الولايات المتحدة أصبحت على شفا حرب مع روسيا والصين، بسبب قضايا ساهمت واشنطن نفسها في خلقها بشكل جزئي”.
وقال كيسنجر، في مقابلة مع صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية: “نحن على حافة الحرب مع روسيا والصين بشأن قضايا ساهمنا في خلقها جزئياً، دون أي فكرة عن كيفية انتهاء تلك القضايا أو ما الذي من المفترض أن تؤول إليه”.
وتساءل: “هل تستطيع الولايات المتحدة إدارة خصمين عبر التفرقة بينهما كما كان الحال خلال سنوات الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون؟”.
وأوضح أنه “لا يمكنك الآن أن تقول إنّنا سنفرق بينهما ونقلبهما ضدّ بعضهما البعض.. كل ما يمكنك فعله هو عدم تسريع التوتر وطرح خيارات”.
وفيما يتعلق بأوكرانيا، أوضح وزير الخارجية الأميركي الأسبق، أنّه “كان يعتقد في السابق أنّ أفضل وضع لأوكرانيا أن تكون مثل فنلندا، قبل أن تكسر الأخيرة حيادها وتعرب عن رغبتها في الانضمام لحلف شمال الأطلسي”.
واستدرك قائلاً: “الآن بسبب العملية العسكرية التي تنفذها روسيا في أوكرانيا، يُعتقد أنّه بطريقة أو بأخرى وبشكل رسمي أو غير رسمي، يجب معاملة أوكرانيا كعضو في حلف الناتو فيما بعد”.
وأضاف أنه “كان من الخطأ من جانب الناتو إعطاء إشارات لأوكرانيا حول إمكانية انضمامها للناتو”، وأن “المخاوف الأمنية التي عبر عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يجب أن تؤخذ على محمل الجد”.
وقال كيسنجر، في معرض تعليقه على إمكانية تسوية الوضع في أوكرانيا، إنّ روسيا “ستحتفظ في النهاية بشبه جزيرة القرم وأجزاء من إقليم دونباس”.
ومنذ نحو أسبوعين، قال كيسنجر لشبكة “زد دي إف” الألمانية العامة إنّه “لا يجب أن يكون مطروحاً على الطاولة التخلي عن أراضٍ أوكرانية”، وحثّ الدول الغربية على الوضوح بشأن ما هو مطروح للنقاش، مؤكداً أنه “يجب القيام بكل هذا بمشاركة الشعب الأوكراني”، في تراجع عن موقف سابق له في دافوس.
وكان كيسنجر، مطلع تموز/يوليو، رسم 3 سيناريوهات للأزمة في أوكرانيا، قائلاً إنّه “إذا توقفت روسيا عند الحد الذي وصلت إليه حتى الآن في حربها على أوكرانيا، فستكون سيطرت 20% من الأراضي الأوكرانية والجزء الأكبر من دونباس، وسيكون هذا انتصاراً لها”.
وفي أيار/مايو الماضي، خلال إلقاء كلمته في منتدى دافوس، رأى كيسنجر أنّ “لا بد لأوكرانيا أن تتخلى عن بعض الأراضي لروسيا”، محذراً “الغرب من محاولته المستمرة لإلحاق الهزيمة بالقوات الروسية في أوكرانيا”، معتبراً إلى أنّ ذلك ستكون له “عواقب وخيمة” على استقرار أوروبا في المدى البعيد. |