صنعاءنيوز / عمر دغوغي -
بقلم: عمر دغوغي الإدريسي مدير مكتب صنعاء نيوز بالمملكة المغربية
[email protected] https://web.facebook.com/omar.dghoughi.idrissi
التكيف الاجتماعي هو الجهد المبذول من قبل الأفراد للاندماج في المجتمع من ما في المجتمع من معايير وقيم.
والتكيف الاجتماعي هو من مظهر من مظاهر الصحة النفسية.
والتكيف الاجتماعي هو انسجام الفرد مع المحيط وهو عملية ديناميكية مستمرة ما بين الفرد والبيئة الاجتماعية التي يعيش بها.
والهدف من التكيف الاجتماعي هو تعديل سلوك الفرد حيث يتوافق مع البيئة الاجتماعية للوصول إلى التوافق والتكيف الاجتماعي.
ويشير مفهوم التكيف أيضًا إلى عملية التفاعل ما بين الفرد بما لديه من حاجات وإمكانيات وما بين البيئة الاجتماعية وما فيها من متطلبات وسمات.
والتكيف الاجتماعي يعني قدرة الفرد على اتباع السلوك حيث يتوافق مع متطلبات البيئة الاجتماعية وهي عملية تحدث ضمن مفهوم العلاقات الاجتماعية التي يعيش بها الفرد ويتفاعل معها سواء كان هذا التكيف في بيئة صغيرة مثل الأسرة أو المدرسة أو الرفاق أو في بيئة كبيرة.
من استراتيجيات التكيف الاجتماعي
التكيف الاجتماعي هو عملية اجتماعية ضرورية للفرد وللبيئة الاجتماعية التي يعيش بها الفرد. الهدف من التكيف الاجتماعي هو تحقيق التوازن والانسجام ما بين الفرد والبيئة الاجتماعية التي يعيش بها الفرد من خلال تغيير وتعديل سلوك الفرد من أجل الاندماج في المجتمع.
والتكيف الاجتماعي هو نتاج للتأثير المستمر من العلاقات الاجتماعية التي يعيش بها الفرد. وللتكيف الاجتماعي استراتيجيات متنوعة ومختلفة.
تتضمن استراتيجيات التكيف الاجتماعي الاستراتيجيات المختلفة والمتنوعة التي يستخدمها الأفراد في تعاملهم وتكيفهم مع المجتمع من مثل المهارات المختلفة التي تجعل الشخص قادر على الاندماج في المجتمع.
من اجل تحقيق التوازن ما بين الفرد والتغيرات التي تطرأ في المجتمع.
والتكيف في الحقيقة هو المحاولات والنشاطات والعمليات والاستراتيجيات التي يقوم بها الفرد من أجل الوصول إلى التكيف والتوافق.
ومن الضروري الوصول إلى التكيف والتوافق من اجل أن تكون الحالة الاجتماعية في حالة من الاندماج والانسجام.
مظاهر التكيف الاجتماعي
للتكيف الاجتماعي مظاهر أيضًا تدل على بذل الفرد للجهود من أجل الوصول إلى التكيف الاجتماعي.
تتطلب عملية التكيف والتوافق كل من النضج والإحساس والإدراك والتحفيز ونرى من مظاهر التكيف الاجتماعي:
وضوح فكرة المرء على نفسه وهذا الوضوح مرتبط ارتباط وثيق بفكرة الآخرين عن الفرد وسط البيئة الاجتماعية التي يعيش بها الفرد وهذا الأمر في الحقيقة يفسر الطبيعة الاجتماعية للفرد ويؤكد فكرة أن الفرد ما هو إلا نتاج للتفاعل الاجتماعي ما بين الفرد وغيره من الأفراد.
من مظاهر التكيف الاجتماعي أيضًا هو توافق أهداف الفرد مع أهداف البيئة الاجتماعية وإلا من الممكن أن يسبب ذلك مشاكل بسبب التناقض ما بين أهداف الفرد وما بين أهداف البيئة الاجتماعية بحيث تضطرب عملية التكيف والتوافق الاجتماعي بسبب هذه المشاكل التي تقف عائق أمام تحقيق التكيف والتوافق.
واحدة من أهم مظاهر التكيف والتوافق الاجتماعي هي تماسك البيئة الاجتماعية نتيجة التوافق والتكيف ما بين البيئة الاجتماعية،وكذلك يترتب على التكيف الاجتماعي في البيئة الاجتماعية شعور بالتوافق والتكيف الشخصي كنتيجة للتوافق والتكيف المجتمعي.
وتشمل مظاهر التكيف والتوافق الاجتماعي شعور الفرد بالمسؤولية الاجتماعية ما بين أفراد الجماعية وهذا يتضمن التعاون مع أفراد الجماعة والتشاور مع أفراد الجماعة من أجل تحقيق التكيف والتوافق الاجتماعي مع الأخذ بعين الاعتبار الأساليب المختلفة والمتنوعة مثل تقبل الآخرين وكذلك احترام الآخرين وعدم الكبر أو الغرور أو غير ذلك.
تتضح قدرة الفرد على التكيف والتوافق الاجتماعي في ميله إلى مسايرة الجماعة والإحساس بالألفة والمودة والميل إلى التفاني في كل أمر يهم الجماعة ، وكذلك في التضحية بمصالحه في سبيل المصلحة العامة للجماعة مما ينعكس إيجابًا على البيئة الاجتماعية.
خصائص التكيف الاجتماعي
التكيف الاجتماعي هو عملية دينامكية مستمرة نظرًا لظروف التغير المستمرة في البيئتين الطبيعية والاجتماعية فما أن يتكيف الإنسان مع بيئته حتى تتغير هذه البيئة وهذا يتطلب إعادة تكيفه مع البيئة الجديدة من جديد.
والتكيف الاجتماعي هو في الحقيقة مفهوم معياري أي أن معيار التكيف يتعلق بقياس القدرة على التكيف مع الظروف المنوعة والمختلفة التي تواجه الفرد أو الجماعة، علاوًة على ذلك، هناك ربط ما بين التكيف والجانب الاجتماعي.
يتصف التكيف الاجتماعي بأنه مفهوم نسبي فهو يختلف باختلاف البيئة الاجتماعية من بيئة اجتماعية إلى أخرى حتى أنه يختلف ضمن البيئة الاجتماعية الواحدة.
وتتوقف درجة تكيف الفرد على قدرته على التكيف التي هي نتيجة لعدة عوامل عضـوية وظيفية واجتماعية وثقافية من ناحية.
بالإضافة إلى العوامل المتعلقة بظروف المواقف الاجتماعية المختلفة التي يتفاعـل فيهـا الفرد من ناحية ثانية والعوامل الاجتماعية العامة من ناحية ثالثة
وبالإضافة إلى ذلك، للتكيف والتوافق وظيفة تتمثل في تحقيق التوازن في البيئة الاجتماعية. الفرد هو المسؤول عن التكيف مع نفسه وبيئته أي أنها تتم بإرادة ورغبة الفرد،وعملية التكيف هي عملية مستمرة.
أهمية التكيف الاجتماعي من أجل التنمية
أثبتت العديد من الدراسات البحثية أهمية التكيف الاجتماعي في العديد من المجالات، مثل العلاقات الأسرية أو العلاقات الاجتماعية أو الأداء الأكاديمي أو الأداء المدرسي أو السعادة والرضا في الحياة وما إلى ذلك، تم إثبات الارتباط بين الأداء الاجتماعي والتحصيل الدراسي في عدد من الدراسات التجريبية.
على سبيل المثال، عن التوافق والتكيف الاجتماعي في البيئة المدرسيةبشكل عام ، فقد وجد أن الأطفال الذين يظهرون سلوكًا اجتماعيًا وإيجابيًا من المرجح أن يحققوا نتائجعالية في المجالات الأكاديمية على النقيض من ذلك ، فإن الأطفال الذين يعانون من الاضطراب والعدوانية لا يحققون نتائج جيدة في التحصيل الدراسي.
قد يؤدي السلوك الاجتماعي والتعاوني المؤيد للطفل إلى تنمية صداقة عميقة والتعاطف مع الآخرين.
في حين أن الأطفال غير القادرين على التكيف اجتماعيًا قد يشعرون بمعزل عن باقي الأشخاص المحيطين به وبأنهم غير قادرين على التوافق والتكيف في البيئة الاجتماعية الموجودين فيها.
التكيف الاجتماعي يساعد أيضا الأطفال فهم العلاقات الاجتماعية جيدًا التي يمكنهم رعايتها والاعتزاز بها طوال حياتهم.
وبالتالي فإن القدرة على التكيف الاجتماعي في البيئة الاجتماعية المدرسية أو العائلية هي دليل مهم على العلاقات الاجتماعية عند الأشخاص منذ الصغر.
وهي ذات أهمية كبيرة في الشخصية والتنمية.