صنعاء نيوز/محمد نمر المدتي -
سألني صديقي عن السبب في أن السلطة السورية تتبع سياسة عدم ارتكاب جرائم قتل ضد الأكراد.. حتى في حي ركن الدين بدمشق, وفي الأحياء الكردية في حلب لم يبلغ عن أحداث قتل للأكراد.. هذا السؤال نفسه توجهت به مذيعة قناة العربية الى ناشط كردي ومتحدث باسم زعامة حزب ياكيتا , فأجابها بأن السلطة تخشى من الانتقام الكردي, وبأن الدم الكردي محرم على السلطة.
السلطة في هذا النهج تحاول أيضا أن توصل رسالة الى العام مفادها أن التظاهر السلمي لايقمع ولا يواجه بالرصاص. . وأن دخول الجيش الى المدن الأخرى سببه تواجد مسلحين ومخربين وسلفيين وشبيحة..!.!.. لكن نحن نسأل عن سبب عدم قدرة النظام على تطبيق أكذوبة (الخلايا المسلحة والسلفية) على المناطق الكردية.. في الحقيقة ان السلطة تخشى مواجهة الأكراد, وقد اتبعت خططا كثيرة لمحاولة استجرارهم وجعلهم مقاتلين في صفوفها. ورغم كل تلك المحاولات فالأكراد أبوا أن يكونوا دمية في حضن السلطة. كما أن للسلطة سياسة مراحل, وسياسة أولويات. فالأولوية عندها اليوم هي تدمير القسم الأكبر من الشعب السوري, وهم العرب السنة. لكن هذه الخطط المراحلية لن تتمكن السلطة من تنفيذها كما تدل الأحداث على الأرض... أحداث تاريخية قديمة تشير إلى أن الورقة الكردية كانت قد استخدمت من قبل حكومات وممالك وزعامات غير كردية.. حدث هذا في زمن العثمانيين بشكل واضح, حيث استخدمهم الأتراك لمحاربة العرب في بعض المناطق... وهذا الدرس التاريخي يشجع السلطة السورية اليوم على محاولة استخدامهم كأجراء ومحاربين لصالحها.. فبادرت بإعادة الأراضي التي كانت قد نهبت منهم. لكن السلطة السورية لايمكنها ان تتخلى عن أكثر مما فعلت.. فهذه الخطوة ستكون للسوريين كافة اشارة الى مطالبتهم بجميع الأراضي التي ضمتها السلطة إلى مايسمى بأملاك الدولة... الأكراد اليوم فهموا اللعبة السياسية على مستواها العالمي وبكل أبعادها.. وعرفوا كيف يسلكون الطريق الوحيد والأفضل, والذي يناسبهم ويتناسب أيضا مع أبناء وطنهم من الشعب السوري.. لذلك يقول أحد قادة الحزب الكردي ياكيتا: إننا أخوان للعرب السوريين وقد تمازجنا معهم في مصاهرة وعلاقات عائلية كثيرة.
فاليوم يدخل الأكراد مرحلة العالمية.. هنيئاً لسورية بأكرادها.. وهنيئا لنا جميعاً بكم.. وهنيئاً لكم بكرامتكم وتحرركم. فيارب ..!!. هؤلاء هم أكرادك.. – محمد |