صنعاء نيوز/معاذ الخميسي -
* ذات يوم كنت حاضراً في مشهد أظهر فيه عضو مجلس نواب أنه يبحث عن حق ويطلب ما هو مستحق.. طبعاً وهو يستند إلى حصانة برلمانية استطاع من خلالها ممارسة (البهررة) وتقويس وإظهار تعرجات المسطح الأعلى للجبهة وهو يحول أحد المدراء إلى شخص تجاوز حدوده كونه أراد تطبيق قانون النظام الإداري!
* أتذكر أن ذلك العضو كان يريد أن يتسلم ابنه مرتبه كاملاً دون أي نقصان وإن لم يلتزم بالدوام أو بالحضور المستمر والمنضبط..
* يومها لم أستغرب.. فكثيراً ما دلفت وزارات عدة ووجدت أبواب مكاتب الوزراء والوكلاء وأهم المدراء مغلقة وبعضها تتمتع بخصوصية تعدد البوابات المحصنة بحراسات تتعامل بطرق مستفزة ومزعجة لا يستطيع التكيف معها إلا من يجيدون نفس الأسلوب وأما المساكين والهادئين ومن ليس لهم حول ولا قوة فيتعاملون معها بالاستسلام!!
* وغير ذلك.. أجد فقط الأبواب مفتوحة مع تراحيب المطر.. ويا مرحبا يا مسهلا فوق العين وفوق الرأس لمن يحملون الحصانة البرلمانية.. وفي الوزارات والمؤسسات تدخل الأهمية لعضو مجلس النواب في إطار درجات.. والعضو الذي يحمل عضوية إحدى اللجان في المجلس أو يرأسها أو يكون مقرراً لها يجد إشاراته أوامر تنفذ في الجهات التي تدخل في نطاق وجغرافية لجنته!!
* هكذا تعوَّد معظم ولا أقول بعض ولا كل أعضاء المجلس.. وفي الاتجاه المقابل هناك وزراء أو وكلاء أو رؤساء مجالس إدارات يتعاملون مع وساطات واختراقات الأعضاء بذكاء ودون أن يشعروا يختارون لهم لعبة ما يقال عن (التخييل فوق "قصّبي").. ومنهم من يتعامل بحدّة ليقول لا.. ومنهم من يقول لا بهدوء.. وإن ترتب على ذلك استدعاءه للمساءلة تحت قبة البرلمان لأنه ينفق على الموظفين ما يسد حاجتهم وما يمنعهم من مدّ أيديهم للآخرين أو بيع ما منحوا من (ثقة) على مسئوليات هامة مقابل ربطة أو ربطتين (فلوس).. وبما يشبه المحاكمة قالوا له لماذا.. وكيف.. فأسكتهم وهو يجيب باختصار ويشير بيديه إلى بطنه.. ويقول.. المهم أنها لم تذهب إلى هنا!!
* تحسرت كثيراً على حال البعض ممن نرى أنهم يعملون كمندوبين للشعب.. ونتوقع في (أقل الأحوال) أن يكون المواطن همهم الأخير ولا داعي أن يكون الهمّ الأول إنصاف الغالبية من الشعب إن لم يكن الجميع ممن يشتكون من الفساد ويتضررون من المفسدين مادام وهم يمارسونه على حساب من هو أفضل وأحق في اتجاهات كثيرة من الحياة!
* ولو طلبتم شواهد مما حصل ويحصل وبلا شك إن لم يتسبب في (نوبة قلبية) عند المظلومين فأقل شيء سيؤثر بـ(جلطة) خفيفة.. وهي كثيرة ومتعددة ويعرفها من هم تحت القبة البرلمانية جيداً وتحتاج مني إلى إصدار (كتيّب) حتى أضمن تسجيل ما يشيب له الرأس.. ولكني اليوم تذكرت تلك الحسرة التي ستظل إلى ما شاء الله وأنا أسمع (برلمانياً) يمارس (التقطُّع) وآخر يتسبب في (أزمة) ومعاناة لا تنتهي لأبناء الوطن ..وثالث ورابع وخامس يتلذذون بما يحصل ويتعاملون بالزيت الذي يصب على النار!!
* الطامّة.. أن هناك من يرى بأن نهب (قاطرة) سُكَّر مثلاً.. أو التقطُّع لقاطرات (بترول) أو (غاز) عملاً عظيماً.. يتقرب به إلى ما لا أدري.. ولا أعلم..ولا أريد أن أعلم.. ثم نجده يشعر بأنه ومن معه (ملائكة) والآخرين (بلاطجة) مع أن ما يحدث يؤكد عكس ذلك ومن يقولون أنه بلطجي أو زعيم بلاطجة يعرفه القاصي والداني أنه أنموذج للنزاهة ومثالاً للأمانة وسيرته العطرة وحياته الحافلة بالنجاحات على كل لسان.. ويكفي أنه نظيف اليد والقلب.. لا كبعض من يدّعون النظافة ومقلب (الأزرقين) لا يكفي لأوساخهم.. أو يظنون أنهم (منزّهون) وهم (مدنسون).. ولا كمن اعتادوا على (الارتزاق) قوتاً المهم منه أن يملأ بطونهم ويزيد من (هنجمتهم) بغض النظر من أين يأتي.. ومن الذي يدفعه.. وما الهدف من ذلك.. ومارق..كافر..مجرم.. من يقول غير أنهم ملائكة.. والآخرين بلاطجة.. ويا سبحان الله إلى أي حال وصلنا.. واللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.. وبصّرنا بعيوبنا وسيئاتنا ونوِّر بالخير طريقنا..وبصّر من هم البلاطجة فعلا إلى عيوبهم وما يقترفوه في حق أنفسهم والآخرين والوطن!
[email protected]