صنعاءنيوز / عبد الله الدهمشي .. من صفحته على الفيس بوك -
أحياناً أتمرد على طقوس الصباح،
وامنح نفسي قسطاً من الراحة بعد النوم، في محاولة بائسة لأن يكون النهار الجديد مختلفاً عن أمس،
أظل سابحاً في خضم الأفكار.
بحثاً عن نور بين اشعة الصباح، عن شيئ مختلف عما اصبح عليه العمر من غياب.واغتراب.
لا يكفيني هذا التمرد او قل لا يصمد أمام متطلبات الصباح من افطار وشاي، ونفثات متتالية من الدخان لكني أصل بالتمرد الى طريق مختلف،
أهجر الثقافة وفضاءاتها، وأذهب الى السياسة وتجسداتها أولاً في جسور المشردين من العراق وليبيا ومن فلسطين وسوريا ومن اليمن والسودان..
لاشيء هنا سوى تجليات الفوضى الخلاقة ومساراتها وبين اليمنيين مفارقة ليست غريبة عن الذين يدركون جحيم الإحتراب.. واذ يتناثر الوطن، فأهله هنا على شاكلته يتناثرون بين أغلبية يفرشون اوجاعهم على الأرصفة وأقلية تبالغ في تضخيم افتتانها بالأرصدة..
ولاشيء غريب بين الأرصفة والأرصدة.
فهذه المقاهي ليست بعيدة غن تراجيديا التشرد، فأسأل المارة على قارعة الرصيف عن الحنين، فلا يملكون سوى الأغاني،
أتجول بين المقاهي ألقي السلام على الغرباء الشاردين، أسأل عن الكينونة والكيان وأتذكر قاهرة الاتحاد اليمني، وصناع الفجر الثوري في اليمن وقد مروا على هذه الارصفة بدون أرصدة..
أنفث دخان سجائري فيعانق دخان الشيشة المجاورة، ويمضي الدخان، وينتهي بي النهار الى مساء الحيرة والتثاوب..
أهرب الى النوم، ودوي السؤال يمر أمام أجفاني المطبقة عمداً،
من أنت وأين أنت. |