صنعاء نيوز/ بقلم: أمال أغزافي - شيء غريب فيك يا رمضان نفرح لقدومك ونعد العدة لك ، تملؤنا سكينة وهدوءا مطمئنين وآمنين ، تغير روحنا التي أثقلها الزمن وأنهكتها ضغوطات الحياة ،فبقدومك ننعم بالحب والإخاء ،ننسى أوجاعنا وهمومنا بالصلاة والذكر لأن هدفنا الوحيد الإرتقاء بأنفسنا الى أعلى الدرجات الروحانية بالتعبد والتضرع الى الله فرمضان يمنحنا تلك الطاقة التي استهلكناها وسط متاعب الحياة دون أن ندري بدلك لكن رمضان يأتي بالطاقة المتجددة كأنه ينتشلنا من غرقنا ويذكرنا بفسحة جميلة بين أرجاء المساجد والذكر والقرآن والصلاة، عاد شهر الذي يصلح ما افسدناه في ارواحنا بقية الشهور .
رغم اننا أشغلتنا الحياة على أنفسنا وعائلتنا ،لكننا
لا يمكننا أن ننكر على أن رمضان شهر جميل جدا يجتمع فيه الكل على طاولة الفطور وتناول الوجبات مجتمعين ، وأداء الصلاة وقراءة القرآن ، والإجتماع مع الأهل والأحباب ، ليذكرنا على أننا نسينا أشياء مهمة في حياتنا نسينا الحب والإخاء نسينا زيارة الاهل وصلة الرحم ، فالوقت ليس لدينا للواجبات العائلية فانغمسنا في العمل والانشغال بملذات الحياة ، فهو يعمل على برمجتنا من جديد كأنه نفخ فينا روحا جديدة مليئة بالحب والايمان وهداية لنا لما ملأ قلوبنا من جحود ونكران، حتى الشياطين تغادر وكرها وترحل وتفسح المجال لرمضان لإحتضان الأحبة بتهاليل الذكر والقرآن ،كما جاء في الحديث: «عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين»،
فالحياة في رمضان تكون مختلفة تشعر كأنك انسان اخر مرتاح العقل والقلب ننسى و نسامح من أساءو الينا ، حتى الاطفال عندما يأتي رمضان يهرجون ويهللون بأناشيد جميلة سعيدين بقدوم رمضان ونفحاته التي تسعد كل مسلم ، ماذا تفعل بنا أنت يا رمضان ما هو سرك العجيب الذي تبته فينا ، لكنك سرعان ما تشدو الرحال من جديد وتتركننا بطاقتك التي زرعتها فينا ونحن متشوقين لرؤياك مرة اخرى بنفس الشغف بنفس الحب بنفس الاحتياج لك ، فأنت دواء للروح وبك نتذوق حلاوة الايمان و تفتح الابواب المغلقة فأنت فرصة لنا في كل عام لنعيد حساباتنا فأنت ، "لَكَ الأروَاحُ يَا رَمَضَانُ تَهفُو وَتَغتَسِلُ النُّفُوسُ وَتَستَقِيمُ لَئِن أقبَلتَ مُشتَاقًا إلَينَا فَمِلءُ قُلُوبِنَا شَوقٌ عَظِيمُ "كيف لا نفرح لقدومك فأنت تمنحنا القوة ، فهو فرصة لنا لقهر النفس وحضِّها على العطاء والإحساس بالآخر فعلينا ان نستثمر فيه اوقاتنا بشكل جيد وتعويض ما فاتنا والتدبر في هذه الايام المعدودة علينا ان نستفيد منها بما يفيد ، بمشاعر الحب والإيمان والصدق والمودة لنحتسب كل اعمالنا لوجه الله ، كما جاء في حديث قدسي عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به)، وهذا دليل لعظمته لأنه شهر رمضان المبارك .
|