صنعاءنيوز / عمر دغوغي -


بقلم: عمر دغوغي الإدريسي مدير مكتب صنعاء نيوز بالمملكة المغربية[email protected] https://web.facebook.com/omar.dghoughi.idrissi

أن العفة هي البُعد عن القبح والمنكرات وكل ما نهانا عنه الله عز وجل، وتعتبر العفة قمة التغلب على النفس حيث أن بذلك يتم التغلب على الشهوات، ويُقال هذا الرجل عفيف عندما يقوم بالأمور كلها وفقًا للشرع والمروءة، وبشكل عام قد نرى أن المجتمع المسلم أعز رجاله من خلال العفة والُعد عن المنكرات والسوء.

كما أعز أيضًا نساؤه وعفهم بحجابهم واتباع أوامر الله عز وجل واتباع السنة النبوية الشريفة، العفة أنواع كثيرة ومنها عفة الفرج عن المحرمات والزنى، والعفة في كف النفس عن الشهوات ، والعفة من خلال كف الجوارح عن الآثام.
عفة النساء في الإسلام مندرجة في الأصل تحت بند عفة الرجال، حيث تعتبر عفة الرجل سبب رئيسي في عفة النساء عن الحرام وحفظ الأعراض فالرجل العفيف هو من يستطيع أن يُحافظ على أهل بيته من خلال حفظ أعراضهم في الملبس والسير والصوت والاختلاط وكل ما يخص النساء وتعاملهم مع المحيط الخارجي وحتى الداخلي، وبالتالي يكون حافظ لستر الله عز وجل عليه وكان هناك حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه عن ابن عمر رضي الله عنه أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عفوا تعف نساؤكم.
في هذا الزمان هناك الكثير من الشباب وخاصًة غير المتزوجين يكون أمر العفة لديهم صعب، ولكن يجب على كل شاب مسلم ومؤمن بالله ورسوله ولم تتيسر له أسباب الزواج أن يعف نفسه عن الوقوع في الحرام والله سبحانه وتعالى سوف يُيسر له الأمر فقال الله تبارك وتعالى في سورة النور:
(وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ )، فإذا عزم الشاب على إعفاف نفسه سوف يكون الله إلى جانبه ويُسبب له الأسباب من حيث لا يحتسب فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (ثلاثة حق على الله عونهم المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف).
ولقد أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على الأنصار في المدينة على أنهم كانوا من أهل العفة والصبر وقد وصفهم صلى الله عليه وسلم بذلك، كما أن العفيف يحبه الله عز وجل وقد أخبرنا الرسول الكريم بذلك فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنَّ الله تعالى يحبُّ الحيي العفيف المتعفِّف )، وتلك المحبة تكون آتية عن تعفف العبد عن شهواته وزهده في أمور الدنيا.
العفة اصطلاحًا: هي الهيئة المبينة للقوة الشهوية المتوسطة بين الفجور ويعتبر هو الإفراط في القوة الشهوانية، وبين الخمود الذي هو أيضًا تفريط فيها، فقيل أن العفيف هو من يقوم بمباشرة الأمور على نطاق المروءة والشرع، كما قيل عنها أيضًا في علم الاصطلاح أنها ضبط النفس عن الشهوات واكتفاء الجسد بما يحفظه، والاعتدال وتجنب السرف في كافة الأمور، وهناك من قال عن العفة في لغة الاصطلاح أنها ضبط النفس عن كلا الملاذ الشهوانية وقد وصفها بالحيوانية وهي الحالة المتوسطة من الإفراط في الشهوة والتي أحيانًا تصل إلى الجمود.
العفة لغًة: العفة في اللغة ترجع إلى المصدر، والمصدر من عف حيث يُقال عف نفسه عن الحرام، ويعف الرجل أو عفا آتية من العفاف فيُقال المرأة عفيفة، والعفاف هنا معناه الكف والاستعفاف فيُقال الشيخ الرجل استعف عن المسألة أي عف وتعفف عن ما لا يحل له.
لقد عرف العلماء العفة على أنها ضبط للنفس عن الشهوات والنزوات وكل ما يغضب الله عز وجل ونهى عنه الرسول الكريم، فالعفة هي ضبط جماح النفس الأمارة بالسوء عن كل ما أمرنا الله عز وجل باجتنابه، وليس ذلك فقط فنرى أن كثير ما يتسائلون عن ما أثر العفه والاستقامه على اخلاقيات المجتمع، وفي الواقع العفة والاستقامة له أثر كبير جدًا في تقدم المجتمع لأنها تضع الأسس والحدود بين جميع أفراد المجتمع في كافة المجالات المختلفة، وفيما يلي سوف نتعرف على أنواع العفة وإليك هي:
عفة الفرج: عفة الفرج من أكثر أنواع العفة التي يكون لها شأن عظيم لمن تركها سواء كان من الرجال أو النساء ويعتبر رمز العفة والطهارة هو نبي الله يوسف حين عرضت عليه أمرأة العزيز نفسها فأبى وفضل السجن عن أن يمسسها ويزني بها، وهناك قصة من السلف تحكي عن أمرأة عرضت نفسها للزنى وإليك هي:
يقول ابن الجوزي رحمه الله صالح بن أحمد بن عبد الله بن مسلم العجلي، قال حدثني أبي قال حدثني عبد الله، قال: (كانت امرأة جميلة بمكة، وكان لها زوج، فنظرت يوماً إلى وجهها في المرآة، فقالت لزوجها، أترى أحداً يرى هذا الوجه لا يفتتن به، قال نعم، قالت ومن؟ قال عبيد بن عمير، قالت فأذن لي فيه فلأفتننه، قال قد أذنت لك.
عفة اللسان: العفة عن اللسان المقصد هنا الف عن قول النميمة والاغتياب وقول الزور والتذكر دائمًا أن الله سبحانه وتعالى سوف يُحاسبنا على ا نقول ونفعل وأنه ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد أي لا يلفظ العبد بكلمة إلا كان الملك كاتبها عليه سواء كانت صالحة أم فاسدة.
العفة عن المسألة: العفة عن المسألة هنا تعني أن يكف المسلم عن مسألة الناس وأن يكون عزيز النفس ويعمل حتى يكسب من ثمار يده ويكون على يقين بمعرفة فوائد الكسب باليد والتي منها محافظة المسلم على كرامته ومحبة الله عز وجل.
ثمار العفة
أن الله عز وجل يحب المؤمن العفيف المتجنب لفعل الكبائر المُطيع لأمر الله ورسوله، وكما وضحنا من قبل أن ثمن العفة هو الجنة كما حدثنا الرسول الكريم، وفيما يلي سوف نتعرف على ثمار أخرى من ثمار العفة وإليك هي:
المسلم العفيف من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله
سبب لنجاة العبد من الابتلاءات
العفيف أول من يدخل الجنة
يكون في معية الله ويعينه