صنعاء نيوز -
أجمعت الصحافة السعودية على التحذير من خطورة الوضع في اليمن بعد المواجهات التي دارت أمس الاثنين بين قوات الشرطة ومسلحين يتبعون أولاد الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر.
وفي افتتاحياتها اعتبرت الصحف السعودية عدم توقيع الرئيس صالح على المبادرة السعودية فوت فرصة مهمة لتجاوز انزلاق اليمن نحو العنف.
صحيفة المدينة قالت في افتتاحيتها انه كان المؤمل أن يسدل الستار أمس الأول عن فصل مؤسف من فصول الأزمة اليمنية، وأن يضع توقيع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح على المبادرة الخليجية حدًا لتلك الأزمة بما نصت عليه من آلية متوازنة للانتقال السلمي للسلطة في البلاد.
وأضافت الصحيفة أن ما كان من شأنه أن يتيح للشعب اليمني الشقيق الاحتفال بالتوقيع على المبادرة وأيضًا الاحتفال بذكرى الوحدة التي تصادف تزامنها مع موعد الاحتفال بالتوقيع الذي كان ينتظر العالم أن يتم في غضون ذلك، قد يعني إضاعة فرصة لتجنيب اليمن المزيد من حالة الغليان والفوضى وإراقة الدماء.
واعتبرت المدينة السعودية في افتتاحيتها تراجع الرئيس عن التوقيع على المبادرة بعد أن وقعت عليها أحزاب المعارضة وحزبه والأحزاب الصغيرة الموالية له، يبقي على الأزمة ويقلص فرص التسوية ويفتح الباب أمام احتمالات لا يريدها من يحبون اليمن وشعبه ويتطلعون إلى استقراره ورفاهيته وهو ما يعني احتمال استمرار الأزمة وحالة الفوضى وعدم الاستقرار إلى أجل غير مسمى، مع إمكانية تفاقمها بكل ما يحمله ذلك من مخاطر المزيد من تدهور الوضع الأمني والاقتصادي، ووضع اليمن أمام المجهول،.
ولفتت الصحيفة الى ان ما يعني دول مجلس التعاون هو التوصل إلى تسوية تكفل استقرار اليمن وتلبي طموحات شعبه وتتجاوب مع تطلعات المنطقة بأسرها إلى تعزيز عوامل الاستقرار، من أجل التفرغ للتنمية والبناء، فكل يوم يمر دون تسوية يجعل استعادة الاستقرار أملا أبعد مدى و أعلى كلفة.
صحيفة الجزيرة قالت في افتتاحيتها انه حينما لا يستشعر قادة العمل السياسي وكبار القوم من نخب فكرية وسياسية وشيوخ قبائل وقادة المجتمع المدني خطورة الوضع الذي يحيط الوطن الفارق بالأزمات والمتجه إلى أتون الحرب الأهلية، حينما لا يستشعرون كل هذه الأخطار فعلى البلد السلام، وذلك رغم معرفتهم بأن بلادهم متجهة للوقوع في الحرب الأهلية، وأن الضحايا الذين سقطوا في شوارع وساحات الاعتصام لن يكونوا إلا نقاطاً في بحر من الدماء.
هذا بالضبط ما سيتعرض له اليمن حسب الصحيفة بعد أن أحبط قادته وزعماؤه السياسيون من رجال السلطة ورجال المعارضة على حدٍ سواء كل جهود الوساطات والمبادرات التي استهدفت إعادة الأمن والاستقرار والوئام بعد أن وصلت عدوى رياح التغيير التي تشهدها بعض الدول العربية إلى اليمن، الذي يعش وضعاً مضطرباً منذ أسابيع عدة، بدأ باعتصام الشباب أمام جامعة صنعاء، ثم تواصلت الاحتجاجات والاعتصامات في العاصمة، وانتشرت إلى المحافظات والمدن الأخرى، ثم زاد الطين بلة بامتداد الانشقاقات إلى المؤسسة العسكرية؛ لتزيد الأخطار وتتفاقم المشاكل التي تجر اليمن الوطن والأرض والمواطنين إلى مخاطر لا يعلم إلا الله مداها وما ستؤول إليه.
وقالت الصحيفة انه استشعاراً من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي لكل هذه المخاطر والمصير الذي لا يبعد كثيراً عما تشهده دول أخرى تعرضت للإشكالات نفسها؛ فعبثت بها الانقسامات والتمزق، تحركت دول الخليج العربي، وقدَّمت مبادرة ظلت تسعى وتحرص على تنفيذ بنودها لانتشال اليمن من الحالة التي تهدد بتمزقه، إلا أنه وبقدر حرص دول الخليج على أن تنتشل المبادرة الخليجية هذا البلد الشقيق من المصير الخطير الذي يراه كل ذي بصيرة كان ضياع الفرصة ممن آل إليهم حكم اليمن والتأثير على الأوضاع فيه.
صحيفة الرياض هي الاخرى حملت افتتاحيتها مخاوف انفجار الوضع في اليمن ومخاطر هذا الانفجار على دول الخليج وخصوصا وان المعارضة كما السلطة تملك قوة عسكرية لا يستهان بها.
وقالت الصحيفة ان في مصر وتونس عمل جيش كلّ منهما على صيانة الأمن والحفاظ على الثورة، وهذا الدور نزع الصفات السيئة عن الجيوش العربية التي إن لم تقم بهدم دولة وإشادة أخرى، لا تنجح بحروبها في أي معركة طرفها قوة خارجية.
واضافت الصحيفة ان اليمن ظاهرة أخرى، فعلى الرغم من وجود الجيش إلا أن التضاد مع الدولة وحزبها، أمام معارضة كبيرة تملك ملايين قطع السلاح، ونظام قبلي له نفوذ غير عادي إلا أن قوة الدولة بمؤيديها وضعت الحل في مهب رغبات الرئيس الذي استطاع أن يناور ويكسب الوقت، .
وقالت الصحيفة أن توقيع المعارضة على المبادرة الخليجية، قطع الطريق على الرئيس فاستفزه الموقف وسماها مؤامرة خليجية، وهو تصريح خرج عن اللياقة الدبلوماسية التي اعتدناها منه،.
واشارت الصحيفة الى ان حصار وفد المصالحة في سفارة الإمارات العربية من قبل أنصار الرئيس يأتي تتويجاً لقطع الطريق على أي عمل من شأنه إنقاذ الموقف، وبتعبير أكثر دقة إفشال أي مشروع يتحرك من آفاق المصلحة اليمنية، لا التآمر ضد أي فريق مفاوض كما تصوّر الرئيس.
صحيفة الرياض اكدت ان اليمن بلد عربي مجاور للدول الخليجية وأي أخطاء تُحدث هزة أمنية في داخله سوف تنعكس سلباً على دول الخليج، والمسعى لا يتحرك بسبب المخاوف، وإنما بروح المسؤولية الأخلاقية لإنقاذ الموقف من الغرق في مستنقع الدم، والذهاب إلى المجهول في مصير وطن مهم للأمة العربية كلها..
وأوضحت الصحيفة ان مسألة أن يُحسم خلاف بهذا الحجم، فإن الأمر يحتاج للصبر والحكمة والحوار الشفاف، وعملية تعليق المبادرة لا قطعها، لا تزال تعطي الفرصة بطرح أبعاد المشكلة برؤية تراعي جميع الاحتمالات، وأهمها التضحيات من كلّ أطراف القضية لصالح مستقبل شعبهم، وهو الموقف الذي يحتاج للشجعان العقلاء.. |