صنعاءنيوز / د.محمد الموسوي - ماذا بعد قرار الأمم المتحدة رقم 69 بشأن حقوق الإنسان؛ وطرد الملالي من لجنة المرأة بالأمم المتحدة
هل سيكون الغرب نبيلا هذه المرة مع الثورة الإيرانية والشعب الإيراني ضد الملالي بعد أن جلب لهم شركاؤهم في طهران المزيد من الفضائح على الملأ وتكشفت الحقائق وبات اللعب على المكشوف؟
هل سيتخلى الغرب عن الملالي ومشروعهم الذي يصب في مصلحة الغرب، أم سيخذلون الشعب الإيراني كعادتهم وبطبعهم؟
هل سيخيب الشعب الإيراني الظنون ويلقي بنظام الزيف والخداع في مزبلة التاريخ إلى مثواه الأخير ويحضر الغرب جنازته ..هذا ما يحدث الآن وأول سقوط الملالي يبدأ من مؤسسات غربية؟
الأمل معقود على الشعب الإيراني هذه الأيام وسيجيب عن كل التساؤلات أجوبة تحزن الأعداء والمتخاذلين وداعمي نظام الملالي عاجلا أم آجلا، وقد يكون الجواب داميا مدويا؛ مسقطا لكل النظريات؛ جوابا يصب من خلال جام غضبٍ لمتراكم عقود من الباطل والدماء التي ارتوت بها الأرض وصدحت بها أنات المظلومين التي عمت الآفاق وستهبط لعنة على الظالمين والقتلة الذين لم يراعوا دينا ولا قيما ولا مبادئ عندما تمكنوا من رقاب العباد، ولو تُرِك نظام الملالي وفق ما يراه ويرتأيه الغرب لبقوا كابوسا على صدر إيران خانقا لبغداد وصنعاء وبيروت ودمشق وغزة، ومعطلا المراكب والحياة السائرة في مياه الخليج الدافئة مبتزا لجيرانه ليوفر بذلك كله امتيازات لأقل من 4% من الشعب الإيراني، وأقل من 3% من العراقيين، وأقل من 2% في لبنان، وأقل من 1% في سوريا واليمن وغزة؛ لكنه يوفر تعاظما لجبروت النخبة في الغرب الذي يأمل بمساوماته دعم سياساته المتعلقة بمنطقة الخليج والشرق الأوسط بما يعزز دوره في مناطق أخرى أيضا.
يضج الكون بالكثير من التساؤلات ويضج أكثر بالمخاوف التي ينجم عنها تساؤلات أكبر من حجم تلك المخاوف؛ وهكذا حتمت علينا التجارب كيف نصيغ ونوجه فكرنا وتساؤلاتنا على ضوء قراءاتنا وما نشهده في عالم بات فيه اللعب على المكشوف وباتت الصراعات أكثر وضوحا عندما شعر الغرب وقطبيته بالتراجع ووجود ما يهدد جبروته وسطوته الكونية لعدة قرون ولكل مرحلة عناوينها ومبرراتها وشعاراتها، ولا أحد يكره شعارات القيم الإنسانية والحرية والعدل والمساواة في قالبها الحقيقي الطبيعي دون زركشة وزينة تسوق الأمور على ظاهرها خداعا، وتصرعنا حقائقها تباعا دون رحمة تحت شعارات منمقة لم يسوق منها تجارها سوى قشرتها التالفة المدمرة وتتنامى مع الأيام مخاوفنا كلما نمت مداركنا وتكشف لنا المستور، وتقول العرب (طمعهم قتلهم) وهنا الأصح أن نقول (جشعهم كشفهم).
الثورة الإيرانية، ومخاوف الغرب
الثورة الإيرانية هي تلك الثورة الممتدة بالنور والخلاص من الأعماق إلى الآفاق، واليوم تعيش في جزئها الحالي الفصل المتمم لقواعد نهضة الثورة والتي رُسمت عام 1979 إنه الفصل المتمم من ثورة الحرية والكرامة والسيادة الوطنية الممتدة حتى هذه الأيام من سنة2022 لتحقيق ما لم تحققه سنة 1979 وستحققه ومتراكم الأيام كفيل بدفع جحافل أبناء الشهداء وذويهم بمفردهم لتحقيق ذلك وها هم تغلي بهم دماء الحق وتندحر أمامهم منكسرة قطعان جنود فرعون وهامان( خميني وخامنئي) ولو ردوا بالسلاح على السلاح لحرروا طهران وبغداد وصنعاء ودمشق وبيروت في يوم واحد، ولمن لا يعرف فليعرف أن تحرير بغداد وشقيقاتها يتم بدحرجة فرعون طهران إلى مثواه الأخير الذي يستحقه حيث يرى الشعب ما هو صانع به هو ومن اتبعه، و بدحرجة فرعون طهران طهران من على مجدها المخطوف يجف مصدر الحياة والوجدود عن الطفيليات المتسلطة في بغداد وشقيقاتها وتتهاوى طائعة مسرعة نحو ما ينتظرها من جحيم.
ديدن الغرب صناعة الكوارث وسرقة حقوق الشعوب وسلبها والتاريخ حافل وهو من أعان الملالي على سرقة ثورة 1979 مستغلا ومستثمرا لخطاب الدين مخادعا الغالبية العظمى من الشعب المحافظ المتمسك بدينه وقيمه عبر التاريخ علما أن الغالبية العظمى من الثوار كانوا من الشباب والنساء والعمال، والقوى الوطنية وقوى التيار الإسلامي المحمدي، ولم يكتفي الغرب بسرقة الثورة وفرض خميني وجنوده سلاطين جلادين على رقاب الشعب الإيراني ودول وشعوب المنطقة، واليوم يعيد الغرب ما فعله سنة 1979 ليسرق مسيرة اليوم من الثورة الإيرانية من خلال مواقفه الداعمة لنظام طهران والتفاوض والسعي لإكمال المفاوضات معه والإفراج عن مليارات الدولارات له خاصة في ظل أجواء الثورة الملتهبة القائمة وتساقط النساء والأطفال والشباب شهيدا تلو الآخر، واليوم يتصاعد إجرام الملالي وبدأوا بإعادة العمل بفتواهم القبيحة التي أبادوا بها عشرات الآلاف من خصومهم السياسيين الذين أرعبوهم في يوم ما واليوم يرعبونهم أكثر؛ ولا يزال الغرب على سياسته ونهجه مع ملالي طهران ولم يصدر عنه موقفا يقر بحق الشعب الإيراني في الدفاع عن نفسه بكل السبل الممكنة والمتاحة كأقل موقف داعم للثورة الإيرانية إن كانوا معها فلا شيء اليوم يتهدد الثورة الإيرانية أكثر من المخاوف من تقلبات الغرب وكيله بـ 60 مكيال، لكن الثورة مشتعلة وتشتعل معها مخاوف الغرب من سقوط عمامتهم في طهران، ويقول الشعب الإيراني ويلٌ من يومٍ نحمل فيه السلاح، وخيار حمل الشعب للسلاح خيارا واردا جدا خاصة وأن الريف الإيراني يملك السلاح، لكن من المحتمل أن قيادة الإنتفاضة الإيرانية هي من يعطل هذا الأمر خوفا من أن يقلب الغرب ذلك غضبا على رؤوس الثوار المنتفضين ويحولهم من ضحايا إلى إرهابيين كعادة الغرب والأيام شهود.. وستسقط عِمامة وأصنام الغرب في طهران عما قريب.
وإلى عالم أفضل
د.محمد الموسوي / كاتب عراقي
|