صنعاء نيوز/ياسمين العثمان -كاتبه من اليمن -
منذ بدأ هذا النظام يخترق الإنسانية و نواميسها وقيمها ومن أول قطرة دم سفكها ليدعم كرسي ملكه ومن أول مظلوم رفع يده جائرا بالدعاء(اللهم اشكوا ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس) من وقتها ومنذ 33 عاما دق هذا النظام أول مسمار في نعشه ومهد أول طرقات النهاية منذ بدايته المؤلمة ،وفي سكراته الأخيرة وكعادته في التزامه بما بدأه من مشوار أبى إلا أن يتم مشواره ذاك بنفس ما استهله ليجسد بجدارة المثل القائل(إذا جيت رائح كثر الفضائح)
ومن إحدى تلك الفضائح على سبيل المثال لا الحصر نزول ما يقارب عشرين ألف وظيفة في الصحف الرسمية لموظفين وموظفات من عهد الديناصورات ظل هذا النظام يأكل بأسمائهم لسنوات وهم عاطلون متخصصون بشهادتهم في منازلهم أو يركضون خلف وظائف لا تتناسب ومؤهلاتهم فقط لسد رمق المتطلبات الحياتية و في نفس الوقت كان هؤلاء يدفعون كل عام ثمن التجديدات لموظفي القيد و لأربابهم ،والمفارقة المضحكة الموجعة أن تباع الصحيفة والتي تٌباع في الأصل فقط بثلاثين ريال أن تٌباع يومئذ بألف ريال ومن يدري ربما تدخل حتى هذه في جيوب المختصين من النظام بل وان تنزل وظائف فيمن نزلت لبعض الموتى الذين اعرفهم- رحم الله أموات المسلمين أجمعين- وفي ظل فرحة أولئك الموظفين والموظفات نسي هؤلاء الأبرياء أن هذا لم يكن أكثر من فخ عنقودي لهم ولنظام الجديد فالنظام الجديد بالتأكيد سيظهر بمظهر العاجز إزاء الوفاء لهذا الكم الأسطوري من العاطلين المُعطلين في ظل اكتفاء في المدن وافتقار في الخزينة المنهوبة من جهة ومن جهة أخرى فهؤلاء المبشرين والمبشرات من الموظفين والموظفات مفوضون منذ الآن بمتابعة معاملات تلك الوظائف فمن ملف هنا لصورة من هناك لتجديد وشهادة للياقة و.... وكل ذاك يساوي خارج المبنى الحكومي رسوم رمزيه أما في المبنى الحكومي والذي وفر تلك الخدمات على عجالة كنوع من الحصالات الضخمة فان تلك المعاملات الرمزية تساوي المبلغ المذكور أنفا مضروبا في مئة .
ثاني تلك الفضائح فواتير المياه والكهرباء المتدهورة قديما والميتة حديثا- عظم الله أجرنا وأجركم ولو متأخرا -والتي تؤكد وجود حصالة كبيرة بحجم الوطن و لا ادري حقيقة حجم الجيب الفعلي الذي يمكن أن يحتوي كل تلك الخيرات إلا جهنم .فالمواطن الذي اعتاد لأشهر قرائه معينه لعدادي الماء والكهرباء والتي كان يدفعها أصلا وهو غير مقتنع بها وغير مستهلك لها أصلا- فقط من باب القبيله-لانقطاعها وعدم توافرها كان يدفعها ألف وألفين ريال وكأنما يتنعم بما هو مفقود هو وعائلة قرينه الذي يسكن باطن الأرض بات الآن يدفعها منذ اندلاع الثورة أربعه وخمسه الآلف
ولا ننس أزمة الغاز المفتعلة والتي فٌضحت بمجرد وقوف البعض أمام إحدى تلك المخازن يحملون صكوك الغفران المؤتمرية فما كان من بوابة الجنة البترولية إلا أن فٌتحت وأخرجت لكل منهم من كل أنبوبة زوجين.
وما أروع ذاك الصوت الثوري الرقيق وهو يخترق الأفئدة ويأتينا من خلال قناة الجزيرة المحترمة شاديا( لم يقاومنا احد من الجنود بل بالعكس استقبلونا بالأحضان والورود وهم يقولون لقد تأخرتم علينا أيها الثوار أين كنتم من زمن ) ليتبين في نشرة أخرى وفي نفس اليوم أن الصوت الثوري الرقيق والذي شنفنا آذاننا به لم يكن إلا صوت احمد الصوفي سكرتير الرئيس.
وختاما وأتمنى أن تكون بالفعل الختام لولا انه ليس مسكا بل قطرا ودما ما يفعله النظام المحتضر الآن في بيت شيخ الثوريين صادق الأحمر وما يفعله في أهل الحصبة وأهل صنعاء وما فعله من قبل في شباب ساحات اليمن الجديد وما فعله من قبل في أهلنا في الجنوب وأهلنا في صعده مرورا بالخطابات العلقميه والعنقودية والتي يجرعنا إياها بنفس اليد وبنفس المذاق الذي عهدناه مع جرعات الغلاء وجرعات التفرقة والخوف والأزمات وإذا كان هناك بالفعل من شئ يهون علينا كل ما مر بنا وسيمر هو أمر واحد دلت عليه كل هذه الفضائح وأكثر هو أن هذا النظام (رائح).
|