صنعاء نيوز بقلم : حسام خضرة - أنقذوهم من أنفسهم ...
كانت البداية أجمل مما أنتم فيه الآن، برغم ما كان يحفها من شوائب، كان الشعار واحداً والحلم أيضاً واحد، رغم حالة التفسخ التي خلقتموها فيما بينكم على مدار الأشهر الماضية، بقدر ما أوجدتم حالة من الأمل لدى الجميع، بقدر ما أنهكتم طاقاتكم بالحرب الخفية التي تدور فيما بينكم يا شباب الانقسام.
مجموعة هنا واجتماع هناك، وذاك يصرح والآخر يعقب، والبعض منكم أحس بنشوة القيادة ليقدم للجمهور بالقائد الشبابي، وهناك يجلس أناس كان يحفهم الطهر قبل أن يغزوا الانقسام تلك الحالة التي وجدت لتوحيد من هم منقسمون.
أسفاً عليكم فالمنقسمون اتحدوا وأنتم نصبتم أنفسكم بديلاً لهم في الانقسام، أضحيتم ظاهرة يجب ترتيب تشتتها قبل أن يكتب لها الفناء؛ فبما أنتم فيه الآن كم كان هيناً علينا انقسام الفصائل الذي كان عامل وحدتكم.
كنتم كالطفل حين يبدأ بالمسير، تساعده الجدران تارةً، ويخدعه الكرسي تارةً أخرى، ويبكي سقوطه المرير حين يؤلمه ذلك، لكنكم تركتم الجدران والتجأتم إلى من يخدعكم ويبكيكم.
ما ترونه حرباً ضد اندماجكم بالفصائل، أراه خللاً في رؤيتكم، فالحالة أوجدتموها لتوحيدهم لا إزالتهم برغم ما في تاريخهم من سواد‘ فالشارع الآن يفضلهم عليكم ببساطة شديدة لأنهم أصحاب رؤية واضحة وان لم تتحقق واقعياً.
أما أنتم فحدث ولا حرج، تشتت وانقسام، حرية لا حدود لها، انتقاد علني وتشهير في وضح النهار ببعضكم، إساءة إلى تاريخ وسمعة الإعلام الفلسطيني في استخدامه بحربكم الداخلية، ثقة مفقودة فيما بينكم، تطاول على قيادات الفصائل بغض النظر عن صلاحهم من عدمه، وبعض من إهمال بناء الذات بالرغم من أنكم مازلتم في مرحلة البناء.
كم كان جميلاً حين قمتم بالاستفتاء الشعبي آذار الماضي، حين أخرجتم الناس بدافع وطني بحت، برغم قباحة تعامل القامعين معكم إلا أنكم أثبتم جدارة على البقاء والتأقلم مع ما فرضته الظروف عليكم.
كم أتمنى أن تكونوا أجمل مما أنتم فيه الآن، اتحدوا شباب فلسطين خلف فكرة واحدة، انبذوا من يريد فرقتكم، أعيدوا للحالة نقائها المعهود، كونوا كما ظن الناس بكم حين خرجوا من منازلهم لأجل دعوة عبر عالم من الخيال الذي تعيشون.
كونوا كما تريدون، لا كما هم يريدوا لكم، وتذكروا دائماً أنكم لستم وحدكم هنا، بل هناك الكثير. |