صنعاء نيوز -
دخان المعارك يتصاعد في سماء منطقة الحصبة
صنعاء، اليمن (CNN) -- طلبت الولايات المتحدة الأمريكية من جميع رعاياها الذين مازالوا في اليمن مغادرتها، وحذرت جميع الراغبين بالسفر إليها من خطر "نشاطات إرهابية واضطرابات أهلية،" في حين سيطر عدد من مسلحي قبيلة حاشد، إحدى أكبر قبائل البلاد، على منشآت حكومية، بظل استمرار المعارك مع القوات الأمنية الموالية للرئيس علي عبدالله صالح، الذي قال إنه لن يسمح بجره لحرب أهلية.
ودعت الخارجية الأمريكية عائلات جميع الموظفين الحكوميين الأمريكيين إلى مغادرة اليمن، كما وجهت دعوة مماثلة إلى عدد من الموظفين غير الأساسيين، في حين تعطل النقل الجوي عبر مطار صنعاء بسبب المواجهات.
ميدانيا، حاصر المئات من مسلحي قبيلة حاشد مقر وكالة الأنباء الرسمية، واحتلوه، كما سيطروا على مبنى وزرة السياحة بعد مواجهات مع القوات الأمنية في شارع الحصبة، حيث يقع منزل الزعيم القبلي، الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، أحد كبار شيوخ القبيلة.
كما وقعت منشآت حكومية أخرى في قبضة المسلحين، بينها مراكز وزارة التجارة والتعليم والإدارة المحلية، علماً أن المرافق الرسمية الواقعة في شارع الحصبة كانت قد أخليت منذ الثلاثاء.
أما بالنسبة لمبنى ديوان وزارة الداخلية الواقع في الشارع، فقد نفى وزير الداخلية، اللواء الركن مطهر رشاد المصري، الأنباء التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية عن سقوطه بيد المسلحين.
وأوضح المصري بأن تلك الأنباء "ليس لها أي أساس من الصحة،" مؤكدا بأن أي اعتداء على مبنى وزارة الداخلية "سيواجه بحزم من قبل رجال الأمن الأبطال الذين لن يسمحوا لأي كان العبث بالأمن والاستقرار أو الاعتداء على المؤسسات والمرافق العامة."
ونقل الموقع الرسمي لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم أن المعارك في الحصبة أدت إلى مقتل أربعة أشخاص وجرح 11، وذلك بسقوط قذيفة على أحد المنازل.
واستدعى الرئيس اليمني، علي عبدالله صالح، عدداً من مراسلي شبكات التلفزة المحلية والدولية للتحدث إليهم، حيث شدد على أن "استفزاز أولاد الأحمر لن يجرنا إلى حرب أهلية،" وأكد على "التعامل الايجابي مع المبادرة الخليجية لحل الأزمة السياسية في اليمن كمنظومة متكاملة."
وأعاد صالح اتهام المعارضة التي تعمل تحت إطار "اللقاء المشترك" بمنع التوصل إلى تسوية بناء على المبادرة الخليجية التي تنص على تنحيه خلال 30 يوماً، وقال إن المبادرة "معلقة بسبب رفض أحزاب اللقاء المشترك المجيء إلى القصر الجمهوري للتوقيع عليها."
وعن ما يحدث من مواجهات في العاصمة أو خارجها وآثارها على تطبيق المبادرة الخليجية قال: "نحن صامدون ونستطيع تحمل الصدمات التي تحصل من أولاد الأحمر من فوضى واعتداءات على مؤسسات الدولة وعلى الصحفيين في وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) وكذا وزارة الصناعة ومؤسسة التأمينات ووزارتي الداخلية والإدارة المحلية والنجدة وغيرها."
وأضاف: "إن تلك الأعمال الاستفزازية لن تجرنا إلى ما يسمى بحرب أهلية ولكنها محصورة في أولاد الأحمر وهم اختاروا هذا الخيار وكان ذلك قرارا خاطئا أنهم يواجهوا الدولة بهذا العنف وهذا الصلف."
أما موقع "الإصلاح نت" التابع للتجمع اليمني للإصلاح، أحد أكبر أحزاب المعارضة، فقد قال إن المواجهات في الليلة الماضية "تميزت بتوسع النطاق الجغرافي للمعركة، التي وصلت إلى الجهة الغربية للعاصمة صنعاء، إثر قصف مدفعي مكثف تعرض له معسكر الفرقة الأولى مدرع، وعدد من الأحياء السكنية في منطقة السنينة، وفي حي النهضة."
كما أشار إلى وصول القصف لتخوم ساحة التغيير، حيث يواصل آلاف الشبان من قوى المعارضة اعتصامهم للمطالبة بتنحي صالح.
يذكر أن حصيلة القتلى غير النهائية جراء المواجهات حتى الثلاثاء كانت قد بلغت 41 قتيلاً، بعد إعلان قبيلة حاشد مقتل 17 من رجالها، في حين أعلنت الحكومة سقوط 14 جندياً وعشرة مدنيين.
وقد أثار عدد من المتابعين للشأن اليمني إلى القلق حيال انعكاس الوضع الأمني في العاصمة على المسيرات الحاشدة التي تنظّم من أسابيع في كل يوم جمعة، فقد وجه المؤيدون لصالح دعوة للتجمع في ميدان السبعين بصنعاء، تحت شعار "جمعة النظام والقانون،" بينما ينتظر أن يكون للمعارضة تجمع مماثل في شارع الستين.
عن الشرق الاوسط |