shopify site analytics
"كتائب القسام" تنشر فيديو يجمع هنية والسنوار والعاروري - الليلة.. ريال مدريد يستضيف برشلونة - وزيرة داخلية ألمانيا: منفذ هجوم ماغديبورغ له مواقف معادية للإسلام - ألمانيا تجاهلت تحذيرات السعودية من منفذ هجوم ماغديبورغ - تجهيز الخطة السنوية والموازنة العامة لمكاتب هيئة الأوقاف بذمار في ورشة عمل - مكاسب تركيا من التغيير في سوريا - من بين 43 جامعة يمنية،، جامعة عدن تحصل على الترتيب الثاني - تحقيق "هآرتس" الإسرائيلية - إدانة ممارسات نقاط الحزام الأمني في عدن - انه يكسب الوقت يا غبي - سورية ليست قندهار -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - في مؤتمر صحفي عقدته اللجنة التحضيرية للحوار الوطني في فبراير الماضي اعتبر أمين عام التجمع اليمني للإصلاح عبد الوهاب الانسي حديث الرئيس صالح عن عدم التوريث والتمديد والتأبيد طرح متقدم على اتفاق فبراير

السبت, 28-مايو-2011
صنعاء نيوز -

في مؤتمر صحفي عقدته اللجنة التحضيرية للحوار الوطني في فبراير الماضي اعتبر أمين عام التجمع اليمني للإصلاح عبد الوهاب الانسي حديث الرئيس صالح عن عدم التوريث والتمديد والتأبيد طرح متقدم على اتفاق فبراير الذي كانت المعارضة والمؤتمر يعدان للتحاور حول بنوده قبل أن يجرف تيار ثورتي تونس ومصر الطرفان إلى مواجهة لم تنتهي فصولها حتى اللحظة.


في ذات المؤتمر كان الصحفيون يحاكمون قيادات المشترك من خلال أسئلتهم التي حملت اتهامات بعدم قدرة المعارضة على النزول الى الشارع لمحاكاة ثورتي تونس ومصر مما دفع امين عام الحزب الاشتراكي الدكتور ياسين سعيد نعمان الى القول بعصبية انه عندما نتحدث عن النزول إلى الشارع يجب ان نبحث عن جماهير تستوطن الشارع ولا تعود الى منازلها في الظهيرة لمضغ القات مقللا من قيمة مسيرات شبابية متواضعة كانت تطوف شارع الدائري حينها احتفاءاً بسقوط الرئيس التونسي بن علي.


اليوم وبعد اكثر من 100 يوم من بداية الاحتجاجات التي توسعت في كل محافظات اليمن للمطالبة بإسقاط النظام يبدو المشهد اكثر وضوحا بالنسبة للمستفيد الاول من مسار حركة الشباب التي بدأها من محافظة تعز شباب ونشطاء ينتمون الى التنظيم الوحدوي الناصري والحزب الاشتراكي اليمني وحقوقيون وإعلاميون ساهموا بفاعلية في تمتين قواعد الفعاليات الشبابية في المحافظة .


التجمع اليمني للإصلاح "الإخوان المسلمين في اليمن " كان اخر من دفع بقواعده التنظيمية الى ساحات الاعتصامات بعد أن تيقن انه على عتبات فرصة تاريخية سيحرق ان استغلها بجدية مراحل طويلة من رحلة العودة الى السلطة بعيدا عن صيغ التقاسم والصفقات التي عايشها مع المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي بعد الوحدة ومع المؤتمر بعد تحالف الطرفين في حرب صيف 94.


اخوان اليمن المسلمين بتكويناتهم الدينية المتطرفة والقبلية والنقابية والشبابية نزلوا الى الساحات بكل ثقلهم وامكاناتهم المادية والاعلامية لاقتناص فرصتهم التاريخية بعيدا عن ضجيج صناديق الانتخابات التي خذلتهم في تجارب عديدة أمام الحزب الحاكم بما يملكه من قدرة على استغلال امكانات الدولة في اعادة انتاج نفسه كقوة سياسية زاوجت بين الحزب والسلطة خلال عقدين من الزمن.


لم يكن يطمع تجمع اخوان اليمن بأكثر من اصلاحات على هيكل النظام السياسي والانتخابي لتمكينه وشركائه في تكتل اللقاء المشترك من تجاوز عثرات التجارب الانتخابية السابقة التي تقلصت مكاسب الإصلاح فيها تحديدا بفعل تشوهات في المنظومة الانتخابية استغلها الحزب الحاكم لتوسيع رقعة سيطرته تحت قبة البرلمان وحتى في محليات المحافظات التي تلقى الاصلاح في اخر انتخابات هزيمة نكراء لم تكن متوقعة من اكثر المتشائمين داخل التجمع.


اليوم يجد المؤتمر الشعبي العام نفسه في مواجهة مع اخوان اليمن بكل مكوناتهم على اعتبار ان قوى دينية لم تكن تؤمن بالانتخابات من منطلق شرعي حسب رؤيتها كانت تقف على الحياد وقوى قبلية لم يجد الانضباط التنظيمي قبولا لديها جميعها كانت تفقد الاخوان رصيد مهم من الفاعلية .


ما يلاحظ خلال الأشهر المنصرمة ان الإخوان المسلمين في اليمن اعدوا العدة لقطف ثمار نشاطهم في الماضي من خلال تحشيد كل عناصر القوة لديهم صوب هدف معلوم وواضح حيث نزل الدكتور عبد الوهاب الديلمي احد قيادات الإخوان في اليمن الذين يرفضون الإقرار بشرعية الديمقراطية إلى ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء في بداية الاعتصامات لتعبئة الشباب بصنوف شتى من المأثورات الدينية خدمة لمشروعه ورفاقه في الحركة الذين توزعوا في المساجد والساحات مبشرين بعصر الخلافة الإسلامية .


والى جانب الديلمي كان عارف الصبري والخميسي والزنداني والحزمي والمسوري وجميعهم من تيار جامعة الايمان المنافح لكل ماهو مدني وتحديثي داخل حزبهم وخارجه وفي أروقة المنظومة السياسية والمدنية في الساحة اليمنية.


الجناح القبلي هو الأخر كان أكثر شجاعة في تحديد خط سيره المرسوم سلفا من قبل الحركة الاخوانية ليشكل حضور لافت في ساحات الاعتصامات وخصوصا في العاصمة صنعاء التي تسير ماديا وامنيا وتنظيميا من قبل هذا الجناح المسنود بقوة بيت الأحمر .


ولان إخوان اليمن لم يغفلوا المؤسسة العسكرية ليمدوا حبالهم في اوديتها مبكرا من خلال تكوين عسكري يعرف الجميع انه محسوب عليهم يتمثل في اللواء علي محسن الأحمر ورفاقه في المؤسسة العسكرية والذين سارعوا الى الانضمام الى مشروع الإخوان ومنذ البداية مستغلين الجمعة الدامية كمبرر لشق المؤسسة العسكرية دون الالتفات لأي محاذير أو احترام لتقاليد وضوابط عسكرية متعارف عليها.


ومن خلال حركة الساحات الثائرة والتي تضم تكوينات سياسية وشبابية كثيرة تظهر أحزاب اليسار في المشترك "الاشتراكي، الناصري" اقل حضورا لتمثل الحلقة الأضعف الى جانب الشباب غير المنتمي الى تنظيمات سياسية ويكون إخوان اليمن اللاعب الوحيد في مربع الهجوم والمرشح الأوفر حظا لقطف ثمار الخيام المزروعة في أكثر من ساحة ومحافظة.


ورغم أن النظام اظهر تماسكا خلال نحو أربعة أشهر واستعاد تدريجيا عناصر قوته التي كان افتقدها وتحديدا خلال شهر مارس الماضي الا ان الإخوان المسلمين يقتربون من واقع جديد فرضته التطورات على الساحة العربية بإعتبارهم القوة الثانية بعد الحزب الحاكم الذي اعلن مؤخرا وبوضوح تام ان معركته هي مع الاخوان المسلمين وليس مع الشباب او الأحزاب الأخرى كون هذه القوى مجرد ظاهره صوتيه كما قال الرئيس صالح في اجتماع اللجنة الدائمة لحزبه الأحد .


والى جانب تيار الإخوان ظهرت حركة الحوثيين كمنافس مهم من خلال مرونة كبيرة أظهرها أعضاء الحركة في تعاطيهم مع المكونات في ساحة التغيير بصنعاء رغم أنهم نسيج حركة دينية عسكرية واجهت جيوش وخاضت حروب سته أخرها كان مع جيشين مجتمعين اليمني والسعودي لكن الحوثيين لم تصل قدراتهم التنظيمية ومساحة تمددهم في المحافظات الى مستوى الاخوان الا انهم سيشكلون قوة نشطة في حال تمكنوا من رسم خارطة تحالفات مع قوى اليسار والشباب المستقل.


النظام في مواجهة الاخوان المسلمين ..
قد يكون هذا هو عنوان المرحلة الحالية مهما حاولت الالة الاعلامية لحزب الإصلاح تصوير مايجري على انها ثورة شعبية غير محكومة بإنتماءات حزبية ضد نظام فاسد اكتوى بنار عبثيته الملايين خلال تفرده في السلطة طيلة سنوات حكمه العجاف.


لكن ما يدعو للتأمل هو القبول الخارجي بالقوى المتطرفة كبديل للنظام من خلال تبني واشنطن ودول الاتحاد الاوروبي لمبادرة اخرجت على انها خليجية تنتهي بإزاحة حليف مهم للأمريكان في المنطقة هو الرئيس صالح الذي أورثته علاقاته بواشنطن تركة ثقيلة من الانتقادات داخل اليمن وتحديدا من القوى الدينية والقبلية التي شكلت حليف استراتيجي لصالح طيلة سنوات حكمة .


حاليا وبعد ان نجح النظام في استيعاب الصدمة التي تعرض لها جراء انهيار جزء مهم منه وانضمامه الى ساحات الثورة التي يتزعمها الاخوان يبدو ان المبادرة الخليجية الامريكية الصناعة يراد بها ارباك النظام وعدم افساح المجال له للتحرك من خلال حصر الحل للازمة في رحيل الرئيس صالح عن السلطة مع الابقاء على نصف الكعكة لحزبه خلال الفترة الانتقالية وهومايمنح الإخوان قوة إضافية لاكمال مشروعهم من موقعهم في السلطة وليس في الشارع كما كان حالهم في السابق.


وإذا كان الأمريكان قد افصحو أكثر من مرة عن مخاوفهم من سيطرة القوى السلفية على مقاليد السلطة في اليمن بعد رحيل صالح الا ان تحركات السفير الأمريكي في صنعاء تسير عكس هذه المخاوف فهو أكثر المتحمسين لرحيل الرئيس صالح مع علمه ان رحيل صالح سيفتح الباب امام تسيد هذه القوى للمشهد السياسي في اليمن لانها تملك عناصر قوة تؤهلها للعب دور مهم في مرحلة مابعد صالح في حال تم تنفيذ المبادرة الخليجية.


ويحظى مشروع الإخوان في اليمن بدعم قيادات سعودية وقوى دينية تنظر الى اليمن كساحة خلفية تمت السيطرة على مداخلها منذ سبعينات القرن الماضي عن طريق شراء ولاءات قبلية وسياسية سرا وعلانية.


الاخوان المسلمين في اليمن يعيشون هذه الايام ازهى عصورهم لانهم يطرقون وبقوة ابواب النظام لنصب خيمة مجدهم المنشود بدعم امريكي سعودي حتى وان كان النظام لم يسقط بعد فإن أي تسوية سياسية للازمة سواء بالمبادرة الخليجية او التركية او غيرها لن تتجاهل الحضور الفاعل للإخوان في ساحة العمل السياسي باليمن.


لم يعد امام نظام الرئيس صالح الكثير من الوقت لقطع الطريق على الإخوان المسلمين خصوصا وان الضغوط الأمريكية لم تعد خافية على احد حيث يقول الرئيس لقيادات حزبه الاحد انه تلقى 7 اتصالات ليلة السبت من السفير الامريكي يحثه فيها على التوقيع على المبادرة إضافة الى بيان لوزيرة الخارجية الأمريكية في ذات التوجه .


الدعم الامريكي للمبادرة الخليجية والجهود المكثفة التي يبذلها سفير واشنطن بصنعاء لانجاح مشروع الاخوان المسلمين في اليمن دليل واضح على تغير مسار السياسة الامريكية تجاه اليمن خصوصا وان سفير واشنطن استهل عمله الدبلوماسي في اليمن بزيارة امين عام حزب الاصلاح في مكتبه في اشاره واضحة الى ان واشنطن قد تواجه مخاوفها من الاخوان بقذفهم الى السلطة لتبدأ بعد ذلك مواجهة جديدة وفي ساحات مختلفة وضد مشروع يمثل خطرا على مدنية كثيرا ماحلم الشباب بالساحات بتحققها على أرضهم اليمنية .


في هذه الأيام يجلس أمين عام الإصلاح عبد الوهاب الانسي في مكتبه متأملا سخاء القدر ومنتظرا ساعة الظفر بالغنيمة التي لم يكن يحلم سوى بجزء بسيط منها حين امتدح حديث الرئيس عن عدم التوريث والتمديد والتأبيد ويقارن بين زيارة سفير واشنطن له في امانة الاصلاح في مستهل فترته الدبلوماسية في اليمن وصلابة الرئيس صالح التي ابداها اثناء حكمه لليمن وخلال شهور الازمة الماضية.


السؤال الذي يرن في رأس الانسي هو: هل حان الوقت فعلا ام ان مخالب الرئيس صالح لازالت تحتفظ بجزء من فعاليتها.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)