shopify site analytics
ماسك يحذر من أكبر تهديد للبشرية - الرئيس الكوري الجنوبي يعلن كام العرفية الطارئة ويتعهد بالقضاء على أنصار كوريا الشمال - الكشف عن اختلاس أكثر من ربع تريليون دولار - الجيش السوري يفشل هجوم التنظيمات المسلحة على مدينة حماة - تحديات وآمل مفقود - هل للفقاعة شارفت على الانفجار؟ - أفول سياسة الأوهام..هيا بنا - تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على العلاقات الإنسانية - القدوة يكتب: تحقيق العدالة الدولية للشعب الفلسطيني - ذعر النظام الإيراني من ثورة الجياع! -
ابحث عن:



الإثنين, 23-مايو-2011
صنعاء نيوز - كانت الوحدة اليمنية حلماً يراود اليمنيين في التاريخ اليمني المعاصر، ولم يكونوا يتفقون على شيء كما كانوا يتفقون عليها، وهاهم اليوم في الذكرى الحادي والعشرين من تحقيقها وقيام الجمهورية اليمنية يكادون يختلفون على كل شيء إلا على الوحدة اليمنية، وهناك شذوذ عن هذا الإجماع يعمل وفق أنانية نفعية لكن الشاذ لا حكم له وفق لغة الفقهاء. صنعاء نيوز/علي ربيع -

كانت الوحدة اليمنية حلماً يراود اليمنيين في التاريخ اليمني المعاصر، ولم يكونوا يتفقون على شيء كما كانوا يتفقون عليها، وهاهم اليوم في الذكرى الحادي والعشرين من تحقيقها وقيام الجمهورية اليمنية يكادون يختلفون على كل شيء إلا على الوحدة اليمنية، وهناك شذوذ عن هذا الإجماع يعمل وفق أنانية نفعية لكن الشاذ لا حكم له وفق لغة الفقهاء.
هاهم اليمنيون يحتفلون بذكراها في مختلف الميادين، مما يؤكد يقيناً أنها وحدة شعب وأمة وحضارة قبل أن تكون وحدة سياسية بين نظامين سياسيين أو حزبين شطريين، نعم لقد كانت وحدة يحلم بها الملايين من اليمنيين، ويرون فيها عاصمهم من الشتات وناظمهم من التشرذم والاختلاف.
واحد وعشرون عاماً هي عمر جيل جديد يجب ألا يقحمه السياسيون في ثأرات الماضي وتركة الصراع الحزبي، وهي رسالة يجب أن يستوعبها كل الذين يراهنون على اجترار الماضي لإعادة فرزه من جديد، سواء تلك الأصوات التي ترى في النيل من الوحدة اليمنية طوق نجاة لها لإعادتها إلى مربع السلطة على حساب وحدة اليمنيين، أو تلك الاجتماعات المشبوهة التي تعقد في عواصم عربية وأجنبية لإعادة فرز الخطاب الانفصالي والحلم بالعودة إلى ما قبل 22 مايو 1990م.
نعم قد يختلف الفرقاء وتتقاذف أروقة السياسيين بأحجار النيل من بعضهم وفق ذرائع كل فريق لفهمه للديمقراطية والعمل السياسي، إنما لا يجب أن تتحول الوحدة الوطنية إلى واحد من تلك الأحجار، بل من المفترض أن يتخذ منها الجميع نقطة ارتكاز لمنطلقاته نحو التغيير والفعل السياسي الذي يبني ولا يهدم ويصلح ولا يفسد، ويتطلع للإضافة النوعية في مستقبل اليمنيين كل اليمنيين.
قد نتفق ونختلف على أخطاء حدثت وتجاوزات ارتكبتها الرغبة في الهيمنة والبحث عن المغانم الشخصية، لكن يجب أن نؤمن أننا في منعطف تحولي من تاريخ اليمن وعلينا أن نجتازه معاً دون النظر إلى ميراث أخطاء السياسة في ما مضى، لأن النظر إلى الماضي لإعادة إنتاجه في أثواب جديدة للصراع والكسب السياسي لن يؤدي سوى إلى تفاقم أزماتنا وتشعبها، والإلقاء بالمستقبل في أيادي العبث والمناكفات واللااستقرار.
ولعل من أعجب الدعوات هي تلك التي تريد اليوم إعادة نقطة البداية إلى ما قبل 22 مايو1990م من أجل التخطيط السليم للوحدة ودراسة الآليات الكفيلة بتحقيقها من جديد ودراسة الجدوى من الوحدة أو من عدمها، وبهذا المنطق الذي تمليه فإننا يجب أن نعيش حياتنا في اليمن من أجل أن نتوحد أو ننفصل تبعاً لرغبات تجار السياسة وطلاب الملك والحكم.
إن الشعب اليمني من حوف شرقاَ إلى تهامة غرباً يريد أفقاً جديداً تتشكل ملامحه وفق مفهوم الدولة المدنية الواحدة القائمة على معايير المواطنة المتساوية والتكافؤ في الفرص والتنافس على تقديم البرامج السياسية والاقتصادية التي تكفل لليمنيين مستقبلاً كريماً وحياة هانئة تمكنهم من المساهمة في الصنيع الحضاري والإنساني.
لقد مللنا المتاجرة بدمائنا ومللنا ألاعيب السياسة الهوجاء التي تنطلق من رؤى تدميرية وتفتيتية لا تلقي بالاً سوى لأطماعها ومصالحها، سئمنا ثقافة الكر والفر، وأدمت مهجنا بمافيه الكفاية هذه الأثقال المثقلة من ثقافة التخلف التي تحاصرنا، وتحاول سرقة أحلامنا في يمن متقدم مزدهر، لا يقوده الشيخ كقطيع ولا تحركه الأيديولوجيات ولا الخطابات الميتافيزيقية التي تحاول أن تدجن الواقع ليتحول إلى قضاء وقدر هي التي تتحكم في معاييره.
الوحدة اليمنية حدث خالد في وجداننا له سحره وجماله وحلاوته، لا نريد من أحد أن يفسده علينا، أما من يزعم أنه يحب اليمنيين ويخشى على اليمن فعليه أن يختط طريقاً آخر للبحث عن الشهرة أو السلطة غير المزايدة بورقة الوحدة، والأجدر به أن يبحث عن طرائق جديدة من الممارسة السياسية وفق منطق عصري سبيله الديمقراطية وأدواته العدالة وغايته خدمة اليمنيين باختلاف انتماءاتهم للمكان أو المذهب أوالتوجه السياسي، مع أخذ الاعتبار بأن الامتداد الجغرافي لليمن والتنوع الثقافي مدعاة صدق في زيادة الالتحام الشعبي بين اليمنيين في إطار المواطنة الواحدة، وتحت مبدأ الإيمان بالمتعدد في إطار الواحد.
فغاية أي مجتمع بشري هي أن يعيش وفق عقد اجتماعي يكفل تنوعه ويؤدي إلى تماسك نسيجه وفاعليته الإنتاجية، واستناداً لهذه القاعدة فمن الضروري أن نعي أن المستقبل لا يؤمن بالنكوص، وأن الغد يجب أن يكون هو الأفضل، وأن على اليمنيين جميعاً اقتناص اللحظة التاريخية التي نعيشها اليوم لرسم ملامح القادم الأبهى والعمل من أجله وفق ثقافة جديدة جوهرها المدنية غير المنقوصة فهماً وسلوكاً وسقفها مزيد من الحرية المسؤولة والإنتاج الاجتماعي في مساره المشرق والنافع للوطن والإنسان.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)