صنعاء نيوز/نبيل حيدر -
ثلاثة أشياء صار التعامل معها أشبه بسير المرء وهو معصوب العينين .. أحلام انضمام اليمن إلى تجمع مجلس التعاون الخليجي ، ومحادثات الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية (الجات) ومشروع إنشاء بورصة مالية ... وسأبدأ بالأخيرتين ..
? مع حالة مفاوضات الانضمام إلى منظمة(الجات) ينطبق علينا المثل القائل )رضينا بالهم والهم مش راضي بينا) ، فأسواقنا ليست مشرعة الأبواب أمام منتجات العالم بل مخلوعة الأبواب ولا نحتاج إلى إنضمام ولا منظمات، وأسواق العالم في المقابل لا أدري ماذا يمكن أن تستقبل من غزلنا ونسيجنا وتصنيعنا الثقيل والخفيف والالكتروني والميكانيكي وغيره مما تنتجه المصانع اليمنية العملاقة .!!
? وإلى الآن يرفض علماء الذرة المتخصصون في مفاوضات الانضمام إلى )الجات) العودة إلى حصن العقل والاتزان والاعتراف بأن تلك المفاوضات الانضمامية لا تسمن ولا تغني من جوع ، ولن تقدم لبلد لا يعرف ألف باء الإنتاج الحقيقي أي شيء ذي قيمة أو حتى بغير قيمة ..فنحن أحوج ما نكون أولاً إلى التربية على ثقافة الإنتاج ثم تطبيق هذه الثقافة وبعد ذلك الانتقال لما بعده.
? ثانية الأثافي ..البورصة ..
وماذا أُحدِّث عن البورصة؟!!.. موظفون وعقود بالدولار مع استشاريين دوليين لإعداد منظومة واستراتيجية وبرامج لإنشاء سوق أوراق مالية في بلد نائمة مالياً في سابع نومه .. فالبورصة تأتي لترافق نشاطاً اقتصادياً حيوياً ومزدهراً وكل قطاعاته الاستثمارية العامة والمختلطة والخاصة تشتغل (حريقه) عندنا وبنفس طريقة البحث عن منصب لشخصٍ ما وليس العكس .. يتم البحث في تكوين بورصة بلا (متبرصين) وبوجود كباش اقتصادية متواضعة تُذبح قبل اليناع.
? أنتقل إلى آمال الانضمام إلى المجلس الخليجي ، وهنا أتوجه بخالص الشكر والتقدير للأشقاء الخليجيين الذين في اجتماع قمتهم الأخير رحبوا بانضمام الأردن ودعوا المغرب إلى الانضمام .. وتجاهلوا مطلب تسريع خطوات انضمام اليمن.. أشكرهم لأنهم يضعونا أمام حقيقة أنفسنا اللاهثة وراء السراب والناسية لإمكانيات وقدرات بلدها والتي لو استثمرت بشكل حقيقي وصادق لكان الآخرون يجرون وراءنا لكي ننضم إليهم أو ينضموا إلينا..
? حقيقة .. هي ليست بمشكلة أو معضلة تقض المضاجع .. وأقصد الانضمام إلى المجلس الخليجي أوغيره .. المشكلة الأساسية تكمن دوماً في طرائق تفكيرنا ووضع الخط السياسي والخط الاقتصادي في معجنة واحدة تنسل منها بكل سهولة شعرة الطموحات الحالمة ببناء بلد قوي قادر مزدهر ، وبناء بلد بهذه الأوصاف لا يمكن أن يأتي بأيدي الغير إذا لم يأت بأيادي أبنائه ، وهؤلاء الأبناء لا يمكن أن يعوا أن بداخلهم قدرات وإمكانيات هائلة وأن في بلدهم إمكانيات ضخمة جداً جداً إذا لم يتوقفوا عن النظر إلى ما في أيدي الآخرين وركزوا (زوم) البصر والبصيرة على ما في أيديهم من الإمكانيات الهائلة ..
? وهو أمر ليس مستحيل الحصول إلا إذا بقينا نسوم وطننا سائمة القهر واللؤم وتقديم أهوائنا ورغباتنا الخاصة على مصالحه ..
هو أمر سيتحقق إذا آمنا بأن اليمن تزخر بالطاقات البشرية وأن هذه الطاقات يجب أن تطفو على السطح وتجلس عليه ..
اليمن يحتاج إلى عقول أبنائه النظاف .. المفكرين .. المنتجين .. وتحتاج الى تواري أولئك الذين تعودوا على حجب المنتجين والمجتهدين ,والذين اعتادوا استغلالهم ونهب حقوقهم المعنوية والمادية والذين استحلوا أن يكون غيرهم المجتهد وأن يكونوا هم القائلون بأنهم المجتهدون.
? وطننا يحتاج إلى تقزيم كل من يدعي ما ليس فيه وهو في غيره ، وكل من يريد مكانة وحقوق غيره..
وإذا حصل .. وحققنا الإنصاف في ما بيننا .. فلن تخذلنا السماء، وسننصف أرضنا وستنصفنا بخيراتها .. وسيكتشف الآخرون أننا إنساناً وأرضاً جديرون بانحناء الظهور تقديراً وتبجيلاً, حينها سنفكر نحن ملياً في طلبات الآخرين ولن يكون لنا عندهم أي طلب ، ومن لا يساعد نفسه لا يساعده الله والهمم تحيي الأمم .