صنعاء نيوز من طاهر حيدر -
صادق الأحمر يصف علي صالح بـ «مسيلمة الكذاب»: عليه النزول من فوق «الصُعبي»
علمت ان وساطة أخيرة تحاول إقناع الشيخ صادق الأحمر وابنائه وإخوانه، بتسليم أسلحتهم الى الحكومة اليمنية ووقف المواجهات، قبل تصعيد الموقف من قبل قوات الأمن، خصوصا فرقة مكافحة الإرهاب المتخصصة باختراق المنازل والحرب وسط المدن، والحرس الجمهوري.
وذكر مصدر في حزب «المؤتمر الشعبي العام» الحاكم، ان وفد الوساطة يتكون من الشيخ أبو حورية، من قبائل سنحان مسقط رأس الرئيس علي عبدالله صالح، وهو من توسط لإخراج الصحافيين الـ 53 من مبنى «وكالة سبأ للانباء» قبل ان تقتحمها ميليشيات الأحمر قبل ايام، بينما هناك وسيط آخر، وهو من المناطق الجنوبية، هو الشيخ عوض العولقي.
من جانبه، قال الشيخ احمد حزام كوبة، احد مشايخ حاشد أن «بعضا من أولاد الأحمر صدّقوا عددا من شخصيات اللقاء المشترك، وظنوا ان الرئيس علي صالح أصبح ضعيفا، لكنهم تفاجأوا بوقوف عدد من مشايخ حاشد، موقف المحايد، في حين ان الذين يقفون حاليا مع الشيخ صادق، لا يتعدون بعض الشخصيات المنتمية الى أحزاب المشترك».
وكشف كوبة، وهو الذي يطلق عليه لقب «شيخ يهود اليمن»، كونه المسؤول عن حمايتهم، انه «تم اللقاء مع (اللواء المنشق) حسين الأحمر قبل ثلاثة أيام وتم التوضيح له، ان صادق الأحمر وحميد، وقعا في فخ كبير، حينما تم إيهامهما بان قبيلة حاشد ستقف معهما في صراع لا ناقة لهم فيه ولا جمل، كون علي صالح لا يزال يمسك بزمام الأمور، وليس ضعيفا كما يردد المشترك».
وقال «ان قلوبنا مع أولاد الأحمر حاليا كونهم منا، لكنا لسنا مع تمردهم على الدولة، واحتلال المرافق الحكومية، ووكالة سبأ»، نافيا «ما تردده بعض وسائل الاعلام منذ اربعة اشهر، بان كل حاشد مع آل الاحمر»، مؤكدا ان «هناك مؤيدين للرئيس من كبار مشايخ حاشد».
في المقابل، دعا الشيخ صادق الاحمر امس، القبائل الموالية له، الى الالتفاف حوله بسرعة في وجه الرئيس، لكنه طلب منها التعقل، متهما علي صالح بالسعي الى جر البلاد الى حرب اهلية، بينما تستمر المعارك في صنعاء لليوم الرابع، نافيا أن يكون الهدف من المواجهات «الوصول الى رئاسة اليمن في المستقبل».
وفي حديث مع قناة «الجزيرة»، قال الاحمر، انه ما زال في منزله في حي الحصبة شمال صنعاء وهو بخير، داعيا القبائل الى «الا يتأخروا» والى «دعم اخوانهم المجاهدين الواقفين» في وجه قوات علي صالح.
كما دعا الدول الخليجية والولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الاوروبي الى «الضغط على صالح» لوقف القتال والتنحي. واعرب عن استعداده لوقف النار «من موقف قوة وليس من موقف ضعف، إذا أوقف صالح إطلاق الحرب».
وفي تصريح آخر لقناة «العربية»، طالب الأحمر، الرئيس «بالنزول من فوق الصُعبي
(أي ابن الحمار باللهجة اليمنية، وقصده كرسي الرئاسة)»، وطالب من دول الخليج «عدم دعم علي صالح حتى يرحل».
وقال ان «علي صالح ليس له شرعيه كونه يقتل شعبه (...) وبرحيله، سيعود الهدوء إلى اليمن».
وعن دعم المشايخ له، اكد ان «كل المقاتلين معي من قبائل اليمن كافة، وساقاتل حتى أخر قطرة من دمي وحتى الموت».
واعترف بان ميليشاته «تسيطر على وزارة الصناعة وهيئة الأراضي ووزارة الإدارة المحلية وسبأ، وأجزاء من وزارة الداخلية، وهناك توجه لإسقاط وزارة الكهرباء وهيئة مياه الريف، ووزارة الصحة».
وتابع انه «مستعد لوقف الحرب إذا أوقف علي صالح استخدام الاسلحة الثقيلة». وأكد «وجود وساطة جديدة» يتزعمها الشيخ أبو حورية من قبائل سنحان، وعوض العولقي من قبائل العوالق في شبوة.
وفي تصريح أخر، سخر الأحمر من إصدار النائب العام قرارا باعتقاله، نافيا الإشاعات التي تحدثت عن اعتقاله واحتلال منزله. وقال: «أنا الآن في منزلي مع كل الرجال، ونحن صامدون ولا يستطيع أحد أن يدخل منزلي ويعتقلني، فهو محمي في حدود اثنين كيلومتر حول محيطه، وصالح سيغادر اليمن حافي القدمين».
ووصف الرئيس بأنه «علي مسيلمة الكذاب، وليس علي عبد الله صالح»، واكد «ضرورة «ردع البلطجية التابعين له». وقال بأنه «أنكر الجميل الذي أسداه له والده (الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر)، عندما قدم له كل الدعم للبقاء على الكرسي».
وفي خطوة تصعيدية مقابلة، امر الرئيس اليمني بالقبض على الشيخ الاحمر واشقائه وأولاده.
واعلن موقع وزارة الدفاع «26 سبتمبر» في رسالة نصية، «صدور امر من الرئيس بالقبض القسري على المتمردين اولاد الاحمر، بغية محاكمتهم بالتمرد المسلح».
الى ذلك (يو بي أي)، أهدر وجهاء قبليون، امس، دم الرئيس صالح.
وقال الشيخ خالد العواضي، احد كبار الوجهاء، ان علي صالح «ارتكب العيب الاسود بحق قبائل اليمن من خلال قصفهم وهم في منزل الشيخ صادق الاحمر وهم يسعون كلجنة وساطة بين انجال الاحمر وعلي صالح الذي عمل على محاولت قتلهم وقتل عدد منهم».
واضاف: «القبائل حسمت امرها وخلال يومين سترحل علي صالح عسكريا ويتم تسليم زمام الامور الى شباب الثورة وفي ساحات التغيير والحرية».
وقال عضو لجنة الوساطة الشيخ فيصل مناع، ان «القبائل تخلت جميعها عن علي صالح وهدرت دمه اليوم وصار لا يملك احد من كل قبائل اليمن».
في المقابل، اعلن مصدر رسمي، ان 28 شخصا قتلوا في انفجار في مخزن ذخائر في صنعاء يعود لقبيلة حاشد، الا ان الشيخ صادق نفى ذلك.
وارتفع الى 68 عدد القتلى منذ بدء المعارك بين الموالين والمعارضين لعلي صالح، الاثنين.
دوليا، قال بين رودز، نائب مستشار الامن القومي الاميركي، ان «الولايات المتحدة تدين العنف في اليمن وتعتقد انه يبرز الحاجة الى انتقال سلمي للسلطة».
ودعت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، اطراف النزاع الدامي اليمن الى «الوقف الفوري لاعمال العنف». وقالت في باريس، امس، «نحن قلقون جدا من الاشتباكات الدائرة».
كما أعلنت فرنسا، ان ليس أمام الرئيس اليمني إلا خيار واحد هو التوقيع على المبادرة الخليجية، منددة بأعمال العنف في صنعاء، وحملت علي صالح مسؤولية المأزق السياسي في شكل كامل لرفضه التوقيع على المبادرة.
من ناحيتها، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤول في الإدارة الأميركية أن مستشار أوباما لشؤون مكافحة الإرهاب، جون برينان، أبلغ علي صالح في اتصال هاتفي الأسبوع الفائت، أنه لو استجاب الى دعوات الاستقالة فسينتقيه الرئيس الأميركي في خطابه حول الشرق الأوسط نموذجاً إيجابياً للتغيير». |