صنعاء نيوز - دعوة فرنسية للاعتراف بمجاهدي خلق
دعت أغلبية من أعضاء مجلس النواب الفرنسي حكومة الرئيس نيكولا ساركوزي للاعتراف بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الذي تهيمن عليه حركة مجاهدي خلق، أكبر تنظيمات المعارضة الإيرانية في الخارج، وطالبوها بفتح حوار معه.
وعلل البرلمانيون الفرنسيون هذه المبادرة بمساندتهم لما أسموه "نضال" مجاهدي خلق الرامي إلى إسقاط "النظام الدكتاتوري" في طهران.
واعتبر متحدثون من مختلف الكتل النيابية المحلية -في مؤتمر صحفي عقد الأربعاء بالعاصمة الفرنسية باريس- أنه يتعين على فرنسا أن تؤيد كل مسعى يهدف إلى مواجهة "أطماع الهيمنة الإقليمية" للسلطات الإيرانية التي اتهموها بأنها "تمثل العقبة الرئيسية في وجه الديمقراطية" في الشرق الأوسط.
وقال أميل بليسيغ النائب عن الاتحاد من أجل حركة شعبية -أكبر أحزاب الائتلاف الحاكم في فرنسا- إن توقيت المبادرة لم يكن "عفويا"، مشيرا إلى أنها أُعلنت بعد ستة أيام من تبرئة محكمة فرنسية لمنظمة مجاهدي خلق من التورط في أي نشاط إرهابي أو في تمويله.
وأضاف النائب اليميني أن هناك أيضا الظروف الإقليمية الحالية في الشرق الأوسط، وتأثيرات الربيع العربي الذي أدى إلى إسقاط الرئيسين التونسي والمصري، وإلى زعزعة الأنظمة القائمة في ليبيا وسوريا واليمن.
دور طلائعي
وأوضح بليسيغ أن دعم البرلمانيين الفرنسيين لـ"نضال مجاهدي خلق الرامي لتقويض نظام الملالي وإحلال نظام ديمقراطي تعددي محله" يستند إلى أمرين، أولهما فشل "سياسة اليد الممدودة" لطهران التي انتهجتها دول غربية، وثانيهما رفض النواب الفرنسيين لفكرة التدخل العسكري الأجنبي في إيران.
ومن جانبه، رأى النائب الاشتراكي باسكل ديغولهم أن فرنسا التي قامت بما وصفه بالدور الطلائعي في دعم الثورات العربية، لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي حراك يسعى إلى التغيير في إيران.
وأيد هذا الرأي رئيس الوزراء الجزائري الأسبق سيد أحمد غزالي -الذي تحدث أثناء المؤتمر الصحفي- قائلا إن "المبرر الوحيد والهدف المعلن للتدخل الغربي في ليبيا هو حماية المدنيين، وبالتالي لا يمكنهم قبول غض الطرف عن الاعتداءات المتكررة على اللاجئين الإيرانيين المقيمين في معسكر أشرف بالعراق".
ووصف غزالي اقتحام قوات عراقية للمعسكر الواقع على بعد ستين كيلومترا شمال بغداد، في الثامن من أبريل/نيسان الماضي، بأنه كان "جريمة نكراء"، أفضت إلى مقتل 35 فردا وجرح المئات من سكان المخيم الذي يقيم فيه حوالي 3400 من منتسبي مجاهدي خلق.
نصر سياسي
وناشد السياسي الجزائري النواب الفرنسيين الضغط على حكومة بلادهم لدفعها إلى الضغط على حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حتى "لا تعمد إلى اعتداء جديد على اللاجئين انسياقا لإملاءات حكام طهران".
أما زعيمة مجاهدي خلق مريم رجوي فقد أشادت بمبادرة النواب الفرنسيين، واصفة إياها بأنها تمثل "تشجيعا لكل الطامحين إلى التحرر من الدكتاتورية الدينية، وإلى إقامة حكم تعددي يحترم فصل الدين عن الدولة، ويصون الحريات الفردية والجماعية، ويكفل المساواة بين الرجال والنساء".
واعتبرت رجوي أن موقف أغلبية النواب الفرنسيين يشكل "نصرا سياسيا كبيرا" لمجاهدي خلق، مؤكدة أن نفي القضاء -بعد تحقيق استمر ثماني سنوات - لتهمة الإرهاب عن المنظمة يمثل "اعترافا بشرعية مقاومتنا".
وخلصت المعارضة الإيرانية إلى أن "رياح الحرية التي تهب على الشرق الأوسط تحمل بشائر تسونامي سيجرف النظام برمته" في إيران.
|