صنعاءنيوز / بقلم/ احمد الشاوش -
الأربعاء, 25-يناير-2023
تظل المشاعر الانسانية الحقيقية تُمثل قمة السمو والنُبل والوفاء لمواقف الرجال ومعادن النساء وعظمة الاجيال التي نهلت من ينابيع التربية الحسنة وبحار المعرفة وانهار الفكر الانساني الخلاق الذي يعكس عظمة الانسان الذي نشأ على منظومة القيم ومكارم الاخلاق وحب الآخرين .
كما ان المشاعر المزيفة وارتداء جلباب الملائكة وأقنعة التطبيل والتزلف ، والنفاق والانانية والغرور والطغيان والاستبداد وتقمص دور الحرباء هو نتاج طبيعي للتربية السلبية لدى البعض وفشل الاسرة في توجيه وتقويم وتصحيح مسار فلذات أكبادها منذ نعومة الاظافر نحو الطريق الصحيح.
تلك النماذج السيئة والعينات الرديئة والشخصيات الانتهازية المتقلبة الاطوار هي ضحية للاسرة والمجتمع والدولة ، وانعكاس حقيقي للبُعد عن تعاليم القرآن الكريم السامية والسنة النبوية الشريفة والافتقاد الى مناهج التربية العصرية الذي يترتب عليه الشعور بالنقص والنرجسية القاتلة التي تحول القائد الى مغرور والرمز الى قَزَم والسياسي الى معتوه والطبيب الى مستغل والمهندس الى غشاش والاكاديمي الى متكبر والمثقف الى أمعة والاعلامي الى مهرج والمبدع غريب والفنان مضطرب والعسكري متجبر والقاضي ظالم والمُخبر مجرد من العواطف والانسانية، والجميع شخصيات عجيبة وغريبة ومحبطة للامة وعرضة لانتقادات وسهام المجتمع .
لذلك فإن المشاعر الطيبة والاحاسيس المرهفة والصفات السامية والترفع عن الصغائر هي العامل المشترك بين البشر بمختلف ألوانهم واشكالهم وأعراقهم، واجناسهم وطوائفهم ومذاهبهم وايدلوجياتهم والبيئة التي ترعرعوا فيها.
كم نحن بحاجة ماسة اليوم الى ثقافة رب الاسرة وادخال مقرر دراسي يحمل خلاصة الخلاصة لعلم النفس منذ الصغر وبناء الشخصية الانسانية ومعرفة طباعها وتفكيرها وأعماقها وحركاتها وأشاراتها ومكنوناتها وفن التخاطب والتعامل وأدب الحوار والخلاف والاختلاف والذوق مع الآخرين.
كم نحن بحاجة ملحة الى العقلاء والحكماء والنُبلاء والخبراء وآلاف الاطباء والمتخصصين في علم الاجتماع والنفس والتربية للوصول الى الغاية المنشودة ، بدلاً من المتخصصين في فن النفاق والمزايدة والغش والنهب واللطش والنشل والابتزاز والعمالة والخيانة والارتزاق وايذاء الآخرين تحت دثار الملائكة وجلباب الواعضين وأقنعة وشيطنة السياسيين.
ما أحوجنا اليوم ان نضع الرجل المناسب في المكان المناسب والاستفادة من الكفاءات والخبرات ، واعادة تدوير نفايات المجتمع وتقييمها ومعالجتها ووضع الحلول المناسبة حتى لو تطلب الامر ضبط المصنع والعودة الى الحياة الطبيعية وفطرة الله
أخيراً .. نأمل من الجهات المختصة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب والابتعاد مسافة ألف متر من كتيبة المنافقين والانتهازيين واللصوص والمأجورين حفاظاً على الثقة والسمعة ومؤسسات الدولة لكي تستقيم الحياة فالطغيان والاستبداد لايمكن ان يملك القلوب والمال الحرام يذهب واهله والبقاء للقائد والانسان العااااادل ولاعزاء لكل مغرور ونرجسي وفاسد . |